وقِيلَ : الرَّوَاهِشُ : عَصَبٌ وعُرُوقٌ في بَاطِنِ الذِّرَاعِ ، والنَّوَاشِرُ : عُرُوقٌ في ظَاهِرِ الكَفِّ.
وقِيلَ : النَّواشِرُ : عُرَوقُ ظَاهِر الذِّرَاعِ ، والرَّوَاهِش (١) : عَصَبُ بَاطِنِ يَدَيِ الدّابَّةِ ، وقَالَ إِبْرَاهِيمُ الحَرْبِيّ : أَخْبَرَني أَبو نَصْرٍ عن الأَصْمَعِيّ ، قال : الرّاهِشُ : عَصَبٌ في بَاطِنِ الذِّرَاعِ. ونَقَلَ الأَزْهَرِيّ عن أَبِي عَمْرٍو : النَّوَاشِرُ والرَّوَاهِشُ : عُرُوقُ بَاطِنِ الذِّرَاعِ ، والأَشَاجعُ : عُرُوقُ ظَاهِرِ الكَفّ ، فقَوْلُ المُصَنِّفِ في تَفْسِير الرَّوَاهِشِ عُرُوقُ ظَاهِرِ الكَفّ ، مَحَلُّ تَأَمُّلٍ ظاهِرٍ ، ثُمَّ رأَيْتُ الصّاغَانِيَّ في العُبَابِ نَقَلَ عن ابنِ فارسٍ ما نَصُّه : الرَّوَاهِشُ : عُرُوقُ ظاهِر الكَفِّ وبَاطِنِهَا ، ثمّ قالَ : وفي الحَدِيثِ : أَنّ قُزْمَانَ المُنَافِقَ خَرَجَ يومَ أُحُدٍ فأَخَذَ سَهْماً فقَطَعَ به رَوَاهِشَ يَدَيْهِ فقَتَلَ نَفْسَه».
ورَجُلٌ رُهْشُوشٌ بَيِّن الرُّهْشُوشَةِ ، كَذا في النُّسَخ ، وصَوابُه الرُّهْشُوشِيَّةِ ، والرُّهْشَةِ ، بِضَمِّهِنَّ ، أَي سَخِيٌّ حَيِىٌّ ، كرِيمٌ رَقِيقُ الوَجْهِ ، قَالَهُ اللَّيْثُ ، وقِيل : عَطُوفٌ رَحِيمٌ لا يَمْنَعُ شَيْئاً ، قال رُؤْبَةُ :
أَنْتَ الجَوادُ رِقَّةَ الرُّهْشُوشِ |
|
المانِعُ العِرْضَ مِنَ التَّخْدِيشِ |
والرَّهِيشُ ، كأَمِيرٍ : النّاقَةُ الغَزِيرَةُ ، قَالَهُ أَبُو عَمْرٍو ، وَأَنْشدَ :
وخَوّارَة مِنْهَا رَهِيشٌ كَأَنَّمَا |
|
بَرَى لَحْمَ مَتْنَيْهَا عن الصُّلْبِ لَاحِبُ |
كالرَّهِيشَةِ ، والرهْشُوشِ ، بالضَّمّ ، يُقَالُ : نَاقَةٌ رُهْشُوشٌ : غَزِيرَةُ اللَّبَنِ ، والاسْمُ الرُّهْشَةُ ، وقد تَرَهْشَشَتْ ، قالَ ابنُ سِيدَه : ولا أَحُقُّهَا.
أَو الرَّهِيشُ من الإِبِلِ : القَلِيلَةُ لَحْمِ الظَّهْرِ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ ؛ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقِيلَ : المَهْزُولَةُ ، وقِيلَ : الضَّعِيفَةُ ، قال رُؤْبَةُ :
نَتْفَ الحُبَارَى عَنْ قَراً رَهِيشِ
وقَال أَبُو سَعِيدٍ السُّكَّرِيّ : إِذا كَانَت الناقَةُ غَزِيرَةً كَانَتْ خَفِيفَةَ لَحْمِ المَتْنِ ، وأَنْشَد :
وخَوّارَة مِنْهَا رَهِيشٌ كَأَنَّمَا |
|
بَرَى لَحْمَ مَتْنَيْها عن الصُّلْبِ لاحِبُ |
والرَّهِيشُ : المُنْهَالُ (٢) من التُّرَابِ الَّذِي لا يَتَماسَكُ ، مِنَ الارْتِهَاشِ ، وهو الاضْطِرابُ.
والرَّهِيشُ : الضَّعِيفُ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : الدَّقِيقُ القَلِيلُ اللَّحْمِ ، المَهْزُولُ ، وقِيلَ : هو الدَّقِيقُ مِنْ كُلِّ الأَشْياءِ.
وعَنِ الأَصْمَعِيّ : الرَّهِيشُ : النَّصْلُ الرَّقِيقُ ، هكذا بالرّاء في سائِرِ النُّسَخِ ، ومِثْلُه في بَعْضِ نُسَخِ الصّحاح (٣) ، وصَوَابُه : الدَّقِيقُ ، بالدّال.
والرَّهِيشُ : السَّهْمُ الضّامِرُ الخَفِيفُ الَّذِي سَحَجَتْهُ الأَرْضُ ، قال امْرُؤُ القَيْسِ :
فرَمَاهَا في فَرَائِصِها |
|
بإِزاءِ الحَوْضِ أَو عُقُرِهْ |
بِرَهِيشٍ مِنْ كِنَانَتِه |
|
كتَلَظَّى الجَمْرِ في شَرَرِه |
والرَّهِيشُ : القَوْسُ الدَّقِيقَةُ ، عن ابنِ عَبّادٍ ، قال الأَصْمَعِيُّ : هِيَ الَّتِي يُصِيبُ وَتَرُهَا طَائِفَها ، والطّائِفُ : مَا بَيْنَ الأَبْهَرِ والسِّيَةِ ، وقِيلَ : هُو ما دُونَ السِّيَةِ فيُؤَثِّرُ فِيهَا ، والسِّيَةُ ما اعْوَجَّ مِنْ رَأْسِهَا.
وقَدْ ارْتَهَشَتِ القَوْسُ ، فهِيَ مُرْتَهِشَةٌ ، وهِيَ الَّتِي إِذا رُمِيَ عَلَيْهَا اهتَزَّتْ فضَرَبَ وَتَرُهَا أَبْهَرَهَا ، والصَّوَابُ طائِفَها ، كما قالَهُ الجَوْهَرِيُّ ، وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : ذلِكَ إِذا بُرِيَتْ بَرْياً سَخِيفاً ، فجاءَتْ ضَعِيفَةً ، ولَيْسَ ذلِكَ بِقَوِيّ.
والارْتِهَاشُ : الارْتِعَاشُ والاضْطِرَابُ ، قَالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ.
والارْتِهاشُ : الاصْطِلامُ ، هكذا في النُّسَخِ ، والصَّوابُ الاصْطِدامُ ، وهُوَ أَنْ يَصُكَ الفَرَسُ بعَرْضِ حافِرِه عَرْضَ عُجَايَتِه مِنَ اليَدِ الأُخْرَى ، فرُبَّما أَدْمَاها ، وذلِكَ لِضَعْفِ يَدِه ، ومِنْهُ حَدِيثُ عُبَادَةَ بنِ الصّامِتِ ، رَضِيَ الله تَعَالَى عنه : «وجَرَاثِيمُ العَرَبِ تَرْتَهِشُ» (٤) ، أَيْ تَصْطَكُّ قَبَائِلُهُم بالفِتَنِ ، قَالَهُ ابن الأَثِير.
__________________
(١) عن اللسان وبالأصل «والنواشر».
(٢) في النهاية واللسان : المنثال.
(٣) في الصحاح المطبوع : «الرقيق» ومثلها في التهذيب.
(٤) في التكملة : وترهشش.