وأَجْدَرَ ، حَكَى الثَّلاثةَ ابنُ الأَعرابيِّ ، وجَدَّرَ فيهما ، وجادَرَ ، الأَخِيرُ عن أَبي حنيفة ، وقال الطِّرِمَّاح :
فآلَيْتُ أَلْحَى عاشقاً ما سَرَى القَطَا |
|
وأَجْدَرَ مِن وادِي نَطَاةَ وَلِيعُ |
وجَدَرَ العَرْفَجُ والثُّمَامُ يَجْدُرُ ، إِذا خَرَجَ في كُعُوبِه ومُتَفَرّقِ عِيدانِه مثلُ أَظَافِيرِ الطَّيْرِ.
وأَجْدَرَ الوَلِيعُ وجادَرَ : اسْمَرَّ وتَغَيَّرَ.
وقال اللَّيْث : أَجْدَرَ الشَّجَرُ فهو جَدْرٌ ، حين يَطُولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه.
وعن ابنِ بُزُرْجَ : وجَدَرَتِ اليَدُ تَجْدُرُ ، ونَفِطَتْ ، مَجِلَتْ ، كلُّ ذلك مفتوحٌ (١) ، وهي تَمْجَلُ ، وهو المَجَلُ.
وجَدَر الجِدارَ يَجْدُرُ : حَوَّطَه.
وجَدَرَ الرَّجلُ : توارَى بالجِدار (٢) ، حكاه ثَعْلَبٌ ، وأَنشد :
إِنَّ صُبَيْحَ بنَ الزُّبَيْرِ فَأَرَا |
|
في الرَّضْمِ لا يَتْرُكُ منه حَجَرَا |
إِلَّا مَلَاه حِنْطَةً وجَدَرَا
قال : هذا سَرَقَ حِنْطَةً وخَبَأَها.
واجْتَدَرَ (٣) : بنَاه ، قال رُؤْبة :
تَشْيِيدَ أَعْضادِ البِنَاءِ المُجْتَدَرْ
وجَدَّرَه تَجْدِيراً : شَيَّدَه ، وأَنشدَ ابن الأَعرابيّ :
وآخَرُون كالحَمِيرِ الجُشَّرِ |
|
كأَنَّهم في السَّطْح ذِي المُجَدَّرِ |
قيل : أَرادَ : ذي الحائطِ المُجَدَّارِ ، ويجوزُ أَن يكون أَراد : ذي التَّجْدِيرِ ؛ أَي الذي جُدِّرَ وشُيِّدَ ، فأَقام المُفَعَّلَ مقامَ التَّفْعِيلِ ؛ لأَنهما جَمِيعاً مصدرانِ لفَعَّلَ ، أَنشدَ سيِبَوَيْه :
إِنَّ المُوَقَّى مثلُ ما لَقِيتُ
أَي إِنّ التَّوْقِيَةَ.
والجَيْدَرُ : القَصِيرُ ، كالجَيْدَرِيِّ والجَيْدَرَانِ ، وقد يقال له : جَيْدَرَةٌ ، على المُبَالَغة ، قال الفارسيّ : وهذا كما قالوا : دَحْداحَةٌ ودِنَّبَةٌ وحِنَزْقَرَةٌ. وامرأَةٌ جَيْدَرَةٌ وجَيْدَرِيَّةٌ ، وأَنشدَ يعقوبُ :
ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِهَا جَيْدرِيَّةٌ |
|
عَضَادٌ ولا مَكْنُوزَةُ اللَّحْمِ ضَمْزَرُ |
والمَجْدُورُ : القليلُ اللَّحْمِ ، وَمن به آثَارُ ضَرْبٍ أَو سِياط.
وذ جَدْرٍ ـ بفتح فسكون ـ جاءَ ذِكْرُه في الحديث ، وهو مَسْرَحٌ قُرْبَ المَدِينَةِ ، على ساكنها أَفضل الصلاةِ والسلام ، على ستةِ أَميال منها ، ناحيةَ قُبَاءٍ ، كانت فيه لِقاحُ النَّبيِّ صَلَى الله عليه وسلّم لما أُغِيرَ عليها [وأُخذت] (٤).
والمِجْدَارُ كمِحْرابٍ : ما يُنْصَبُ في الزَّرْعِ (٥) مَزْجَرَةً للسِّباع والطَّيْرِ ، قال :
اصْرِمِينِي يا خِلْقَةَ المِجْدارِ |
|
وصِلِينِي بِطُولِ بُعْدِ المَزارِ |
وعامِرُ بنُ جَدَرَةَ ، محرَّكةً : أَولُ مَن كَتَب بخَطِّنا ، أَي العربيِّ. قال شيخُنا : وسيأْتي له في «مرّ» أَنّ أَولَ مَن كَتَبَ بالعربيَّة مُرَامِرٌ ، وجَزَمَ به جماعةٌ ، وتَوَقَّفَ جماعَةٌ : هل هو خَلافٌ أَو يُمكنُ التوفيقُ؟ قال : وهذه الأَوَّلِيَّةُ فيها خِلافٌ طويلٌ الذَّيْلِ ، أَوردَه ابنُ عَساكِرَ وغيرُه ، ونَقَلَ خُلاصتَه الجَلَالُ في أَوَّلِيَّاتِه ، وسيأْتِي طَرَفٌ منه إِن شاءَ الله تعالَى.
قلتُ : وهذه العبارةُ مأْخُوذةٌ من الجَمْهَرة لابن دُرَيْد (٦) ، قال فيها : أَوّلُ مَن كَتَبَ بخَطِّنا هذا عامرُ بنُ جَدَرَةَ ، ومُرَامِرُ بنُ مُرَّةَ ، الطّائِيّانِ ، ثم سَعْدُ بنُ سَبَلٍ (٧) ، غير أَن المصنِّفَ فَرَّقَ فذَكَر كلَّ واحدٍ فيما يُناسِبُ ذِكْره في مَحَلِّه.
وعامِرُ الأَجْدَارِ : أَبُو حَيٍّ مِن كَلْبٍ ؛ سُمِّيَ به لأَنَّه كان عليه جَدَرَةٌ ، أَي سِلْعَةٌ ، وهو عامرُ بنُ عَوْفِ بنِ كِنَانَةَ بنِ
__________________
(١) كذا ، وضبطت وجدرت اليد على أنها عطف على التي قبلها ، وضبطت في اللسان جدرت يده بكسر الدال ومجلت ضبطت في اللسان والقاموس بكسر الجيم. وفي التكملة بكسر الجيم وفتحها ، وكله ضبط قلم.
(٢) اللسان : بالجِدْر.
(٣) في اللسان : واجتدره : بناه.
(٤) زيادة عن معجم البلدان.
(٥) في التكملة : المزارع.
(٦) الجمهرة ٢ / ٦٤.
(٧) في الجمهرة : «سيل». ومثله في اللباب على وزن جمل.