في البَدَن تَنَفَّطُ عن الجِلْد ممتلئةٌ ماءً ، وتَقَيَّحُ ، وهو داءٌ معروفٌ يَأْخُذُ الناسَ مَرَّةً في العُمرِ. قال شيخُنا : وقد قالوا : أَوَّلُ مَن عُذِّبَ به قومُ فِرْعَوْنَ ، ثم بَقِيَ بعدهم ، كما في المِصْباح. وقال عِكْرِمَةُ : أَوَّلُ جُدَرِيّ ظَهَرَ ما أُصِيب به أَبْرهةُ.
وقد جَدَرَ (١) يَجْدَرُ جَدَراً ، حكاه اللِّحْيَانيُّ.
وجُدِرَ ، كعُنِىَ جَدْراً. ويُشَدَّدُ.
قال شيخُنَا : وقد أَنكرَه الحرِيريُّ وجماعَةٌ ، وقالوا : إِن التَّفْعِيلَ يَدُلُّ على المبالغةِ والتَّكرارِ ، وهو لا يَأْتِي في العُمر إِلّا مرّةً واحدةً ، فكيف يُشَدَّدُ؟ وتَعَقَّبُوه بوجوهٍ بَسَطتُها في شرح نَظْمِ الفَصِيح ، وأَشرتُ إِليها في شرح الدُّرَّة. وهو مَجْدُور الوَجْهِ ، ومُجَدَّرٌ وجَدِيرٌ.
وأَرْضٌ مَجْدَرَةٌ : كَثِيرَتُه. وقال اللِّحْيَانيُّ : ذاتُ جُدَرِيٍّ.
والجِدْرُ ، بالكسر : نباتٌ الواحدةُ بهاءٍ. وقد أَجْدَرتِ الأَرضُ.
والجَدَرُ بالتَّحرِيك : سِلَعٌ تكون في البَدَن خِلْقَةً أَو البُثورُ النّاتِئَةُ ، عن اللِّحْيانيّ ، أَو آثارٌ مِن ضَرْبٍ مرتَفِعَةٌ على جِلْدِ الإِنسان ، أَو مِن جِراحَةٍ ، وقيل : الجَدَرُ إِذا ارتفعتْ عن الجِلْد ، وإِذا لم ترتفع فهي نَدَبٌ ، وقد يُدْعَى (٢) جَدَراً ولا يُدْعَى الجدَرُ نَدَباً ، كالجُدَرِ ، كصُرَدٍ ، واحدتُهما بهاءٍ.
وفي الصّحاح : الجَدَرَةُ : خُرَاجٌ ، وهي السِّلْعَةُ ، والجمعُ جَدَرُ ، وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابيِّ :
يا قَاتَلَ الله دُقَيْلاً ذا الجَدَرْ
وفي المُحْكَم : فمَن قال : الجُدَرِيُّ ، نَسَبَه إِلى الجُدر ، ومن قال الجَدَرِيُّ ، نسَبَه إِلى الجَدَر ، قال : وهذا قولُ اللِّحْيانيَّ وليس بالحسن. ج الأَجْدارُ.
والجَدَرُ : وَرمٌ يأْخُذُ في الحَلْق وعن ابن الأَعْرَابيِّ :
الجَدَرَةُ : الوَرْمَةُ في أَصْل لَحْي البَعير. وقال النَّضْر :
الجدَرَةُ : غُددٌ (٣) تكونُ في عُنُق البَعِير ، يَسْقِيهَا عِرْقٌ في أَصْلَها ، نَحْوُ السِّلْعَة برأْس الإِنسان. وجمَلٌ أَجْدَرُ ، وناقَةٌ جَدْراءُ. وقيل : هي في عُنُق البَعِير السِّلْعَةُ ، وقيل : هي مِن البعِيرِ جُدرَةٌ ، ومن الإِنسان سِلْعةٌ (٤).
والجَدَرُ (٥) : انْتِبارٌ أَو أَثَرُ كَدْم في عُنُقِ الحِمَارِ وقد جَدَرَ الحِمارُ جُدُوراً ، بالضَّمِّ. وفي التَّهْذِيب :
جَدِرَتْ عُنُقُه جَدَراً ، إِذا انْتَبَرَتْ ، وأَنشدَ لرُؤْبَةَ :
أَو جادِرُ اللِّيتَيْنِ مَطْوِيُّ الحَنَقْ
والجَدَرُ : حَبُّ الطَّلْعِ. وأَجْدَرَ الوَلِيعُ ، وجادرَ : اسْمَرَّ وتَغَيَّرَ ، عن أَبي حنيفةَ ، يَعْنِي بالولِيعِ طَلْعَ النَّخْلِ ، واحدتُه جَدَرَةٌ ، وهي حَبَّةُ الطَّلْعِ.
والجَدَرُ : أَن يَخْرُجَ بالإِنسان جُدَرٌ ، أَي في بَدنَه من البُثُور النّاتئَة ، وقد جَدِرَ ظَهْرُه ، قالَه اللِّحْيَانيُّ.
والجَدرُ أَيضاً أَن يَرِمَ عُنُقُ الحِمارِ ، وقد جَدِرتْ عُنُقُه ، كما في التَّهْذِيب.
والجَدرُ : هَمُّ الكَرْمِ بالإِيراقِ ، يقال : جدِرَ الكَرْمُ جَدَراً ، إِذا حبَّبَ وهَمَّ بالإِيراق ـ وجَدَّرَ العِنَبُ : صارَ حَبُّه فُوَيْق النَّفَضِ ـ وفِعْلُهما كفَرِحَ لا غيرُ.
والجَدِيرُ : مكانٌ يُبْنَى حولَه. وقال اللَّيْث : بُنِيَ حَوَالَيْه جِدَارٌ (٦) قال الأَعشى :
وتَبْنُونَ في كلِّ وادٍ جَدِيرَا (٧)
والجَدِيرُ : الخَلِيقُ ، يقال : هو جَدِيرٌ بكذا ولكذا ، أَي خَلِيقٌ له. ج جَدِيرُونَ وجُدَراءُ ، والأُنثى جَدِيرَةٌ.
وقد جَدُرَ ـ ككَرُمَ. جَدَارةً بالفتح. قال شيخُنَا : وفيه رَدٌّ على النُّحَاة الذين يقولون : إِنّ ما أَجْدَرَه وأَجْدِرْ بِه شاذٌّ ، كما في التَّوْضِيح وغيرِه ، وأَشرتُ إِلى نَقْدِه في حَواشِيه.
وإِنّه لَمَجْدَرَةٌ أَن يَفْعَلَ ، وكذلك الاثْنانِ والجَمْع ، وإِنها
__________________
(١) ضبطت في اللسان بكسر الدال ، ضبط قلم.
(٢) في اللسان : وقد يدعى الندب جدراً.
(٣) الأصل واللسان ، وفي التهذيب غُدَدَةٌ.
(٤) في اللسان : سلعةٌ وضَوَاةٌ.
(٥) ضبطت في اللسان بضم الجيم ، والسياق يقتضي أنها عطفاً ، وما أثبتناه يوافق ضبط التهذيب.
(٦) في التهذيب : «جدار مجدور».
(٧) ديوانه وصدره :
تمنوك بالغيب ما يفتشون