الأَزهريُّ : وأَنا واقِفٌ في هذا الحَرْفِ. وبعضُهُم يقول : حثِيرَةٌ ، وسيأْتي.
والحُتْرَةُ : مَوْضِعُ قَصِّ الشَّارب.
والحَتْرَةُ ، بالفتح : الرَّضْعَةُ الواحدةُ.
ومِن ذلك : المَحْتُورُ ، وهو الذي يَرْضَعُ شيئاً قليلاً للجَدْب ، وقِلَّةِ اللَّبَنِ ، فيَقْنَعُ بحَتْرَة أَو حَتْرَتَيْن.
والمُحَتِّرُ : المُقَتِّرُ على عِيَالِه في الرِّزق ، هكذا في النُّسَخ بالتشديد (١) ، وكأَنَّه لمُنَاسَبَةِ مَا بَعْدَه. والصَّوابُ : والمُحْتِرُ ، أَي كمُحْسِنٍ ، وهو الذي يُفَوِّتُ على القوم طعامَهم.
ومَا حَتَرْتُ اليومَ شيئاً : ما ذُقْتُ أَو ما أَكَلْتُ ، كما تَقَدَّم.
وقد حَتَّرَ لهم تَحْتِيراً : اتَّخَذَ لهم حَتِيرَةً ، أَي وَكِيرَةً ، ويقال : حَتِّرْ لنا ، أَي وَكِّرْ لنا.
وحَتَّرَ البيتَ تَحْتِيراً : جَعَلَ لَهُ حِتْراً ، بالكسر. أَو حُتْرَةً.
وأَبو عبدِ الله الحُتْرِيّ ـ بالضمّ ـ رَوَى عنه محمّد بنُ عبدِ الملِكِ الوَزِيرُ. قاله ابن ماكُولا.
[حثر] : حَثِرَ الجِلْدُ ، كفَرِحَ : بَثِرَ وتَحَبَّبَ ، قال الرَّاجز :
رَأَتْه شَيْخاً حَثِرَ المَلامِحِ
المَلامحُ (٢) : ما حَوْلَ الفَمِ.
وحَثِرَتِ العَيْنُ تَحْثَرُ : خَرَجَ في أَجْفَانِهَا حَبٌّ حُمْرٌ كالبَثَرَات ، هكذا في نُسختنا ، وفي نُسخة شيخِنا : حَمْرَاءُ ، قال : ولعلَّ الصّوابَ أَحمرُ (٣) ، كما عَبَّر به الجوهريُّ ، إِلَّا أَن يُرادَ بالحَبّ جمعُ حبَّةٍ ؛ فيكون اسم جِنْسٍ جَمْعِيًّا يجوزُ فيه التذكيرُ والتأْنيثُ ، أَو غَلُظَتْ أَجفانُها مِن رَمَدٍ. ونَصُّ عِبارَة المُحْكَم : مِن رَمَص.
وحَثِرَ الشَّيْءُ : غَلُظَ وضَخُمَ وخَشُنَ.
وحَثِرَ العَسَلُ حَثَراً : تَحَبَّبَ ليَفْسُدَ ، وهو عَسَلٌ حاثِرٌ وحَثرٌ. وحَثِرَ الدِّبْسُ : خَثُرَ وتَحَبَّبَ.
وحَثِرَ الشيْءُ حثَراً ، فهو حَثِرٌ وحَثْرٌ : اتَّسَعَ.
والحَثَرُ ، محرَّكَةً : العَكَرُ مِن الحَدِيد.
والحَثَرُ : البَرِيرُ ، وهو ثَمَرُ الأَراكِ ، وكذلك العَقَشُ والجَهَاضُ والكَبَاثُ والمَرْدُ (٤).
والحَثَرُ مِن العِنَب : ما لا يُونِعُ ، مِثلُه في التَّكْمِلَة ، وفي بعض الأُصول الجَيِّدة ما لم يُونع ، وهو حامِضٌ صُلْبٌ لم يُشْكِلْ ولم يَتَمَوَّه ، حَكاه بنُ شُمَيْل.
والحَثَرُ : حَبُّ العُنْقُودِ إِذا تَبَيَّنَ ، وهذه عن أَبي حنيفةَ.
والحَثَرُ : نَوْعٌ مِن الجِبَأَةِ ؛ كأَنَّه تُرَابٌ مجموعٌ ، فإِذا قُلِعَ وأُزيلَ رَأَيتَ الرَّمْلَ تحتَهَا ، كذا في النُّسَخ ، والصَّواب : تحتَه ، وفي التَّكْمِلَة : حولَهَا (٥) ، والضمير عنده راجعٌ إِلى الحَثَرَة في أَوَّل الكلام. الواحدةُ حَثَرَةٌ. قد خالَف هنا اصطلاحَه : وهي بهاءٍ ، فلْيُتَفَطَّنْ.
وحُثَارَةُ التِّبْن ، بالضمّ : حُثَالَتُه ، أَي حُطَامُه ، وهو لغةٌ فيه. قال ابن سِيدَه : وليس بثَبتٍ. والحَوْثَرَةُ : حَشَفَةُ الإِنسان ، أَي رَأْسُ ذَكَرِه.
والحَثِيرَةُ : الوَكِيرَةُ ، أَوْرَدَه الأَزهريُّ في ح ت ر ، وتقدَّم الكلام عليه ، قال : وبعضُهم يقول : حَثِيرَة.
وبَنُو حَوْثَرَةَ : بَطْنٌ مِن عَبْدِ القَيْس ، وهو رَبيعةُ بنُ عَوف بن عَمْرو بن بكْر بن عَوف بن أَنْمار بن وَدِيعةَ (٦) بن لُكَيْز بن أَفْصَى بن عبدِ القَيْسِ ، ويقال لهم : الحَوَاثِرُ ، وهم الذين ذَكَرَهم المُتَلمِّسُ بقوله :
لن يَرْحَضَ السَّوْآتِ عن أَحْسابِكمْ |
|
نَعَمُ الحَوَاثرِ إِذ تُساقُ لمَعْبَدِ |
قال ابن بَرِّيٍّ : ومَعْبَدٌ هو أَخو طَرَفَةَ ، وكان عَمْرُو بنُ هِنْد لمّا قَتَلَ طَرفَةَ وَدَاهُ بنَعَمٍ أَصابَهَا مِن الحَوَاثِرِ ، وسِيقَتْ إِلى مَعْبَد. قلتُ : قاتِلُ طَرَفَةَ هو أَبو رِيشَةَ الحَوْثَرِيُّ كما صَرَّحَ به أَئِمَّةُ السِّيَرِ ، فلْيُنْظَرْ هذا مع قول ابن بَرِّيٍّ. قال ابنُ
__________________
(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى : والمُحْتِرُ.
(٢) ملامح الإنسان ما حول فم الانسان مثل الملاغم ، ووردت في الصحاح : الملامج بالجيم.
(٣) ومثله في التهذيب واللسان.
(٤) في التكملة : والجهاض والجَهَاد والغَيْلة والكباث والعُنَّاب والمَرْد.
(٥) ومثلها في التهذيب واللسان.
(٦) انظر جمهرة أنساب العرب ص ٢٩٥.