التَّخْلِيط في الأَعجميِّ ، ويَلزمُ منه زيادةُ النُّون في زَرَجُون ؛ لقوله :
منها فَظِلْتَ اليوْمَ كالمُزَرَّج
والقَوْل ما قَدَّمْنَاه.
ويُذْكَرُ فيه لُغاتٌ أُخَرُ (١) ، هكذا تُوجَد هذه العبارةُ في بعض النُّسخ ، وقد تَسقُط عن بعضها.
والجَبَارُ : كَسَحَاب (٢) : فِنَاءُ الجَبّانِ نقلَه الفَرّاءُ عن المفضَّل. والجَبَّان ، ككَتَّان : المَقْبرَةِ ، والصَّحراءُ ، وسيأْتي في النُّون إِن شاءَ الله تعالى.
وقولهم : ذَهبَ دَمُه جُبَاراً. الجُبَار ، بالضَّمِّ : الهَدَرُ في الدِّيَّاتِ ، والسّاقِطُ مِن الأَرض ، والباطِلُ ، وفي الحديث : «المَعْدِنُ جُبَارٌ ، والبِئْرُ جُبَارٌ ، والعَجْمَاءُ جُبَارٌ». قال الأَزهريُّ : ومعناه أَن تَنْفَلِتَ البَهيمةُ العَجْمَاءٌ فتُصِيب في انفلاتِها إِنساناً أَو شيئاً ، فجُرْحُهَا هَدَرٌ ، وكذلك البِئْرُ العادِيَّةُ يَسقطُ فيها إِنسانٌ فيَهْلِكُ فَدَمُه هَدَرٌ ، والمَعْدِنُ إِذا انْهارَ على حافِرِهِ فقَتَلَه فدَمُه هَدَرٌ ، وفي الصّحاح : إِذا انْهارَ على مَن يَعملُ فيه فهَلَكَ لم يُؤْخَذ به مُستأْجِرُه. وفي الحديث : «السّائِمَةُ جُبَارٌ» أَي الدّابَّةُ المُرْسَلَة في رِعْيِهَا ، وأَنشدَ المصنِّف في البَصائر :
وشادِنٍ وَجْهُه نَهَارُ |
|
وخَدُّه الغَضُّ جُلَّنَارُ |
قلتُ له : قد جَرَحْتَ قَلْبِي |
|
فقال : جُرْحُ الهَوَى جُبَارُ |
والجُبَارُ مِن الحُرُوب : مالا قَوَدَ فيها ولادِيَةَ ، يقال : حَرْبٌ جُبَارٌ.
والجُبَارُ : السَّيْلُ ، قال تَأَبَّطَ شَرًّا :
به مِن نَجاءِ الصَّيْف بِيضٌ أَقَرَّها |
|
جُبَارٌ لِصُمِّ الصَّخْرِ فيه قَرَاقِرُ |
يَعْني السَّيْلَ. والجُبَار : كُلُّ ما أُفْسِدَ وأُهْلِكَ (٣) ، كالسَّيْل وغيره.
والجُبَار : البَريءُ من الشَّيْءِ ، يُقال : أَنا منه خَلَاوةٌ وجُبارٌ ، وقد تقدَّم في فلج للمصنِّف : ومنه قولُ المُتَبَرِّي من الأَمْر : أَنا منه فالِجُ ابنُ خَلَاوَةَ. فَتَأَمَّلْ ذلك.
وجُبَارُ ، كغُرَابٍ : اسمُ يوم الثَّلاثاءِ في الجاهليَّة ، من أَسْمَائهم القديمة ، ويُكْسَرُ قال :
أُرَجِّي أَنْ أَعيشَ وأَنَّ يَوْمي |
|
بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ |
أَو التّالي دُبَارِ فإِنْ يَفُتْني |
|
فمُؤْنِسَ أَو عَرُوبَةَ أَو شِيَارِ |
ونقلَه أَيضاً الفَرّاءُ عن المفضَّل.
وجُبَارٌ ، بالضمّ : اسمُ ماء بين المدينةِ وفَيْد ، لبني حُمَيْس (٤) بن عامِر ، هكذا في سائر النُّسَخ ، وفي معجم البَكْريِّ ، لبني جُرَش بن عامرٍ من جُهيْنَةَ ، وهم الحُرَقة (٥).
وقد يُسْتَعملُ الجبْرُ للإِصلاح المجرَّد ، ومنه : جابرُ بنُ حَبَّةَ ، اسمُ الخُبْز ، معْرفَة ، كذا في المُحكَم : وكُنْيتُه أَبُو جابرٍ أَيضاً ، وهو مَجازٌ ، وقد ذَكَره الجُرجانيُّ في الكنايات ، وأَنشدَ الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس :
فلا تَلُومِيني ولُومِي جابِرَا |
|
فجابِرٌ كَلَّفَنِي هَواجِرَا |
وأَنشدَنا شيخُنا الإِمامُ أَبو عبد الله محمّدُ بنُ الطِّيِّب رحِمه الله ، قال : أَنشدنا الإِمامُ أَبو عبد اللهِ محمّدُ بنُ الشّاذِليِّ ، أَعزَّه الله ، في أَثناءِ قِراءَة المَقامات :
أَبو مالكٍ يَعْتادُنا في الظَّهائِرِ |
|
يَجيءُ فيُلْقِي رحْله عندَ جابرِ |
قال : وأَبو مالك : كُنْيةُ الجُوع. وقال في اللِّسان : وكلُّ ذلك مِن الجَبْر الذي هو ضدُّ الكسْر.
__________________
(١) سقطت العبارة من القاموس الذي بين أيدينا.
(٢) في التهذيب : و «الجَبَارة» وفي اللسان والتكملة فكالقاموس وضبطت في التكملة بالفتح نصاً ؛ والباء المفتوحة شددت ، ضبط قلم.
(٣) كذا ضبطت العبارة في القاموس بالبناء للمجهول ، وسياق الشارح يقتضي بناءها للمعلوم كما في اللسان.
(٤) في القاموس : خَمِيس بالخاء ، وعلى هامشه عن نسخة أخرى حُمَيْس بالتصغير. وما ضبطناه عن معجم البلدان.
(٥) لم ترد العبارة في معجم ما استعجم. وفي جمهرة ابن حزم ص ٤٤٦ والحُرقات من جهينة وهم بنو حميس بن عمرو بن ثعلبة بن مودوعة بن جهينة. انظر خبرهم بتفصيل في المقتضب ص ١٠٨ والإصابة.