وأَتْأَرتُه بالعَصا : ضَرَبتُه ، نقلَه الصَّاغانيّ.
وفي الحديث : «أَنَّ رجلاً أَتاه فأَتْأَرَ إِليه النَّظَرَ» ، أَي أَحَدَّه إِليه وحَقَّقَه ، قال الشاعر :
أَتْأَرْتُهُمْ بَصَرِي والآلُ يَرْفَعُهُمْ |
|
حتَّى اسْمَدَرَّ بِطَرْفِ العَيْنِ إِتْآرِي |
ومَن تَرَكَ الهَمْزَ قال : أَتَرْتُ إِليه النَّظَرَ والرَّمْيَ ، وهو مذكورٌ في ت ور ، وأمّا قولُ الشاعرِ :
إِذا اجْتَمَعُوا عليَّ وأَشْقَذُونِي |
|
فصِرْتُ كأَنَّنِي فَرَأٌ مُتَارُ (١) |
فإِنه أَراد مُتْأَرٌ ، فنَقَلَ حركَةَ الهمزة إِلى التاءِ ، وأَبْدَلَ منها أَلِفاً لسُكُونِهَا وانفِتَاحِ ما قبلَهَا ، فصارتْ «مُتَار». قالَهُ ابن سِيدَه.
وتَأَرَ ، كمَنَعَ : ابْتَهَر ، وفي التَّكْمِلَة : التَّأْرُ : الانْتِهَارُ ، هكذا هو بالنُّون فانْظُرْه.
والتّارَةُ : المَرَّةُ ، ونَقَلَ ، الأَزهَريُّ عن ابن الأَعرابيِّ : التّارةُ : الحِينُ ، تُرِكَ هَمْزُهَا ؛ لكَثرَةِ الاستعمالِ ، قال غيرُه : ج تِئَرٌ بالكسرِ مهموزةً.
ومنه يُقَال : أَتْأَرتُ إِليه النَّظَرَ ، أَي أَدَمْتُه تارةً بعد تارةٍ.
والتُّؤْرُورُ بالضَّمِّ : التَّابِعُ للشُّرَطِيِّ ، وهو الجِلْوازُ ، لأَنه يُتْئِرُ النَّظَرَ إِلى أَوامرِه ، وأَنشدَ ابنُ السِّكِّيت لامرأَةِ العَجّاج (٢) :
تَاللهِ لَوْلَا خَشْيَةُ الأَمِيرِ |
|
وخَشْيِةُ الشُّرْطيِّ والتُّؤْرُورِ (٣) |
لَجُلْتُ بالشَّيخ مِن البَقِيرِ |
|
كجَوَلانِ الصَّعْبَةِ العَسِيرِ |
وقيل : التُّؤْرُورُ : العَوْنُ يكونُ مع السُّلطانِ بلا رِزْقٍ ، وهو العواني ، وذَهَبَ الفارسِيُّ إِلى أَنه تُفْعُولٌ من الأَرّ ، وهو الدَّفْعُ ، وقد ذُكِرَ في موضعه.
[تبر] : التِّبْرُ ، بالكسر : الذَّهَبُ ، كلُّه ، وفي الصّحاح : هو من الذَّهب غير مضروبٍ ، فإِذا ضُرِبَ دَنَانِيرَ فهو عَيْنٌ ، قال : ولا يقال : تِبْرٌ إِلّا للذَّهَب.
وقال بعضُهم : والفِضَّةُ أَيضاً ، وفي الحديث : «الذَّهَبُ بالذَّهَبِ تِبْرِهَا وعَيْنِها ، والفِضَّةُ بالفِضَّةِ تِبْرِهَا وعَيْنِها». أَو فُتاتُهما قبلَ أَن يُصاغَا ، فإِذا صِيغَا فهما ذَهَبٌ وفِضَّةٌ ، وهذا قولُ ابنِ الأَعرابيِّ.
أَو هو ما استُخرِجَ من المَعْدِنِ من ذَهَبٍ وفِضَّةٍ وجميعِ جواهر الأَرضِ قبلَ أَن يُصاغَ ويُسْتَعْمَلَ.
وقيل : هو الذَّهَبُ المَكْسُورُ ، قال الشاعر :
كلُّ قومٍ صِيغَةٌ مِن تِبْرِهِمْ |
|
وبَنُو عبدِ مَنافٍ مِن ذَهَبْ |
وقال ابنُ جِنِّي : لا يُقَال له تِبْرٌ حتى يكونَ في تُرَابِ مَعْدِنِه أَو مُكَسَّراً (٤) ، قال الزَّجّاج : ومنه أُطلِقَ على مُكَسَّر الزُّجاجِ.
وقيل : التِّبْرُ كلُّ جَوْهَرٍ أَرْضِيٍّ يُسْتعمَلُ من النُّحاس ، والصُّفْر ، والشِّبَهِ ، والزُّجاجِ ، والذَّهَبِ ، والفِضَّةِ ، وغيرِ ذلك ، ممّا استُخْرِجَ من المَعْدِنِ قبلَ أَن يُصاغ. ولا يَخْفَى أَن هذا مع ما تقدَّم من قوله : «أَو ما استُخرِجَ» ، واحِدٌ ، قال الجوهريّ (٥) : وقد يُطلَقُ التِّبْرُ على غيرِ الذَّهَبِ والفِضَّةِ من المَعْدِنِيّاتِ ، كالنُّحَاسِ والحَدِيدِ والرَّصاصِ ، وأَكثَرُ اختصاصِه بالذَّهَب ، ومنهم مَن يجعلُه في الذَّهَب أَصلاً ، وفي غيرِه فَرْعاً ومَجَازاً.
والتَّبْرُ ، بالفَتْح : الكَسْرُ والإِهلاكُ ، كالتَّتْبِير ، فيهما ، والفِعْلُ كضَرَبَ و (هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ) (٦) أَي مُكَسَّرٌ مُهْلَكٌ ، وفي حديث عليٍّ كَرَّمَ الله وَجهَه : «عَجْزٌ حاضِرٌ وَرَأْيٌ مُتَبَّرٌ». أَي مُهْلَكٌ (٧).
وتَبَّرَه هو : كَسَّره وأَهْلَكه. وقال الزَّجّاجُ في قوله تعالى :
__________________
(١) بالأصل «قرأمتار» وما أثبت عن هامش المطبوعة المصرية نقلاً عن اللسان ، وفرأ : حمار الوحش.
(٢) وهي الدهناء بنت مسحل كما في التكملة.
(٣) ويروى : «الأترور» وقد ذكره الجوهري في الصحاح في مادة : «ترر» وفسره.
(٤) في اللسان : مكسوراً.
(٥) كذا بالأصل ، والعبارة الآتية لم ترد في الصحاح. وهي في اللسان ، ولا يفهم منه أنها عبارة الجوهري.
(٦) سورة الأعراف الآية ١٣٩.
(٧) ضبط الحديث عن اللسان ، وضبط في النهاية : ورأيٌ مُتَبَّرٌ أي مهِلك. بصيغة اسم الفاعل.