بعض الأُصول : الأَعْوَج (١) ، وثَبِيرُ الأَحْدَبِ ، قيل : هو المرادُ في الأَحَادِيثِ ، المُخْتَلَفُ فيه : هل هو عن يَمِين الخارِجِ إِلى عَرَفَةَ في أَثناءِ مِنًى أَو عن يَسارِه؟ وفيه ورد :
«أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِيرُ» (٢) ، وثَبِيرُ غَيْنَاءَ (٣) بالغَيْن المُعْجَمة ، وهي قُلَّةٌ على رَأْسِه : جِبالٌ بظاهِرِ مكة ، شَرَّفَها الله تعالَى ، أَي خارِجاً عنها. وقولُ ابنِ الأَثِيرِ وغيرِه : بمكَّةَ ، إِنّمَا هو تَجَوُّزٌ ، أَي بقُرْبِها.
قال شيخُنَا : ذَكَرُوا أَنّ ثَبِيراً كان رجلاً مِن هُذَيْل ، مات في ذلك الجَبَل ، فعُرِفَ به ، قيل : كان فيه سُوقٌ من أَسواقِ الجاهليّة كعُكَاظ ، وهو على يَمِين الذاهِبِ إِلى عَرَفَةَ ، في قول النَّوَوِيِّ ، وهو الذي جَزَمَ به عِياضٌ في المَشَارِقِ ، وتَبِعَه تلميذُه ابنُ قرقول في المَطَالع ، وغيرُهما ، أَي على يَسارِه كما ذَهَب إِلي المُحِبُّ الطَّبَرِيُّ ومَن وافَقَه ، وانْتَقَدُوه ، وصَوَّبُوا الأَوَّلَ ، حتى ادَّعَى أَقوامٌ أَنّهُمَا ثَبِيرَانِ : أَحدُهما عن اليَمِين ، والآخَرُ عن اليَسَارِ واستَبْعَدُوه.
وفي المَراصِد والأَساس : الأَثْبِرَةُ : أَربعةٌ.
قلتُ : وقد عَدَّهم صاحبُ اللِّسان هكذا : ثَبِيرُ غَيْنَاءَ ، وثَبِيرُ الأَعْرَجِ (٤) ، وثَبِيرُ الأَحْدَبِ ، وثَبِيرُ حِرَاءَ ، وقال أَبو عُبَيْدٍ البكريُّ : وإِذا ثُنِّيَ ثَبِيرٌ أُرِيدَ بهما ثَبِيرٌ وحِرَاءٌ (٥). وقال أَبو سعيدٍ السُّكَّرِيُّ في شرح ديوانِ هُذَيْلٍ في تفسيرِ قول أَبي جُنْدَب :
لقد عَلِمَتْ هُذَيْلٌ أَنّ جَارِي |
|
لَدَى أَطْرافِ غَيْنَا مِن ثَبِيرِ |
قال : غَيْنَا : غَيْضَةٌ كثيرةُ الشَّجَرِ.
وثَبِيرٌ : ماءَةٌ (٦) بدِيارِ مُزَيْنَةَ ، أَقْطَعَها رسولُ الله صَلى الله عليه وسلّم شَرِيسَ بنَ ضَمْرَةَ المُزَنِيَّ ، حِين وَفَدَ عليه ، وسَأَلَه ذلك وسَمَّاه شُرَيْحاً ، وهو أَوّلُ مَن قَدِمَ بِصَدَقاتِ مُزَيْنَةَ.
والمَثْبِرُ ، كمَنْزِلٍ : المَجْلِسُ ، وهو مستعارٌ مِن مَثْبِرِ النَّاقَةِ.
والمَنْبِرُ : المَقْطَعُ والمَفْصِلُ.
والمَثْبِرُ : المَوْضِعُ الذي تَلِدُ فيه المرأَةُ ، وفي حديثِ حَكِيم بنِ حِزَام : أَنَّ أُمَّه وَلَدَتْه في الكَعْبَة ، وأَنّه حُمِلَ في نِطْع ، وأُخِذَ ما تحت مَثْبِرِها ، فغُسِل عند حَوْضِ زَمْزَمَ.
المَثْبِرُ : مَسْقَطُ الوَلَدِ ، أَو تَضَعُ النّاقَةُ مِن الأَرضِ ، وليس له فِعْلٌ. قال ابن سِيدَه : أُرَى أَنّما هو من باب المخْدَعِ. وفي الحديث : «أَنَّهُم وجدوا النّاقَةَ المُنْتِجَةَ تَفْحَصُ في مَثْبِرِهَا».
والمَثْبِرُ أَيضاً : مَجْزَرُ الجَزُورِ وفي بعض النُّسَخ : ويُجْزَرُ فيه الجَزُورُ. قال نُصَيْرٌ : مَثْبِرُ النّاقةِ أَيضاً حيث تُنْحَرُ. قال أَبو منصور : وهذا صَحِيحٌ ، ومِن العَرَب مسموعٌ ، ورُبَّمَا قِيل لِمَجلِسِ الرَّجلِ : مَثْبِرٌ. وقال ابنُ الأَثِير : وأَكثرُ ما يُقَال في الإِبل.
وثَبِرَتِ القَرْحَةُ ، كفَرِحَ : انْفَتَحَتْ ونَفِجَتْ (٧) ، وسالَتْ مِدَّتُهَا. وفي حديث مُعَاوِيَةَ : «أَنّ أَبا بُرْدَةَ قال : دَخلتُ عليه حِينَ أَصابَتْه قَرْحَةٌ ، فقال : هَلُمَّ يا ابنَ أَخِي فانْظُرْ ، قال : فنظرتُ (٨) فإِذا هي قد ثَبِرَتْ ، فقلتُ : ليس عليكَ بَأْسٌ يا أَميرَ المؤمنين».
واثْبارَرْتُ عنه : تَثَاقَلْتُ ، وكذا ابْجَارَرْتُ ، وقد تقدَّم ، كذا في نَوادِر الأَعراب.
ويُقَال : هو عَلَى صِيرِ أَمْرٍ ، وثِبَارِ أَمْرٍ ، ككِتَابٍ ، أَي على إِشْرَافٍ مِن قَضَائِه.
* وممّا يُسْتدرَك عليه :
الثَّبْرَةُ : النُّقْرَةُ تكونُ في الجَبَل تُمْسِكُ الماءَ ، يَصْفُو فيها كالصِّهْرِيج ، إِذا دَخَلَها الماءُ خَرَجَ فيها عن غُثَائِه وصَفَا ، قال أَبو ذُؤَيْب :
__________________
(١) في معجم البلدان والتكملة : الأعرج.
(٢) في معجم البلدان : وفي الحديث : كان المشركون إِذا أرادوا الإفاضة قالوا : أشرق ثبير كيما نغير ... أي نسرع إِلى النحر وأغار أي شد العدو وأسرع. قال وأما قولهم : أشرق ثبير ، وثبير جبل ، والجبل لا يشرق نفسه ولكني أرى أن الشمس كانت تشرق من ناحيته فكأن ثبيراً لما حال بين الشمس والشرق خاطبه بما تخاطب به الشمس.
(٣) في معجم البلدان : غينى ، الغين معجمة مقصورة.
(٤) عن معجم البلدان واللسان ، وبالأصل «الأعوج».
(٥) كذا ، ولم ترد العبارة في معجم البكري.
(٦) في معجم البلدان : موضع. وورد في الحديث أنه اسم ماء : انظر النهاية ومعجم البلدان واللسان.
(٧) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : ونفجت ، كذا بخطه ولم توجد في اللسان ، ومرّ للمصنف في ن ف ح نفح العرقُ : سال دمه بالحاء المهملة ، وليحرر».
(٨) في التهذيب : فتحولّت.