كأَنَّهَا مِنْ ذُرَا هَضْبٍ فَنَادِيرُ
قلتُ : وقد تَقَدَّم في «ف د ر» الجَمْعُ بين قَوْل المصنّف هُناك وبين قَوْلِ الجوهريّ هُنا ، فراجِعْه.
* ومّما يُسْتَدْرَك عليه :
الفُنْدُورَةُ (١) ، قال ابنُ الأَعْرَابيّ : هي أُمُّ عِزْم وأُمُّ سُوَيْدٍ ، يعني السَّوْأَةَ.
[فنزر] : الفَنْزَر ، كجَعْفَرٍ ، أَهمله الجوهريّ ، وقال اللّيْث : هو بَيْتٌ صَغِيرٌ يُتَّخَذُ على رَأْسِ خَشَبَةٍ طُولُها نَحْوُ سِتِّينَ ، ونَصّ اللّيث : طولُها سِتّونَ ذِرَاعاً للرَّبِيئَةِ ، يَكُون الرَّجُلُ فِيهَا ، هكذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وصاحِبُ اللّسَانِ. قلتُ : وأَظُنّه مُعَرَّباً. وقولُ المصنّف «نَحْوُ ستّيْنَ» أَحَسْنُ من قَوْلِ اللَّيْث «ستّون» فإِنّ هذِه الخَشَبَةَ ليس لها سَمْك مُعَيَّن مَعْلُوم ، وإِنّمَا هو تَخْمِينٌ وحَدْسٌ ، كما لا يَخْفَى.
[فنقر] : الفُنْقُورَةُ ، كعُصْفُورَةٍ ، أَهمله الجوهريّ ، وقال اللَّيْث : هو ثَقْبُ الفَقْحَةِ ، أَي أُمّ سُوَيْدٍ ، كالفُنْقُورِ ، بلا هاءٍ ، وعلى الأَخير اقْتَصَر الصاغانيّ نقلاً عن اللَّيْث ، وعلى الأَوّلِ صاحبُ اللّسَان ولم يَعْزُه.
[فور] : فارَ الشَّيْءُ فَوْراً ، بالفَتْح ، وفُؤُوراً ، بالضَّمِّ ، وكذلك فُوَاراً ، كغُرَاب وفَوَرَاناً ، محرَّكةً : جاشَ. وفُرْتُه وأَفَرْتُه ، مُتَعَدِّيانِ ؛ عن ابن الأَعرابيّ. وفارَت القِدْرُ تَفُورُ فَوْراً وفَوَرَاناً ، إِذا غَلَتْ (٢) ، وفارَ العِرْقُ فَوَرَاناً محرَّكَة : هَاجَ ونَبَعَ. وقولُه : ضَرَبَ وَهَمٌ من المُصَنِّف ، حيث عَطَفَه على ما تَقَدَّم ، وإِنّمَا غَرَّه نَصُّ المُحكم ، فإِنّه قال بعد «نَبَع» : وضَرْبٌ فَوّار : رَغيبٌ واسعٌ». فظَنَّ المصنّف أَنّه معطوفٌ على ما قَبْلَه ، فتَأَمَّلْ.
وفارَ المِسْكُ يَفُورُ فُوَاراً بالضَّمّ ، وفَوَرَاناً ؛ محرّكَةً : انْتَشَرَ.
وفَأَرَتُه : رائحَتُهُ. وقِيل : وِعَاؤُهُ. وأَمّا فَأْرَةُ المِسْكِ ، بالهَمْز ، فقد تَقَدَّم ذِكْرُها في «ف أ ر». وفارةُ الإِبِلِ : فَوْحُ جُلودِهَا إِذا نَدِيَتْ بعدَ الوِرْد قال الشاعر :
لَها فَارَةٌ ذَفْراءُ كُلَّ عَشِيَّةٍ |
كما فَتَقَ الكافُورَ بالمِسْكِ فاتِقُهْ (٣) |
قال الصاغانيّ : وفَارَة المِسْك وفَارَةُ الإِبِل ، مَوْضِعُ ذِكْرِهما هذا التَرْكِيبُ. والمُصَنّف قد فَرَّق بَيْنَهما ، فذَكَر فارَةَ المِسْك في الهَمْزِ ، وفَارَةَ الإِبِلِ هنا ، وكأَنّه لِمُنَاسَبَةِ أَنَّ الثانِيَ من الفَوَرانِ قَطْعاً ، وأَما الأَوّل فاختُلِفَ فيه : فقيل : إِنّ الحَيَوانَ الّذي نُسِبَ إِليه المِسْكُ على صُورَةِ الفَأْرَةِ ، وهو مهموزٌ ، فوَجَبَ إِيرادُه هُناك بِهذِه المُنَاسَبَة. وقد قَدَّمْنا ذِكْرَ فَارَةِ الإِبل هُناك في المُسْتَدْرَكات ، فراجِعْه.
والفَائِرُ : المُنْتَشِرُ العَصَبِ ، هكذا في النُّسخ بالعَيْن والصادِ المُهْمَلَتين ، وهو وَهَمٌ ، والصَّواب : الغَضَب من الدَّوابِّ وغَيْرِهَا ، كما في اللّسان وغيره.
ويُقَالُ : أَتَوْا من فَوْرِهِم ، أَي مِنْ وَجْهِهم ، وبه فَسَّرَ الزَّجّاجُ قولَه تَعَالَى : (وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هذا) (٤) أَو قَبْلَ أَنْ يَسْكُنُوا ، ومنه قولُهم : ذَهَبْتُ في حاجَة ثم أَتَيْتُ فلاناً من فَوْرِي ، أَي قَبْلَ أَنْ أَسْكُنَ.
وفَوْرَةُ الجَبَلِ : سَرَاتُه ومَتْنُه ، قال الراعِي :
فأَطْلَعَتْ فَوْرَةَ الآجامِ جافِلَةً |
لَمْ تَدْرِ أَنَّى أَتَاهَا أَوَّلُ الذُّعُرِ (٥) |
وأَبُو فَوْرَةَ جُدَيْرَةُ السُّلَمِيّ ، وفي بعض النُّسَخ «جُدَيْرٌ» (٦) ، بغير هاءٍ ، وكِلاهُمَا بالجِيم. وفي التكملة «حُدَيْرٌ» ، كزُبَيْر ، بالمُهْمَلة.
والفَارُ : عَضَلُ الإِنْسَانِ ، وحكاه كُرَاع بالهَمْز ، وهكذا ذكره الصاغانيّ في الهَمْز ، وغَلطَ المصنِّف فذكَرَه في «ف ت ر» ، وقد نَبَّهْنَا عليه هُنالك. ومن كلامهم : بَرِّزْ نارَك ، وإِنْ هَزَلْتَ فارَك» ، أَي أَطْعِم الطَّعَامَ وإِن أَضْرَرْتَ ببَدَنِك.
والفَوَّارتَانِ : سِكَّتانِ بَيْنَ الوَرِكَيْنِ والقُحْقُحِ إِلى عُرْضِ
__________________
(١) ضبطت عن اللسان (ط مصر دار المعارف).
(٢) في الصحاح : «جاشت» وفي اللسان : إذا غلت وجاشت.
(٣) البيت للراعي ، تقدم في مادة فأر.
(٤) سورة آل عمران الآية ١٢٥.
(٥) ديوانه ص ١٣٠ وفيه : «فرزة» بدل «فورة» فعلى هذه الرواية فلا شاهد فيه.
(٦) هي اللفظة الواردة في القاموس ، وعلى هامشه عن نسخة أخرى «حُدَير» ومثلها في التكملة.