والصَّخَرَاتُ ، محرَّكةً : ع ، بعَرَفَةَ ، وهو الصَّخَراتُ السودُ ، مَوْقِفُ النَّبيّ صلىاللهعليهوسلم.
وصُخَيْرَاتُ اليَمَامِ ، جاءَ ذِكْره في حَدِيثِ عُثْمَانَ «أَنّه رَأَى رَجُلاً يَقْطَعُ سَمُرَةً بصُخَيْراتِ اليَمامِ».
ولكن ضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ بالحاءِ المهملة جمعَ مصَغَّرٍ ، واحِده صُحْرَة ، وهي أَرْضُ لَيِّنَةٌ تكون في وَسَطِ الحَرَّةِ ، قال : هكذا قاله أَبو موسى ، فَسَّر اليَمَامَ بشَجَر أَو طَيْر ، قال : فأَمّا الطّيْرُ فصحيحٌ ، وأَما الشَّجَرُ فلا يُعْرَف فيه يَمام ، بالياءِ ، وإِنما هو ثُمَامٌ ، بالثاءِ المثلّثَة ، قال : وكذلك ضَبَطَه الحازِمِيّ ، قال : هو صُحَيْرَاتُ الثُّمَامَة ، ويقال فيه : الثُّمَامُ ، بلا هاءٍ ، قال : وهي مَنْزِلَةٌ نَزَلَهَا رسُولُ الله صلىاللهعليهوسلم في تَوجُّهِه إِلى بَدْرٍ ، ففي كلامِ المصنِّف قُصُورٌ من جهات ، وقد أَشرنا إِليه في المادة التي تقدّمت.
وصَخْرُ بنُ عَمْرو بنِ الشَّرِيدِ السُّلَمِيّ ، أَخُو الخَنْسَاءِ الشاعرَةِ ، وفيه تقول : وإِنَّ صَخْراً لتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بهِ كأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأْسِهِ نارُ وقد سَمَّوْا صَخْرَةَ وصَخْراً وصُخَيْراً.
والتَّصْخير : التَّسخير ، لغة فيه.
* وممّا يستدرك عليه :
رجل أَصْخَرُ الوَجْهِ ، إِذا كانَ وَقَاحاً (١) ، وهو مجاز ، كما في الأَساس.
بنو صَخْرٍ : قَبِيلَةٌ من جُذَام.
ونقَل الحافظ عن الإِيناسِ للوزير ابنِ المَغْرِبِيّ : جميعُ ما في العَرَبِ صَخْرٌ بالخَاءِ المعجمة ، إِلّا في ضجر بن الخَزْرَج ، فهو بالضّادِ المعجَمَةِ والجيم.
وصَخْرآباد (٢) : قَرْيَة بِمَرْوَ ، تُنْسَب إِلى صَخْرِ بنِ بُرَيْدَةَ بنِ الخَصِيبِ الأَسْلَمِيّ.
وصَخَارُ بنُ عَلْقَمةَ ، كسَحَاب : شاعِرٌ من خَوْلانَ.
[صدر] : الصَّدْرُ : أَعْلَى مُقَدَّمِ كُلِّ شَيْءٍ وأَوَّلُه ، حتى إِنهم ليقُولُون : صَدْرُ النّهَارِ والليلِ ، وصَدْرُ الشِّتاءِ والصَّيْف وما أشبه ذلك ، ويقولون : أَخَذَ الأَمْرَ بصَدْرِه ، أَي بأَوَّلِه ، والأُمورُ بصُدُورِهَا ، وهو مَجاز.
وكُلُّ ما وَاجَهَكَ صَدْرٌ ، ومنه صَدْرُ الإِنسان.
ومن المَجاز : رَصَفْتُ صَدْرَ السَّهْمِ : الصَّدْرُ من السَّهْم : ما جَا وَزَ مِن وَسَطِه إِلى مُسْتَدَقِّهِ ، وهو الذي يَلِي النَّصْلَ إِذا رُمِيَ به ، وسُمِّيَ بذلك لأَنه المُتَقَدِّمُ إِذا رُمِيَ.
وقيل : صَدْرُ السَّهْمِ : ما فَوْقَ نِصْفِه إِلى المَرَاشِ ، وعليه اقتصر الزَّمَخْشَرِيّ.
والصَّدْرُ : حَذْفُ أَلفِ فاعِلُنْ في العَرُوضِ ، لمعاقَبَتِهَا نونَ فاعِلاتُنْ ، قال ابنُ سِيدَه : هذا قولُ الخَلِيل ، وإِنما حُكْمه أَن يَقُولَ : الصَّدْرُ : الأَلِف المحذُوفَةُ ، لمُعَاقَبَتِها نونَ فاعِلاتُنْ.
والصَّدْرُ : الطّائِفَةُ من الشَّيْءِ.
والصَّدْرُ : الرُّجُوعُ ، كالمَصْدَرِ ، صَدَر يَصْدُرُ ، بالضَّمّ ، ويَصْدِرُ ، بالكَسْر ، صُدُوراً وصَدْراً.
والاسْمُ ـ من قَولِك صَدَرْتُ عن الماءِ ، وعن البلادِ ـ الصَّدَرُ بالتَّحْرِيك ، يقال : صَدَرَ عنه يَصْدُرُ صَدْراً ومَصْدَراً ومَزْدَراً ، الأَخيرَةُ مُضارِعَةٌ ، قال :
ودَعْ ذَا الهَوَى قَبْلَ القلَى تَرْكُ ذِي الهَوَى |
مَتِينَ القُوَى خَيْرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا (٣) |
ومنه طَوافُ الصَّدَرِ ، وهو طَوَافُ الإِفَاضة.
وقَدْ صَدَرَ غَيْرَه ، وأَصْدَرَهُ ، وصَدَّرَهُ ، والثانية أَعلَى ، فَصَدَرَ هو ، وفي التنزيل العزِيز : (حَتّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ) (٤) قال ابنُ سِيدَه : فإِمّا أَن يكون هذا على نيَّة التَّعَدِّي ، كأَنّه قال : حتى يَصْدُرَ الرعاءُ إِبِلَهُم ، ثمّ حذف المفعول ، وإِمّا
__________________
(١) في الأساس : رجل صَخْرُ الوجه : وقاح.
(٢) في معجم البلدان : صَخْرَابَاذ .. آخره ذال.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ودع ذا الهوى ، هذا البيت في التكملة وفيها :
إذا المرء لم يبذل لك الود مقبلا |
يد الدهر لم يبذل لك الود مدبرا |
|
فلا تطلبن الإلف بالود مدبراً |
عليك وخذ من عفوه ما تيسرا» |
وردت الأبيات الثلاثة فيها في مادة «زدر».
(٤) سورة القصص الآية ٢٣.