وفي اللّسانِ : عُفَيْرٌ تَصْغِيرُ تَرْخِيمٍ لأَعْفرَ ، من العُفْرَة ، وهي الغُبْرَةُ ولَوْن التُّراب ، كما قالُوا في تَصْغِيرِ أَسْوَد : سُوَيْد ، وتَصْغِيرُه غَيْرَ مُرَخَّمٍ أُعَيْفِر كأُسَيْوِد.
ومن المَجاز : رَجُلٌ عِفْرٌ ، بالكَسْر ، وعِفْرِيَةٌ ونِفْرِيَةٌ ، وعِفْرِيتٌ ، بكَسْرِهِنّ ، بَيِّنُ العَفَارَةِ ، بالفَتْح ، وعِفِرٌّ ، كطِمِرٍّ ، وهذه عن شَمِرٍ ، وعِفِرِّيٌّ ، بالكسر والياءِ المُشَدَّدَةِ ، ونقله الصاغانيّ ، وعُفَرْنِيَةٌ ، كقُذَعْمِلَةٍ ، نَقَلَه الصاغانيّ ، أَيضاً وعُفَارِيَةٌ ، بالضَّمّ ، هو في اللّسان ، وذكره الزمخشريّ أَيضاً ، بَيِّنُ العَفَارَةِ ، بالفَتْح وهو الخُبْثُ والشَّيْطَنَة ، وعِفْرِينٌ وعِفِرِّينٌ ، بكَسْرِهِما ، عن اللّحْيَانيِّ ، وَعَفَرْنَى ، بالفَتْح ، عن اللَّيْث ، أَي خَبِيثٌ مُنْكَرٌ داهٍ شِرِّيرٌ مُتَشَيْطِنٌ. قال جَرِيرٌ :
قَرَنْتُ الظالِمِين بمَرْمَرِيسٍ |
يَذِلُّ لها العُفَارِيَةُ المَرِيدُ |
قال الخَلِيلُ : شَيْطَانٌ عِفْرِيَةٌ وعِفْرِيتٌ ، وهم العَفارِيَةُ والعَفَارِيتُ ، إِذا سَكَّنْتَ الياءَ صَيَّرت الهاءَ تاءً ، وإِذَا حَرَّكْتَها فالتاءُ هاءٌ في الوَقْف. قال ذُو الرُّمَّةِ :
كأَنَّه كَوْكَبٌ في إِثْرِ عِفْرِيَةٍ |
مُسَوَّمٌ في سَوَادِ اللَّيْلِ مُنْقَضِبُ |
والعِفْرِيَةُ : الداهِيَةُ. وقال الفَرّاءُ : مَنْ قال عِفْرِيَة فجَمْعُه عَفَارٍ ، كقَوْلهم في جَمْع الطاغُوتُ : طَوَاغِيتُ وطَواغٍ (١) ومَن قال : عِفْرِيتٌ ، فجمعه عَفَارِيتُ. وقال غَيْرُه : يقال : فلان عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ ، وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ. وفي الحديث : «إِنّ الله تَعالَى يُبْغِضُ العِفْرِيَةَ النِّفْرِيَةَ الَّذِي لا يُرْزَأُ في أَهْل ولا مَال» قيل : هو الدّاهِي الخَبِيثُ الشِّرِّيرُ ، ومنه العِفْرِيتُ. وقيل : هو الجَمُوعُ المَنُوعُ. وقيل : الظَّلُوم. وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : العِفْرُ والعِفْرِيَةُ والعِفْرِيتُ والعُفَارِيَةُ : القَوِيُّ المُتَشَيْطِن الذي يَعْفِرُ قِرْنَه ، والياءُ في عِفْرِيَةٍ وعُفَارِيَة للإِلحاق بشِرْذِمَةٍ وعُذَافِرَةٍ ، والهَاءُ فيهما للمبالغة ، والتاءُ (٢) في عِفْرِيت للإِلحاق بقِنْدِيل. وممّا وَضَعَ به ابنُ سِيدَه من أَبِي عُبَيْدٍ القَاسِم بن سَلّام قَوْلُه في المُصَنَّف : العِفْرِيَةُ مثال فِعْلِلَة ، فجَعَل الياءَ أَصْلاً ، والياءُ لا تكونُ أَصلاً في بَنَاتِ الأَرْبَعَةِ. وفي التنزيل : (قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ) (٣) قال الزَّجّاجُ : العِفْريتُ منَ الرِّجَال ، وكذا العِفْرِينُ ، وتُشَدَّدُ راؤُه مع كَسْرِ الفَاءِ ، حكاهما اللِّحْيَانِيّ : النافِذُ في الأَمْرِ المُبَالغُ فيه مع دَهاءٍ وخُبْث. وقال المُصَنّف في البصائر : العِفْرِيتُ من الجِنّ : العارِمُ الخَبِيثُ ، ويُسْتَعْمَل (٤) في الإِنسان اسْتِعَارةَ الشَّيْطَانِ له ، يُقَال : عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ ، إِتْبَاعاً.
وقد تَعَفْرَتَ ، وهذا ممَّا تَحَمَّلُوا فيه تَبْقِيَةَ الزائد مع الأَصْلِ في حالِ الاشْتِقَاقِ تَوْفِيَةً للمَعْنَى ودَلَالةً عليه.
وهي عِفْرِيتَةٌ حكاه اللّحْيَانيّ. وقال شَمِرٌ : امْرَأَةٌ عِفِرَّةٌ ، ورَجُلٌ عِفِرٌّ ، بتشديد الراءِ ، ورِجَالٌ عِفِرُّونَ. وأَنشد في صفةِ امرأَةٍ غَيْرِ مَحْمُودَةِ الصِّفَة :
وضِبِرَّةٍ مِثْلِ الأَتَان عِفِرَّةٍ |
ثَجْلَاءَ ذاتِ خَوَاصِرٍ ما تَشْبَعُ |
ويُقَال : أَسَدٌ عِفْرٌ ، بالكَسْر ، وعِفْرِيَةٌ ، كزِبْرِجَةٍ ، وعِفْرِيتٌ وعُفَارِيَةٌ ، وهذه بالضَّمّ ، وعِفِرٌّ ، كطِمِرٍّ وعَفَرْنَى ، فَعَلْنَى ، والنون (٥) فيه للإِلحاق بسَفَرْجَل : شَدِيدٌ قَوِيٌّ عَظِيمٌ ، ولَبُؤَةٌ عَفَرْنَى ، كذلك ، للذَّكَرِ والأُنْثَى ، أَي شَدِيدَةٌ ، وقيل : أَسَدٌ عَفَرْنَى ، ولَبُؤةٌ عَفَرْناةٌ ، إِذا كانا جَريئَيْن ، إِمّا أَنْ يَكُونَ من العَفَرِ الذي هو التُّرَاب ، أَو من العَفْرِ الذي هو الاعْتِفَارُ ، وإِمّا أَنْ يكونَ من القُوَّةِ والجَلَد.
وعِفِرِّينُ (٦) ، بالكَسْر وتشديد الراءِ : مَأْسَدَةٌ. وقال الأَصْمَعِيُّ وأَبو عَمْرٍو : اسمُ بَلَد ، نقله صاحبُ المُحْكَم ويقال : «إِنّه لأَشْجَعُ من لَيْث عِفِرِّينَ» ، هكذا قال الأَصْمَعِيُّ وأَبو عَمْرو ، في حِكايَةِ المَثَلِ ، واخْتَلفَا في التَّفْسِير : فقال أَبو عَمْرٍو : هو الأَسَد. ولَيْثُ عِفِرِّينَ : دُوَيْبَةٌ يكونُ مَأْواها التُّرَاب السَّهْل في أُصولِ الحِيطانِ تُدوِّرُ دُوّارَةً ثمّ تَنْدَسّ في جَوْفِها ، فإِذا هِيجَت رَمَتْ بالتُّراب صُعُداً ، وهو من المُثُل التي لم يَجِدْهَا سِيْبَوَيه ، أَو لَيْثُ عِفِرِّينَ : دَابَّةٌ
__________________
(١) بالأصل : «عفارى ... طواغى» وما أثبت «عفار ... طواغٍ» عن التهذيب واللسان (دار المعارف ـ مصر).
(٢) عن النهاية واللسان وبالأصل «والياء».
(٣) سورة النمل الآية ٣٩.
(٤) في مفردات الراغب : ويستعار ذلك للإنسان.
(٥) الأصل واللسان ، وفي الصحاح : والنون والألف.
(٦) في معجم البلدان : والكلام فيه كالكلام في سيلحين ، منهم من يجعله كلمة واحدة فلا يغيره في وجوه إعرابه عن هذه الصيغة ويجريه مجرى ما لا ينصرف ، ومنهم من يقول هذه عِفِرُّون ورأيت عفرّينَ ومررت بعفرّينَ.