[خصر] : الخَصْرُ وَسَطُ الإِنْسَانِ ، وقيل : هو المُسْتَدِقُّ فوق الوَرِكَيْن ، كما في المِصْباح.
ومِنَ المَجَاز : الخَصْر : أَخْمَصُ القَدَمِ. ويقال هو تَحْتَ خَصْرِ قَدَمِه.
ومِنَ المَجَاز : الخَصْر : طَرِيقٌ بَيْنَ أَعْلَى الرَّمْلِ وأَسْفَلِهِ خَاصَّةً (١). يقال : أَخَذُوا خَصْرَ الرَّمْلِ ومُخَصَّره ، أَي أَسْفَله وما دَقَّ (٢) منه ولَطُفَ ، كما في الأَساس. قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ :
أَضَرَّ بهِ ضَاحٍ فنَبْطَا أُسَالَةٍ |
|
فمَرٌّ فأَعْلَى حَوُزِهَا فَخُصُورُها |
وقال آخر :
أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثمَّ جَزَعْنَه (٣)
ومن المَجَاز : الحَضْر : مَا بَيْنَ أَصْلِ الفُوقِ من السَّهْم والرِّيشِ ، عن أَبي حَنِيفَة. والخَصْر : مَوْضِعُ بُيُوتِ الأَعرابِ ، وقال بَعْضُهم : هُو مِنْ بُيُوتِ الأَعراب مَوْضِعٌ نَظِيفٌ (٤) جَمْعُ الكُلِّ خُصُورٌ.
والخَصَر ، بالتَّحْرِيك : البَرْدُ يَجِدُه الإِنْسَانُ في أَطْرَافِهِ.
وما أَحْسَنَ بَيْتِ التَّلْخِيص :
لو اخْتَصَرْتُمْ من الإِحْسَان زُرْتُكُمُ |
|
والعَذْبُ يُهْجَر للإِفراطِ في الخَصَرِ |
قال شَيْخُنَا : وَوَقَع في التَّصْرِيح للشَّيْخ خَالِد ضَبْطُه بالحَاءِ والصّاد المُهْمَلَتَيْن في قَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ :
لَنِعْمَ الفَتَى تَعْشُو إِلى ضَوْءِ نَارِه |
|
طَرِيفُ بْنُ مالٍ لَيْلَةَ الجُوعِ والحَصَر |
وهو غَلَط ظاهِرٌ والصَّواب «والخَصَر» بالخاءِ المُعْجَمَة ، كما أَشَرْت إِليه في حَاشِيَة التَّوْضِيح.
والخَصِرِ ككَتِفٍ : البارِدُ من كُلِّ شَيْءٍ. وقال أَبُو عُبَيْد : الخَصِر : الَّذِي يَجِد البَرْدَ ، فإِذا كَانَ مَعَه الجُوعُ فهو الخَرِص. وخَصِرَ الرَّجُلُ ، إِذا آلَمَه البَرْدُ في أَطْرَافِه. يُقال : خَصِرَت يَدِي وخَصِرَتْ أَنامِلي : تَأَلَّمَتْ من البَرْد ، وأَخْصَرها القُرُّ : آلَمَهَا البَرْدُ. ويومٌ خَصِرٌ : أَلِيمُ البَرْدِ. وخَصِرَ يَوْمُنَا : اشتَدَّ بَرْدُه. قال الشاعر :
رُبَّ خَالٍ لِيَ لَوْ أَبْصَرْته |
|
سَبِطِ المِشْيَةِ في اليَوْمِ الخَصِرْ |
ومَاءٌ خَصِرٌ : باردٌ.
والمُخَصَّر ، كمُعَظَّم : الرَّجُلُ الدَّقِيقُ الخَصْرِ الضَّامِرُهُ ، أَو ضامِرُ الخَاصِرَةِ.
والخاصِرَةُ : الشَّاكِلَةُ ، وهما خَاصِرَتَان ، وقيل : الخَصْرَانِ والخاصِرَتانِ : ما بَيْنَ الحَرْقَفَة والقُصَيْرَى ، وهو ما قَلَص عنه القَصَرَتَانِ وتقدَّم من الحَجَبَتَيْن وما فَوْق الخَصْر من الجِلْدَةِ الرَّقِيقَةِ الطِّفْطِفَة ، هكَذا في المُحْكَم وغَيْرِه. فإِذا عَرَفْت ذلِك فقَوْلُ ابْنِ الأَجْدَابِيّ : إِنّ الخَصْر والخَاصِرة مُترادِفَانِ ، أَي بِهذا المَعنَى ، كما عَرَفْت ، هو كلام مُوَافِقٌ لِكَلَام أَئِمَّة اللُّغَة. فقَوْلُ شَيْخِنا إِنّه لا يُعْرَف ولا يُعْتَدُّ به مَحَلُّ تَأَمُّلٍ.
ومَخاصِرُ الطَّرِيقِ : أَقْربُها. ويقال لها : المُخْتَصَرَات أَيضاً.
والمِخْصَرَة كمِكْنَسةٍ ، كالسَّوْطِ ، وقيل : هو مَا يَأْخُذُه الرَّجلُ بِيَدِهِ ، يَتَوكَّأُ عَلَيْه ، كالعَصَا ونَحْوِه.
ويقال : نَكَتَ الأَرضَ بالمِخْصَرَة ، هُو ما يَأْخُذُه المَلِكُ يُشِيرُ بِهِ إِذَا خَاطَبَ ويَصِل به كَلَامَه ، وكذلك الخَطِيبُ إِذَا خَطَب.
والمِخْصرَة : كانَت من شِعَارِ المُلُوكِ ، والجَمْعُ المَخَاصِرُ ، قال :
يَكادُ يُزِيلُ الأَرْضَ وَقْعُ خِطَابِهِمْ |
|
إِذَا وَصَلُوا إِيْمَاءهم بالمَخَاصِر (٥) |
وفي الحَدِيثِ : «أَنَّ النَّبيَّ صلىاللهعليهوسلم خَرَجَ إِلى البَقِيعِ وبِيَدِه
__________________
(١) يعني في الرمال خاصة.
(٢) في الأساس : مارقّ ، ولم ترد فيه هنا لقطة : ولطف.
(٣) عجزه في الأساس ـ ونسبه لزهير : على كل قينيٍّ قشيبٍ ومُفأَمِ
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : نظيف ، كذا بخطه ، وعبارة ابن منظور : لطيف» مثله في التهذيب.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : إيماءهم ، كذا بخطه ، والذي في اللسان «أيمانهم».