وإِنْشَادُ الجَوْهَريّ لرُؤبَةَ :
إِنّي وأَسْطارٍ سُطِرْنَ سَطْرَا |
لَقَائِلٌ يا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا |
غَلَط هُوَ مَسْبُوقٌ إِلَيْهِ ، وفي بعض النُّسَخ : وهو مَسْبوق فيه ، فإِنَّ سِيبويه (١) أَنْشَدَه كَذلك ونَسَبه إِلى رُؤبَةَ ، وتَبِعَه أَيضاً ابن القَطَّاع فأَنْشَده هكذا ، ولكن لم يُعَيِّن القَائلَ ، قال الصاغانيُّ : وليس لِرُؤْبةَ ، ومع هذا هو تَصْحِيفٌ والرِّواية :
يا نَضْرُ نَضْراً نَضْرَا
بالضّادِ المُعْجَمَة. ونَضْرٌ هذا هو حاجِبُ نَصْرِ بن سَيَّار ، بالصاد المُهْمَلَة. وبعدَهُ.
بَلَّغك الله فَبلِّغْ نَصْرَا |
نَصْرَ بن سَيَّارٍ يُثِبْنِي وَفْرَا |
هذا نصّ الصاغَانيّ في التكملة. قال شيخنَا : قلْت كلامُه هو الغَلَط ، بل صَحَّحُوه وحَقَّقوه ، كما في شُروحِ ، الشواهدِ البَغْدَادِيَّة للرَّضِي والمُغْنِي ، فلا التفَاتَ لِمَا للمُصَنِّف. انتهى.
قلْت : وهذا تحامُلٌ من شَيْخِنَا في غير مَحلِّه ، مع أَنّ الحَقَّ هُنَا مع المصنِّف ، وهو قَلَّد غيرَه في الانتِقَاد.
وأَصابَ. والبَيْت الّذِي ذَكرناهُ بعد البيتِ السابقِ يُبيِّن مِصْداقَ ما ذَهبَ إِليه ، كما هو الظاهرُ ، فكيف يكون قولُ شيخِنا لا التِفاتَ لما للمُصَنّف؟ ولَيْتَهُ لَمَّا أَحالَ على شُرُوح الشّواهِد أَتَى ببَعْضِ ما يَرْفع الشُّبْهَة ويُثْبِت الحَقَّ لمَن رَوَى بالصاد المهملَةَ ، فتأَمَّل. والله أَعلَم.
وإِبْرَاهِيم بن نَصَرِ بنِ عَنْبَرٍ (٢) الضَّبِّيّ السَّمَرْقَنْديّ ، عن عليّ بن خَشْرَم ، والإِمَام أَبو عبْد الله محمّد بن عبد الله بن نَصَرٍ البِسْطامِيّ ، مُحرَّكتين ، محدّثانِ ، وولَدُ الأَخيرِ أَبو محمّد عبدُ الله بن محمّد بن عبد الله بن نَصَرٍ ، تَفَقّه على المَحَامِلّي ببغدادَ ، وسمع من أَبي نَصْرٍ الإِسماعِيليّ ، توفِّي سنة ٤٥٢ قاله ابن ناصِر ، وحفيدُه أَبو الفَتْح محمّد بن محمّد بن عبد الله حَدَّث ، وقَريبُه الإِمام أَبو شُجَاع عمرُ بن أَبي عبد الله البَلْخيُّ المُتَوَفَّى سنة ٥٦٢ ومِن وَلدِ أَبي عبد الله البِسْطَاميّ أَيضاً الإِمامُ أَبو شُجَاع البِسْطامِيّ ، حدّثَ وتُوفِّي سنة ٤٠٥ وهو الذي حكى عنه ابن ناصِرٍ عن جَدِّه ، قال ابن ناصِر : وسأَلْت أَهلَ بِسْطَامَ فقالوا : إِنّ هذا الاسمَ ، يعني بفَتْح الصادِ ، مَعْرُوفٌ عندنا نُسَمِّي به كثيراً.
قلْت : وقد فاتَ المصنِّف : القاضي عطاءُ اللهِ بن مَنْصُور بن نَصَرٍ الإِسْكَنْدَرَانِيُّ ، رَوَى عن السِّلَفِيّ إِجازةً ، وقَريبه القاضِي جَمالُ الدِّين محمّد بن إِبراهِيم ، قال الذَّهَبِيّ : أَجازَ لنا. قلت : إِبراهيم هذا هو ابن عليّ بن منصور بن نَصَر ، رَوَى عن [أَبي] الحَسَن بن البَنَّاءِ ، وعنه الدِّمْيَاطي وسَعِيد بن نَصَرٍ الَّذِي رَوَى ابن عبد البَرِّ وغَيْرُه المَوَطَّأَ من طَرِيقِه. قال الحافظ : هكذا رأَيتُه مضبوطاً بفتح الصاد.
وأَبو المُنْذر نُصَيْر ، كزبَيْر ، بن أَبي نُصَيْر النَّحْوِيّ تِلْمِيذُ الكِسَائِيّ جالَسَه وأَخذَ عنه النَّحْوَ والغَريبَ ، سَمِعَ منه أَبو الهَيْثَم مُؤلَّفَاتِه في اللُّغَات ورَواهَا عنه بِهَرَاةَ ، قاله الأَزْهَريّ في مقدّمة كتابه التهذيب.
قلْت : وأَخذَ عنه أَيضاً أَبو بكرٍ صالِحُ بن شُعَيبٍ القاري ، كما رأَيته بخطّ ابنِ فارس اللغويّ في سِيَاق سَنَدِه على ظَهر دِيوان الهُذَلِيِّين.
ونَصَرَةُ ، محرَّكةً : ة كان فيها ، فيما يُقَال ، الصَّالحُون ، هكذا نقله الصاغَانيّ.
وسَمَّوْا نَصيراً ، كأَمِير ، ونَاصِراً وَمَنْصُوراً ونَصَّاراً ، كشَدّاد ، ونُصَيْراً ، كزبَيْر ، ونَصْراً ، بالفتح ، ومُنْتَصِراً.
والنَّاصِرِيَّة : ة من قُرَى سَفاقُسَ بأَفْرِيقِيَة ، ومنها أَبو الحَسَن عليّ بن عبد الرحمن بن عليّ الناصِرِيّ ، لقيه السِّلَفِيّ بالإِسكندريّة ، وبها مات.
وناصِرَة : ة بطَبَرِيَّةَ ، على ثلاثةَ عَشَرَ مِيلاً منها ، قاله الصاغانيّ ، قيل : وإِليها نُسِبَت النَّصَارَى ، هكذا زَعموا ، قالَه اللَّيْث. ونقل ياقُوت في مُعْجَمه : وكان فيها مَولِدُ المَسِيح عليهالسلام ، ومنها اشتُقَّ اسمُ النَّصَارَى ، وكان أَهلُهَا عَيَّرُوا مَرْيَمَ ، فيَزعُمُون أَنّه لا يَولَد بها بِكْرٌ إِلى هذه الغَايَة وأَنّ لهُمْ شَجَرَةَ أُتْرُجٍّ على هَيْئَة النِّسَاءِ ، وللأُتْرُجَّة ثَدْيَانِ وما يُشْبِه اليَدَيْن والرِّجْلَيْن. ومَوضعُ الفَرْجِ مفتوحٌ ، وأَنّ أَمْرَ هذه القَرْيَة في النّساءِ والأُتْرُجّ مُسْتَفِيضٌ عندهم ،
__________________
(١) الكتاب ١ / ٣٠٤.
(٢) عن المطبوعة الكويتية ، وبالأصل «عبثر».