أَلِيمٍ) وقد
عَسِرَ الأَمرُ ، كفَرِحَ ، عَسَراً فهو عَسِرٌ ، وعَسُرَ ، ككَرُمَ ، يَعْسُرُ
عُسْراً ، بالضَّمّ ، وعَسَارَةً ، بالفَتْح ، فهو عَسيرٌ : الْتاثَ.
ويَومٌ عَسِرٌ وعَسِيرٌ وأَعْسَرُ : شَديدٌ ذو
عُسْرٍ. قال الله
تعالَى في صِفَة يَوْم القِيَامة : (فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ
يَوْمٌ عَسِيرٌ. عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) أَو يَوْمٌ
أَعْسَر : شُؤْمٌ ، هكذا في النُّسَخ ، وفي بعض الأُصولِ : مَشْؤُوم ، بزيادة
الميم. قال مَعْقِلٌ الهُذَلِيُّ :
ورُحْنا
بقوْمٍ من بدَالَة قُرِّنُوا
|
|
وظَلَّ
لَهُمْ يَومٌ من الشَّرِّ أَعْسَرُ
|
أَراد أَنّه
مَشْؤومٌ ، هكذا فَسَّروه.
وحاجَةٌ عَسِرٌ وعَسِيرٌ : مُتَعَسِّرَةُ ، هكذا في النُّسخ ، والذي في اللسان : وحاجةٌ عَسِيرٌ وعَسِيرَةٌ :
مُتَعَسِّرَةٌ. وأَنشد ثَعْلب :
قد أَنْتَحِي
للحاجَةِ العَسِير
|
|
إِذِ
الشَّبَابُ لَيِّنُ الكُسُورِ
|
قال : معناه :
للحاجَةِ التي تَعْسَرُ على غَيْرِي.
وتَعَسَّرَ عليَّ الأَمْرُ ، وتَعَاسَر ، واسْتَعْسَر : اشْتَدَّ والْتَوَى وصار
عَسيراً.
وأَعْسَرَ فهو
مُعْسِرٌ : صار ذا عُسرَةٍ وقِلَّةِ ذاتِ يَدٍ. وقيل : افْتَقَرَ. وحكَى كُرَاع : أَعْسَرَ
إِعْسَاراً وعُسْراً ، والصحيح أَنّ
الإِعْسَارَ المَصْدَر ،
وأَنَّ العُسْرَةَ الاسْمُ.
ويقال : اسْتَعْسَرَهُ ، إِذا
طَلَبَ مَعْسُورَه.
وعَسَرَ الغَرِيمَ يَعْسُرُهُ ، بالضمّ
ويَعْسِرُهُ بالكسر ، عَسْراً ، بالفَتْحِ : طَلَبَ
مِنْه الدَّيْنَ على عُسْرَةٍ وأَخَذَه على
عُسْرَةٍ ولم يَرْفُق
به إِلى مَيْسَرَتِه ، كأَعْسَرَهُ
إِعْسَاراً ، إِذا طالبه
كذلك.
ورَجُلٌ
عَسِرٌ ، ككَتِف ، بَيِّنُ العَسَرِ ، مُحَرَّكةً : شَكِسٌ ، وقد عاسَرَهُ قال :
بِشْرٌ أَبو
مَرْوانَ إِنْ عاسَرْتَهُ
|
|
عَسِرٌ وعِنْد يَسَارِه مَيْسُورُ
|
وأَعْسَرَت المَرْأَةُ : عَسُرَ عليها وِلَادُهَا ، كعَسَرَتْ ، وكذا الناقَةُ إِذا نَشِبَ وَلَدُهَا عند الوِلَادَةِ
، وإِذا دُعِيَ عليها قيل : أَعْسَرَتْ وآنَثَتْ ، وإِذا دُعِيَ لها قيل : أَيْسَرَتْ
وأَذْكرَتْ ، أَي وَضَعَتْ ذَكَراً وتَيَسَّرَ عليها الوِلادُ ؛ قاله الليث.
وعَسَرَ الزَّمانُ : اشْتَدَّ علينا. وعَسَرَ عليه : ضَيَّق ، حكاها سيبويه. وعَسَر عليه
ما فِي البَطْنِ : لَمْ يَخْرُجْ. وعَسَرَ عليه عُسْراً :
خالَفَه ، كعَسَّر تَعْسِيراً.
وتَعسَّر القَوْلُ ، هكذا في سائر النُّسخ بالقاف والواو واللام ،
والصَّواب : و «تَعسَّر الغَزْلُ» بالغين والزاي : التَبَسَ فلم يُقْدَرْ على تَخْلِيصِهِ ، والغين المُعجَمة لغة
فيه ، كذا في كِتَاب اللَّيْث ، ونَقَلَه الأَزهريّ ، وسَلَّمَه
وصَحَّحَهُ من كلامِ العرب ، ثم رأَيتُ في التكملة للصاغانيّ قال : واسْتَعْسَر الأَمُر وتَعَسَّر ، إِذا صار
عَسِيراً ، فأَمّا
الغَزْلُ إِذَا الْتَبَسَ فلم يُقْدَرْ على تَخْلِيصِه فيُقَالُ فيه : تَغسَّر ،
بالغَيْن المعجمة ، ولا يُقال بالعَيْن المُهْمَلَة إِلا تجشُّماً.
ورَجُلٌ
أَعْسَرُ يَسَرٌ :
يَعْمَلُ بَيَدَيْهِ جمِيعاً. فإِنْ عَمِل بالشِّمَالِ خاصَّة : فهو أَعسَرُ بَيِّنُ
العَسَرِ ، وهي عَسْرَاءُ ، وقد عَسَرَتْ ، بالفَتْح
عَسَراً ، بالتَّحْرِيك
هكذا هو مَضْبُوط في سائر النُّسَخ. قال :
لَهَا
مَنْسِمٌ مِثْلُ المَحارَةِ خُفُّهُ
|
|
كأَنَّ
الحَصَى مِنْ خَلْفِه خَذْفُ أَعْسَرَا
|
ويقال : رَجُلٌ أَعْسَرُ ، وامرأَةٌ
عَسْراءُ ، إِذا كانَتْ
قُوَّتُهُما في أَشْمُلِهِما ، ويَعمَلُ كلُّ واحد منهما بشِمَالِه ما يَعْمَلُه
غيرُه بيَمِينِه. ويقال للمرأَة : عَسْرَاءُ يَسَرَةٌ : إِذا كانت تَعْمَل بِيَدَيْهَا جميعاً ، ولا
يقال : أَعْسَرُ أَيْسَرُ ، ولا
عَسْرَاءُ يَسْرَاءُ
للأُنْثَى ، وعلى هذا كلامُ العَرَب. وفي حديثِ رافِعِ بنِ سالِم ، «وفينا قَوْمٌ عُسْرَانٌ يَنْزِعُون نَزْعاً شَدِيداً» : وهو جمعُ أَعْسَر [والأَعسرُ : هو] الذي يَعْمَل بيَده اليُسْرَى ، كأَسْوَدَ
__________________