والظُّفْرَةُ ، بالضّمّ : نَبَاتٌ حِرِّيفٌ يُشْبِه الظُّفُر في طُلُوعِهِ ، يَنْفَعُ القُرُوحَ الخَبِيثَة والثَّآلِيلَ.
وظُفْرَةُ العَجُوزِ : ثَمَرُ الحَسَكِ ، وهي شَوْكَةٌ مُدَحْرَجَةٌ.
وظُفْرُ النَّسْرِ : نَبَاتٌ يُشْبِهُه.
وظُفْرُ القِطِّ : نَبَاتٌ آخَرُ.
ومن المَجازِ : الأَظْفَارُ ، وظَفَارٌ ، كسَحابٍ ، وقد يُمْنَعُ من الصّرفِ ، فيقال : هذه ظَفَارُ ورأَيْتُ ظَفَارَ ، ومررتُ بظَفَارَ ، هكذا. نقَلَه الصاغانيُّ في التكملة ، وتَبِعَه المصَنّف ، وفيه تأَمُّل ، فإَنّ الصاغانيّ نَقَل عن ابنِ دُرَيْد ظَفَار ، ونقل فيه الصَّرْفَ والمَنعَ إِنّمَا عَنَى به المدينَةَ التي باليَمَنِ ، بدليلِ قولِ الصاغانيّ بعدُ : وقال الجَوْهَرِيُّ : وظَفَارِ مثْلُ قَطامِ ، فأَشَار إِلى أَنَّ الجَوْهَرِيّ اقتصر على المَنْعِ وابنُ دُرَيْد ذَكَرَ الوجهين ، ثم قال بَعْدُ : مدينةٌ باليَمَنِ ، وهذا من المصنِّفِ غَرِيبٌ جِدًّا يَنْبَغِى التَّفَطُّنُ له ، فإِني رَاجَعْتُ المُحْكَمَ والتهذيبَ والعُبَابَ وغيرَهَا من الأُمَّهَاتِ فلم أَجِدْهُمْ ذَكَرُوا في مَعْنَى الطِّيبِ إِلّا الأَظْفَارَ فقط ، وكذلك الصّاغانِيّ في التَّكْمِلَة مع ذِكْرِه الغَرَائِبَ والنَّوادِرَ ، واقتصرَ على ذِكْر الأَظْفَار ، ونصُّ عبارَتِه : الأَظْفَارُ شَيْءٌ من العِطْر أَسْوَدُ كأَنَّه (١) ظُفُرٌ مُقْتَلَفٌ من أَصْلِه يُجْعَلُ في الدُّخْنَةِ ، انتهى.
وفي المحكم : والظُّفْرُ : ضَرْبٌ من العِطْرِ أَسْوَدُ مُقْتَلَفٌ من أَصْلِهِ على شَكْلِ ظُفْر الإِنسانِ يُوضَعُ في الدُّخْنَةِ ، والجمعُ أَظْفَارٌ ، وأَظافِيرُ. انتهى ، وفيه نوْعُ مَخالَفةٍ لما ذَهَب إِليه المصنّف.
وقال صاحِبُ العَيْنِ : لا واحدَ لَهُ ، وقال الأَزْهَرِيّ في التهذيب ، وتَبعه الصّاغانِيّ في التكملة : لا يُفْرَد منه الواحد ، قالا : ورُبّمَا قِيلَ أَظْفَارَةٌ واحِدَةٌ ، ولا يَجُوزُ في القِيَاس ، ج أَي ويَجمعونه على أَظَافِير ، وهذا في الطِّيبِ فإِن أُفْرِدَ شيْءٌ من نَحْوِهَا فالقِيَاسُ أَن يُقَالَ : ظُفْرٌ وفُوهٌ ، وهم يقولون أَظفارٌ وأَظَافِير ، وأَفْوَاهٌ وأَفَاوِيهُ ، لهذين العِطْرَيْنِ ، انتَهَى ، وفي حديث أُمِّ عَطِيَّةَ : «لا تَمَسُّ المُحِدُّ إِلّا نُبْذَةً من قُسْطِ أَظْفَارٍ» وفي رواية : «من قُسْطٍ وأَظْفَارٍ» قال ابنُ الأَثِيرِ : الأَظْفَارُ : جِنْسٌ من الطِّيبِ لا واحدَ له من لفظِه ، وقيل : واحده ظُفْرٌ ، وهو شيْءٌ من العِطْرِ أَسوَدُ ، والقِطْعَةُ منه شَبِيهةٌ بالظُّفْرِ. انتهى.
قلت : وفي المنهاج : أَظْفَارُ الطِّيب أَقطاعٌ تُشْبِه الأَظْفَارَ عَطِرَةُ الرّائحةِ ، قال ديسقُورِيدُوس : هي من جِنْس أَخْزافِ الصَّدَفِ (٢) تُوجَدُ في جَزِيرَةِ بَحْرِ الهِنْدِ حيثُ يكونُ فيه السُّنْبُل ، منه قلْزميٌّ ومنه نَابليٌّ أَسْوَدُ صغيرٌ وأَجودُه الذي إِلى البياض (٣) الواقع إِلى اليمن والبَحريَن.
وظَفَّرَ[به] (٤) ثَوبَهُ تظْفيراً : طَيَّبَه بِهِ بالظُّفْرِ.
والظُّفْرُ ، بالضّمّ : جُلَيْدَةٌ تُغَشِّي العَيْنَ نابتَةٌ من الجانِبِ الذي يَلِي الأَنفَ على بَياضِ العَيْنِ إِلى سَوادِهَا ، ونَسَبَهُ الجَوْهَرِيُّ إِلى أَبي عُبَيْدٍ ، كالظَّفَرَةِ ، مُحَرَّكَة ، والظَّفَرِ ، بلا هاءٍ أَيضاً ، وقد جاءَ في صِفَةِ الدَّجّال : «وعَلَى عَيْنِه ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ» قالوا : هي جُلَيْدَة تَغْشَى العَيْنَ ، تَنْبُتُ تِلقاءَ المآقِي ، ورُبّمَا قُطِعَتْ ، وإِنْ تُرِكَتْ غَشِيَتْ بَصَرَ العَيْنِ حتّى تَكِلَّ.
وقد ظَفِرَت العَيْنُ ، كفَرِحَ ، تَظْفَر ظَفَراً ، فهيَ ظَفِرَةٌ.
ويُقَال : ظُفِرَ الرّجُلُ كعُنِيَ ، فهو مَظْفُورٌ ، من الظَّفَرَةِ ، قال أَبو الهَيْثَمِ :
ما القَوْلُ في عُجَيِّزٍ كالحُمَّرَة |
بعَيْنِها من البُكَاءِ ظَفَرَهْ |
|
حَلَّ ابْنُها في السِّجْنِ وَسْطَ الكَفَرَهْ |
وقال الفَرّاءُ : الظَّفَرَةُ : لحْمَةٌ تَنْبُتُ في الحَدقَةِ.
وقال غيرُه : الظُّفْرُ : لَحْمٌ يَنْبُت في بَياضِ العَيْن ، وربّمَا جَلَّلَ الحَدَقَةَ.
ومن المَجَاز : قَوْسٌ لَطِيفَةُ الظُّفْرَيْنِ ، قال الأَصمَعِيُّ : في السِّيَة الظُّفْرُ ، وهو مَا وَرَاءَ مَعْقِدِ الوَتَرِ إِلى طَرَفِ القَوْسِ ، جمْعه ظِفَرَةٌ كعِنَبَة ، أَو طَرَفَاهَا (٥) ، لا يَخْفَى أَنه لا فَرْقَ بينهما ، ولذا اقتصر الأَزهرِيُّ وابنُ سِيدَه على ما ذَكَرَه
__________________
(١) في التكملة : «شبه ظُفُرٍ مقتلفٍ» والمقتلف المقتطع أو المقتلع.
(٢) في تذكرة داود : قشورة صلبة كالأغشية على طرف من الصدف قد حشى تقعيرها لحماً رخواً.
(٣) في تذكرة داود : أجودها الأبيض الصغير الضارب إلى الحمرة.
(٤) زيادة عن القاموس. [ساقطة من المطبوعتين المصرية والكويتية].
(٥) في القاموس : أو طرفُ القوس.