الحَرَرُ ـ محرَّكةً ـ أَنْ يَيْبَسَ كَبِدُ الإِنسانِ ، مِن عَطَشٍ وحُزْنٍ.
والحَرُّ : حُرْقَةُ القَلبِ ، مِن الوَجَع والغيْظِ والمَشَقَّةِ.
وأَحَرَّها الله.
والعربُ تقول في دُعائها على الإِنسان : ما لَه أَحَرَّ الله صَدْرَه ؛ أَي أَعْطَشَه ، وقيل : معناه. أَعْطَشَ الله هامتَه.
ويقال : إِنِّي أَجِدُ (١) لهذا الطَّعَامِ حَرْوَةَ فِي فَمِي ، أَي حَرارةً ولَذْعاً ، والحَرَارَةُ : حُرْقَةٌ في الفَمِ مِن طعْم الشيْءِ ، وفي القَلْب مِن التَّوَجُّع ، مِن ذلك قولُهم : وَجَدَ حَرارَةَ السَّيْفِ ، والضَّرْبِ ، والمَوْتِ ، والفِرَاقِ ، وغيرِ ذلك ، نَقَلَه ابن دُرُسْتَوَيْهِ ، وهو من الكِنَايَاتِ ، والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ ، وسيأْتي في المعتلّ.
وقال ابن شُمَيْلٍ : الفُلْفُلُ له حَرارةٌ وحَرَاوَةٌ ، بالراءِ والواو.
والحَرَّةُ : حَرَارةٌ في الحَلْق ، فإِن زادتْ فهي الحَرْوَةُ ، ثم الثَّحْثَحَةُ ، ثم الجَأْزُ ، ثم الشَّرَقُ ، ثم الفُؤُقُ ، ثم الحَرَضُ ، ثمَّ العَسْفُ ، وهو عند خُرُوجِ الرُّوحِ.
واسْتَحْرَرْتُ فُلانةَ فحْرَّتْ لِي ؛ أَي طَلَبْتُ منها حَرِيرَةً فعَمِلَتْها.
وفي حديث أَبي بَكْرٍ : «أَفمنكم عَوْفٌ الذي يُقال فيه : لا حُرَّ بوادِي عَوْف؟ قال : لا». هو عَوْفُ بنُ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلٍ الشَّيْبَانيُّ ، كان يقال له ذلك لِشَرَفِه وعِزِّه ، وأَنّ مَن حَلَّ بوادِيه مِن النّاس كان (٢) له كالعَبِيدِ والخَوَلِ.
والمُحَرَّرُ ، كمُعَظَّمٍ : المَوْلَى ، ومنهحديثُ ابنِ عُمَرَ ، أَنه قال لمُعَاوِيَةَ رضيَ الله عنهم : «حاجَتي عَطَاءُ المُحَرَّرِينَ» ؛ أَي المَوالِي ، أَي لأَنهم قومٌ لا دِيوانَ لهم ؛ تَأَلُّفاً لهم على الإِسلام.
وتَحْرِيرُ الوَلَدِ أَن يُفْرِدَه لطاعةِ الله عَزَّ وجَلَّ ، وخِدْمةِ المَسْجِدِ. وقولُه تعالَى حكايةً عن السَّيِّدة مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ : (إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) (٣) قال الزَّجّاج : أَي خادِماً يَخْدُم في مُتَعَبَّداتِكَ ، والمُحَرَّرُ : النَّذِيرُ. والمُحَرَّرُ : النَّذِيرَةُ. وحَرَّرَه : جَعَلَه نَذِيرَةً في خِدْمةِ الكَنِيسَةِ ما عاشَ لا يَسَعُهُ تَرْكُها في دِينه.
ومن المَجاز : أَحرارُ البُقُولِ : ما أُكلَ غَيرَ مَطْبُوخٍ ، واحِدُهَا حُرٌّ ، وقيل : وهو ما خَشُنَ منها ، وهي ثلاثةٌ : النَّفَلُ ، والحُرْثُبُ ، والقَفْعاءُ. وقال أَبو الهَيْثَم : أَحرارُ البُقُولِ : ما رَقَّ منها ورَطُبَ ، وذُكورُها : ما غَلُظَ منها وخَشُنَ.
وقيل : الحُرُّ : نباتٌ مِن نَجِيلِ السِّباخِ.
والحُرَّةُ : البابُونَجُ.
والحُرَّةُ : الوَجْنَةُ.
والحُرَّتانِ : الأُذُنانِ ، ومنه قولُهم : حَفِظَ الله كَرِيمَتَيْكَ وحُرَّتَيْكَ ، وهو مَجازٌ.
وحَرَّ الأَرْضَ يَحَرُّهَا حَرًّا : سَوّاهَا.
والمِحَر شَبَحَةٌ فيها أَسْنانٌ ، وفي طَرْفِها نَقْرَانِ ، يكونُ فيهما حَبْلَانِ وفي أَعْلَى الشَّبَحَةِ نَقْرَانِ ، فيهما عُودٌ مَعْطُوفٌ ، وفي وَسَطِها عُودٌ يُقْبَضُ عليه. ثم يُوثقُ بالثَّوْرَيْنِ ، فتُغْرَزُ الأَسْنَانُ في الأَرضِ ، حتى تَحمِلَ ما أُثِير من التُّراب ، إِلى أَن يأْتيا به إِلى المكانِ المُنْخَفِضِ.
والحُرّانِ ، بالضمِّ : نَجْمَانِ عن يَمِينِ النّاظِر إِلى الفَرْقَدَينِ ، إِذا انْتَصَبَ الفَرْقدان اعْتَرَضَا ، فإِذا اعْتَرَضَ الفَرْقدانِ انْتَصَبَا.
قال الأَزهريُّ : ورأَيتُ بالدَّهْنَاءِ رَمْلَةً وَعْثَةً ، ويقال لها : رَمْلَةُ حَرُورَاءَ ، وهي غَيْرُ القَرْيَةِ التي نُسِبَ إِليها الحَرُورِيُّون ؛ فإِنَّها بظاهِرِ الكُوفَةِ.
والحُرّانُ (٤) : مَوضعٌ ، قال الشاعر :
فساقانُ فالحُرّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجَا |
|
فجَنْبَا حِمًى فالخَانِقانُ فحَبْحَبُ |
وحُرَّيَاتُ (٥) : مَوضعٌ ، قال مُلَيْحٌ :
فراقَبْتُه حتى تَيَامَنَ واحْتَوَتْ |
|
مَطَافِيلَ منه حُرَّيَاتُ فَأَغْرُبُ |
__________________
(١) اللسان : إني لأجد.
(٢) اللسان : «كانوا» وفي النهاية فكالأصل.
(٣) سورة آل عمران الآية ٣٥.
(٤) قيدها ياقوت بالضم ، تثنية الحرّ ، واديان بنجد وواديان بالجزيرة أو على أرض الشام.
(٥) قيدها ياقوت بالضم وتشديد الراء وياء خفيفة.