فِيهَا ، ويَخطِر من أَنْ تَكُون معَاصِيَ ، لفَقْد الطُمَأْنِينَةِ إِليْهَا ، وقال اللَّيْثُ : يعنِي ما حَزَّ في القَلْبِ وحَكَّ ، ويُرْوَى : «الإِثْمُ حَزَّازُ القُلُوبِ» بزاءَين ، الأُولى مُشَدَّدة وهو فعّال من الحَزِّ.
وكان يَنْبَغِي من المصنّف أَن يَذكُر الرِّوايَةَ المَشْهورَةَ هُنَاكَ ويقولَ هنا : ويُرْوَى حَوّاز القُلُوب ، كشَدّاد ، كما فَعَله غيره من المصنِّفين في اللُّغَة ما عدا الصاغانيّ ، والمصنِّف قلَّده في ذلك على عادَته.
وتَحَوَّزَ تَلَوَّى وتَقَلَّبَ ، وخَصَّ بعضُهم به الحَيَّةَ ، كتَحَيَّزَ ، يقال : تَحَوَّزَت الحَيَّةُ وتَحَيَّزَت ، أَي تَلَوَّتْ. ومن كلامهم : مَا لَكَ تَحَوَّزُ كَما تَحَيَّزُ الحَيَّةُ.
وتَحَوَّزَ عنه وتَحَيَّزَ : تَنَحَّى ، وفي الحديث : «فما تَحَوَّزَ له عن فِرَاشِه.
قال أَبو عبَيْد (١) : التَّحَوُّز هو التَّنَحِّي ، وفيه لُغَتَان : التَّحَوُّز والتَّحَيُّزُ ، قال اللهُ تعالَى : (أَوْ) مُتَحَيِّزاً (إِلى فِئَةٍ) (٢). والتَّحَوُّز التَّفَعُّلُ ، والتَّحَيُّزُ التَّفَيْعل. وقال أَبو إِسْحَاقَ في معني الآية : أَي إِلاّ أَنْ يَنْحَازَ أَي يَنْفَرِدَ ليَكُون مع المُقاتِلَةِ. وأَصْلُه مُتَحَيْوِزٌ ، قُلبَت الواو ياءً لمجاورَةِ الياءِ ثمّ أُدْغمَت فيها ؛ وقال اللَّيْث : يقَال : مَالَكَ تَتَحَوَّزُ ، إِذا لم تَسْتَقِرّ على الأَرْضِ. وقال القُطاميّ يَصفُ عَجوزاً أَنَّه اسْتَضافها فَجَعلَت تَرُوغ عنه فقال :
تَحَوّزُ عنيِّ خِيفَةً أَنْ أَضِيفَهَا |
|
كما انْحَازَت الأَفْعَى مَخَافَةَ ضارِبِ (٣) |
والحُوزِيَّةُ بالضَّمّ : النّاقَةُ المُنْحَازَةُ عن الإِبل لا تُخالِطُهَا ، أَو هي الّتي عِنْدَها سَيْرٌ مَذْخُورٌ من سيْرهَا مَصونٌ لا يُدْرَك ، وبه فسّر رَجزٌ العجّاج السابق ذِكْرُهُ : وله حُوزيُّ. أَي يَغْلبهنَّ بالهُوَيْنَى وعِنْدَه مَذْخُورُ سبْرٍ لم يَبْتَذِلْه ، أَو هي التي لها خَلِفَةٌ انْقَطَعَت عن الإِبل في خَلِفَتِهَا وفَرَاهَتِها ، هكذا بفَتْح الخَاءِ المعْجمة وكَسْر اللام ، ووقع في نسخة التكْملَة بكَسْر الخَاءِ وسكون الَّلام (٤) ، والأُولَى الصَّواب ، وهذا كَما تَقُول : منْقَطِعُ القَرين وبكُلٍّ من الأَقْوَال الثَّلاثة فُسِّر قَوْلُ الأَعْشَى يَصفُ الإِبلَ :
حُوزِيَّةٌ طُوِيَتْ على زَفَرَاتها |
|
طَيَّ القَنَاطِر قدْ نَزَلْنَ نُزُولَا (٥) |
ويقال : إِنّ فيكم حُوَيْزاءَ عنِّي ، الحُوَيْزاءُ : الذَّخيرَةُ تَطْوِيها عن صاحِبك ، نقلَه الصّاغَانيّ ، كأَنَّه يَحوزُهَا وبَسْتبِدّ بها دونَ صاحبِه ، والتَّصْغير للتَّعْظيم.
وحَوْزانُ وحَوْزَى (٦) كسَكْرَانَ وسَكْرَى ، قَرْيتَانِ ، أَما الأُولَى فمنْ قُرَى مَرْوِ الرُّوذِ ، والرّجالَةُ (٧) الحَوْزانِيّة.
مَنْسوبون إِليها.
والحُوَيْزَةُ ، كدُوَيْرَة : قَصَبَةٌ بخُوزِسْتَانَ ، بَيْنَهَا وبين وَاسِطَ والبَصْرِة ، منها : أَبو العَبّاسِ أَحْمد بنُ محَمَّد بن محَمّد بن (٨) سُلَيْمَانَ العباسيّ الحُوَيْزيّ الفَقِيه الشاعر ، تَفَقَّه ببغْدَاد ومات سنة ٥٥٠ وابْنُه حَسَنٌ نَشَأَ ببغْدَادَ وقَرأَ بها القُرْآن بالرِّوايَات على أَبي الكَرَم الشَّهْرَزُوريّ وسمع منه ومن أَبي القاسِم السَّمَرقَنْديّ وكان يَعْرفُ المُوسِيقى ، وهو شاعرٌ مُحَدّث مقْرىءُ ، سَكَن وَاسِطَ إِلى أَن مات بها سنة ٥٧٣ وعَبْد الله ابنُ الحَسَن الحُوَيْزِيّ ، وأَحْمَد بنُ عَبّاس الحُوَيْزِيّ المحدّثان ومَحْمود بْن إِسْمَاعيلَ الحُويْزانيُّ الخَطيبُ المُحَدِّث ، من شُيوخ بَغْدَادَ ، بعد الثمانين وسِتِّمائَة قيل ، منسوبٌ إِلى الحُوَيْزَة هذه ، كأَنَّه من تَغْيير النَّسَب.
وحُويْزَةُ ، كجهَيْنَة ، ممَّن قاتَلَ الحُسيْنَ بنَ عليٍّ رضياللهعنهما ، وعَلَى حُوَيْزَةَ ما يَسْتَحِقُّ.
وبَدْرُ بنُ حُوَيْزَةَ مُحَدّث ، رَوَى عن الشَّعْبِيّ. قُلْتُ : ومَاوِيَّة بنتُ حُويْزَة ويُقَال : حَوْزَة ، ذَكرَها الزُّبَيْر بن بكّار فقال : هي وَالدةُ عاتكَةَ بنت مُرَّةَ ، وعاتكةُ أُمُّ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْد مَنَافٍ وإِخْوَتهِ. نقله الحافظِ.
وحَوّازٌ ، ككَتَّان : رَجُلٌ.
والحُوَّاز ، كرُمَّانٍ : الجِعْلَانُ الكبَارُ ، نقله الصَّاغَانيّ ، وكأَنَّه جمْعُ حائِزٍ ، والّذِي في اللِّسَان وغَيْرِه : الحُوَّازُ وهُوَ ما
__________________
(١) الأصل والتهذيب ، وفي اللسان : أبو عبيدة.
(٢) سورة الأنفال الآية ١٦.
(٣) ويروى : «تحيز مني». يقول : تتنحى هذه العجوز وتتأخر خوفاً أن أنزل عليها ضيفاً.
(٤) وهي ما ورد في إحدى نسخ القاموس ومثلها في التهذيب ، أما الأصل فكاللسان.
(٥) البيت في التهذيب ونسبه للراعي ، وهو في ديوانه ص ٢١٨ وانظر فيه تخريجه. من أبيات يمدح عبد الملك بن مروان ويشكو من السعاة.
(٦) في القاموس : وحوزان وحَوْزٌ.
(٧) في معجم البلدان «حوزان» : الرحالة بالحاء المهملة.
(٨) في معجم البلدان «الحويزة» : أحمد بن محمد بن سليمان.