قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ٧ ]

    327/643
    *

    وقالَ ابنُ سِيدَه : الغَارَانِ : العَظْمَان اللَّذَانِ فِيهما العَيْنَانِ.

    وأَغَارَ الرَّجُلُ : عَجَّلَ في المَشْيِ وأَسْرَعَ ؛ قالَهُ الأَصْمَعِيّ ، وبه فسّر بَيت الأَعْشَى السابق (١).

    وأَغارَ : شَدَّ الفَتْلَ ، ومنه : حَبْلٌ مُغَارٌ : مُحْكَمُ الفَتْلِ ، وشديدُ الغَارَةِ ، أَي شَدِيدُ الفَتْلِ.

    وأَغارَ : ذَهَبَ في الأَرْضِ ، والاسمُ الغَارَة.

    وأَغارَ على القَوْم غارَةً وإِغارَةً. دَفَعَ عليهم الخَيْلَ ، وقِيل : الإِغَارَةُ المَصْدَرُ ، والغَارَةُ الاسْمُ من الإِغَارَةِ على العَدُوّ. قال ابنُ سيدَه : وهو الصَّحِيح. وأَغارَ على العَدُوِّ يُغِيرُ إِغارَةً ومُغَاراً ، كاسْتَغارَ.

    وأَغارَ الفَرَسُ إِغَارَةً وغَارَةً : اشْتَدَّ عَدْوُهُ وأَسْرَعَ في الغَارَةِ وغَيْرِهَا ، وفَرَسٌ مُغَارٌ : يُسْرِعُ العَدْوَ. وغَارَتُه : شِدَّةُ عَدْوِه. ومنه قولُه تعالَى : (فَالْمُغِيراتِ صُبْحاً) (٢). قلتُ : ويُمْكن أَن يُفَسِّرَ به قَولُ الطِّرِمّاح السابقُ :

    أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المُغَارُ

    وأَغارَ فُلانٌ بِبَنِي فُلانٍ : جاءَهُمْ ليَنْصُرُوهُ ويُغِيثُوهُ ، وقد يُعَدَّى بإِلَى ، فيُقَال : جاءَهُم ليَنْصُرَهُمْ أَو لِيَنْصُروه ، قاله ابنُ القَطّاع.

    ويُقَالُ : أَغارَ إِغَارَةَ الثَّعْلَبِ ، إِذا أَسْرَع ودَفَعَ في عَدْوِه.

    ومنه قَوْلُهُم في حَدِيثِ الحَجّ : «أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِير» أَي نَنْفِر ونُسْرِع إِلى النَّحْرِ ونَدْفَع للحِجَارَة. وقال يَعْقُوبُ : الإِغَارَةُ هنا : الدَّفْع ، أَي نَدْفَعُ للنَّفْرِ. وقيل : أَرادَ : نُغِيرُ على لُحُومِ الأَضاحي ، من الإِغَارَة : النَّهْب. وقيلَ : نَدْخُلُ في الغَوْرِ ، وهو المُنْخَفِض من الأَرْض ، على لُغَةِ من قال :أَغَارَ ، إِذا أَتَى الغَوْرَ.

    ورجلٌ مِغْوارٌ ، بَيِّن الغِوَارِ ، بكَسْرِهِمَا : مُقَاتِلٌ كَثِيرُ الغارَاتِ ، وكذلك المُغَاوِرِ.

    وغَارَهُم الله تعالى يَغُورُهُم (٣) ويَغِيرُهُم غِيَاراً : مَارَهم ، وبخَيْرٍ : أَصَابَهُم بخصْب ومَطَرٍ وسَقَاهُم ، وبرِزْق : أَتاهُم. وغَارَهُمْ أَيضاً : نَفَعَهُم قاله ابنُ القَطَّاع. والاسْمُ الغِيرَة بالكَسْرِ ، يائيّة وواويّة ، وسيُذْكر في الياءِ أَيضاً ، وهو مَجازٌ.

    وغارَ النَّهَارُ : اشْتَدَّ حَرُّه. ومنه : الغائرَةُ ، قال ذُو الرُّمَّة :

    نَزَلْنا وقد غارَ النَّهَارُ وأَوقَدَتْ

    عَلَيْنا حَصَى المَعْزاءِ شَمْسٌ تَنَالُهَا

    ومن المَجَاز : اسْتَغْوَرَ الله تعالَى ، أَي سَأَلَهُ الغِيرَةَ ، بالكَسْر ، أَنشد ثعلب :

    فلا تَعْجَلَا واسْتَغْوِرَا الله إِنّه

    إِذَا الله سَنَّى عَقْدَ شَيْ‌ءٍ تَيَسَّرَا

    ثم فَسَّره فقال : استَغْوِرَا ، من الغِيرَة ، وهي المِيرَة. قال ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنّ معناه اسْأَلُوا الخِصْبَ.

    وقد غارَ لَهُمْ غِياراً : مارَهُم ونَفَعهُم ، وكذا غارَهُم غِيَاراً. ويقال : ذَهَبَ فلانٌ يَغِيرُ أَهلَه ، أَي يَمِيرُهُم ، ومن ذلك قولُهم : اللهُمَّ غُرْنَا ، بكَسْرِ الغَيْنِ وضَمْها (٤) من يَغُور ويَغِيرُ ، بِغَيْث. وكذا بخَيْر ومَطَرٍ : أَغِثْنا بِه وأَعْطنا إِيّاه واسْقِنا به ، وسيُذْكَر في الياءِ أَيضاً.

    والغَائرَةُ : القَائلَةُ ، والغائِرَةُ : نِصْفُ النَّهَار ، من قولهم : غارَ النَّهارُ ، إِذا اشْتَدَّ حَرُّه.

    والتَّغْويرُ : القَيْلُولَةُ. وغَوَّرَ تَغْوِيراً : دَخَلَ فيه ، أَي نِصْف النَّهَارِ. ويُقال أَيضاً : غَوَّرَ تَغْوِيراً ، إِذا نَزَلَ فِيه للقائِلَة. ومن سَجَعَات الأَساس : غَوَّرُوا [ساعَةً] (٥) ثُمّ ثَوَّرُوا (٦). قال جَرِيرٌ :

    أَنَخْنَ لتَغْوِير وقدْ وَقَدَ الحَصَى

    وقالَ النَّعُوسُ نَوَّرَ الصُّبْحُ فاذْهَبِ

    __________________

    (١) يريد قوله : ...

    أغار لعمري في البلاد وأنجدا

    (٢) سورة العاديات الآية ٣.

    (٣) في القاموس : وغارهم الله تعالى بخير يغورهم ..»

    (٤) بالأصل «وفتحها» وما أثبتناه يوافق ما جاء في اللسان (غير) : يقال : اللهم غِرنا بخير ، وغُرنا بخير.

    (٥) زيادة عن الأساس ، وقد نبه إليها بهامش المطبوعة المصرية.

    (٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ومن سجعات الأساس ... ثم ثوروا أي نزلوا وقت القائلة ، قال جرير :

    أنخن لتغوير وقد وقد الحصى

    وذاب لعاب الشمس فوق الجماجم

    وتقول : غارت عينك غؤوراً وغار ماؤك غوراً. وغار نجمك غياراً وتغور : قال لبيد :

    سريت بهم حتى تغور نجمهم

    وقال النعوس نور الصبح فاذهبِ

    اهـ ومنه تعلم ما في كلام الشارح».