إِلى أَهلِه ، أَي صاحبِه ، بحُرّ : بكَرِيمٍ ؛ لأَنه لا يَصبِرُ ولا يَكُفُّ عن هوَاه ، والمعنَى أَن قلبَه يَنْبُو عن أَهله ، ويَصْبُو إِلى غير أَهله ؛ فليس هو بكريمٍ في فِعْله.
ومِن المجاز : الحُرُّ : رُطَبُ الأَزاذِ ـ كسَحابٍ ـ وهو السِّبِسْتانُ ، وهو بالفارسيّة آزا درخت وأَصْلُه أَزاد درخت ، ومعناه الشجرةُ المَعْتُوقَةُ ، فحَذَفُوا إِحدى الدّالَيْنِ ، ثم لمّا عَرَّبُوا أَعْجَمُوا الذّالَ.
والحُرُّ : الصَّقْرُ ، وبه فَسَّر ابنُ الأَعْرَابيِّ قَولَ الطِّرِمَّاحِ المتقدّم بذِكْرِه وأَنْكَرَ أَن يكونَ الحُرُّ فيه بمعنَى الحَيَّةِ. قال الأَزهريُّ : وسأَلْت عنه أَعرابيًّا فصيحاً ، فقال مثْلَ قَولِ ابن الأَعرابيِّ.
وقيل : الحُرُّ هو البازِي ، وهو (١) قريبٌ من الصَّقْر ، قصيرُ الذَّنَبِ ، عظيمُ المَنْكِبَيْنِ والرَأْسِ ، وقيل : إِنه يَضْرِبُ إِلى الخُضْرَة ، وهو يَصِيدُ.
ومِن المَجَاز : لَطَمَ حُرَّ وَجْهِه ، الحُرُّ مِن الوَجْهِ : ما بَدَا مِن الوَجْنَة ، أَو ما أَقْبَلَ عليكَ منه. قال الشاعر :
جَلَا الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فَأَسْفَرَتْ |
|
وكانتْ عليها هَبْوَةٌ وتَجَلُّحُ (٢) |
وقيل : حُرُّ الوَجْه : مَسايِلُ أَربعةِ مَدامِعِ العَيْنَيْن ، مِن مُقدمِهما ومُؤَخَّرهما.
ومِن المَجَاز : الحُرُّ مِن الرَّمْل : وَسَطُه وخَيْرُه ، وكذا حُرُّ الأَرضِ ، وقد تقدَّم في أول التَّرْجَمَة ؛ فهو تَكرارٌ ، كما لا يخفَى.
والحُرُّ بنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ من بَنِي ثَقِيفٍ وإِليه يُنْسَبُ (٣) نَهْرُ الحُرِّ بالمَوْصِلِ ؛ لأَنه حَفَرَه ، نقلَه الصَّاغانيّ ولم يَذكرهُ ياقوتٌ في ذِكْر الأنْهار مع استيفائِه.
والحُرُّ بنُ قَيْسِ بنِ حِصْنِ بنِ بَدْرٍ الفَزارِي بنُ أَخي عُيَيْنَةَ ، وكان مِن جُلَسَاءِ عُمَرَ. والحُرُّ بنُ مالكِ بنِ عامرٍ ، شَهِدَ أُحُداً ، قالَه الطَّبَرِيّ ، وقال غيرُه : جَزْءُ بنُ مالك : صَحابِيّانِ ، وفي بعض النسخ : صَحابيُّون ، بصيغة الجمْعِ ، وهو وَهَمٌ.
والحُرُّ : وادٍ بنَجْدٍ ، وهما الحُرّانِ ، قاله البَكرِيّ.
والحُرُّ : وادٍ : آخَرُ بالجَزِيرَةِ ، وهما الحُرّانِ أَيضاً ، قاله البكريُّ.
والحُرُّ مِن الفَرَسِ : سَوادٌ في ظاهِرِ أُذُنَيْه ، قال الشاعر :
بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِرَاحٍ سَبُوقُ
وهما حُرّانِ.
وجُمَيْلُ حُرٍّ ، بضمٍّ ، وقد يُكْسَرُ : طائِرٌ ، نقَلهما الصَّاغانيّ ، والذي في التَّهْذيب عن شَمِرٍ : يُقَال لهذا الطائرِ الذي يُقَال له بالعراق : باذنْجان لِأَصغَرِ ما يكون : جُمَيلُ (٤) حُرٍّ.
وقال أَبو عَدنان (٥) : ساقُ حُرٍّ : ذَكرُ القَمَارِيِّ ، قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ :
وما هَاجَ هذَا الشَّوْقَ إِلّا حَمامةٌ |
|
دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّمَا |
وقيل : السّاقُ : الحَمَامُ ، وحُرٌّ : فَرْخُها ، ويقال : ساقُ حُرٍّ : صَوتُ القَمَارِيّ. ورواه أَبو عَدْنَانَ : «ساق حَرٍّ» ـ بفتح الحاءِ ـ لأَنه إِذا هَدَرَ كأَنه يقول : ساق حَرّ ساق حَرّ. وبناه صَخْرُ الغَيِّ فجَعَلَ الاسْمَيْنِ اسماً واحداً ، فقال :
تُنادِي ساقَ حُرَّ وظَلْتُ أَبْكِي |
|
تَلِيدٌ ما أُبينُ لها كلاماً |
وعَلَّلَه ابن سِيدَه فقال : لأَن الأَصواتَ مَبْنِيَّةٌ إِذ (٦) بَنَوْا مِن الأَسماءِ ما ضارَعَهَا. وقال الأَصمعيّ : ظنّ أَن ساقَ حُرّ ولَدُهَا ، وإِنما هو صَوْتُها. قال ابن جِنِّي : يَشْهَدُ عندي بصِحَّة قولِ الأَصمعيِّ أَنه لم يُعْرِب ، ولو أَعْرَبَ لصَرَفَ
__________________
(١) في اللسان : «والحرّ : الصقر ، وقيل هو طائر نحوه وليس به ، أنمر أصقع قصير الذنب ...».
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : وتجلح ، الذي في اللسان : «لا تبلّج».
(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى نُسِبَ.
(٤) في التهذيب : لأصغر ما يكون جثة : «حُرّ» بسقوط «جميل» وقد ضبطت في اللسان بياء مكسورة مشددة وقد ضبطناه كسابقتها عن القاموس.
(٥) في التهذيب : أبو عبيد.
(٦) بالأصل «وإذ» وما أثبت عن اللسان ، وقد نبه إلى عبارة اللسان بهامش المطبوعة المصرية.