ولا يَنَامُ الضَّيْفُ مِن حِذارِهَا |
|
وقَوْلِهَا الباطِلِ وابْتِهَارِهَا |
قالوا : الابْتِهارُ : قولُ الكَذِبِ ، والحَلِفُ عليه.
وفي المُحكَم : الابْتِهَارُ : أَنْ تَرْمِيَ المرأَةَ بنفسِك وأَنت كاذبٌ.
وابْتَهَرَ : قال : فَجَرْتُ ولم يَفْجُر ، وفي حديث عُمَرَ رضياللهعنه : «أَنَّهُ رُفِعَ إِليه غُلامٌ ابْتَهَرَ جارِيَةً في شِعْرِه ، فلم يُوجَدْ أَنْبَتَ (١) ، فدَرَأَ عنه الحَدَّ». قال : الابْتِهارُ أَن تَقذِفَهَا بنفسِك فتقول : فَعَلْتُ بها ، كاذِباً ، فإِن كان صادقاً قد فَعَلَ فهو الابْتِيَارُ (٢) ، على قَلْبِ الهاءِ ياءً ، قال الكُمَيت :
قَبِيحٌ لِمِثْلِيَ نَعْتُ الفَتَا |
|
ةِ إِمّا ابْتِهاراً وإِمّا ابْتِيارَا |
وقيل : ابْتَهَرَ ، إِذا رَماه بما فيه ، وابْتَأَرَ ، إِذا رَماه بما ليس فيه.
وفي حديث العَوّام : «الابتهارُ بالذَّنْبِ أَعظمُ مِن رُكُوبِه».
وهو أَن يقوَل فعلتُ ، ولم يَفعل ؛ لأَنه لم يَدَّعِه لنفسِه إِلّا وهو لو قَدَرَ فَعَلَ ، فهو كفاعله بالنِّيَّةِ ، وزادَ عليه بقبحه وهَتْكِ سِتْرِه ، وتَبَجحِه (٣) بذَنْبٍ لم يَفْعَلْه.
ويقال : ابْتَهَرَ في الدُّعَاءِ إِذا تَحَوَّب وجَهَدَ ، وكذلك يقال : ابْتَهَلَ في الدُّعاءِ ، وهذا مّما جُعِلَتِ الّلُام فيه راءً. أَو ابْتَهَرَ في الدُّعاءِ ، إِذا كان يَدْعُو كلَّ ساعة ، ولا يَسْكُتُ عنه ، قالَه خالدُ بنُ جَبْةَ ، وقال خالدُ بنُ جَنْبَةَ : ابْتَهَرَ في الدُّعاءِ ، إِذا كان لا يُفَرّطُ عن ذلك ولا يَثْجا (٤) ، قال : لا يَثْجا (٤) : لا يُسْكَتُ (٥) عنه.
وابْتَهَرَ : نامَ على ما خَيَّلَ ، وفي التَّكْمِلَة : على مَا خَيَّلتْ. وابْتَهَرَ لفلانٍ وفيه ، أَي في فلانٍ ، إِذا لم يَدَعْ جَهْداً ممّا له أَو عليه ، نقله الصاغانيّ.
وابْتَهَرَ ، إِذا بالَغَ في شيْءٍ ولم يَدَعْ جَهْداً.
ويقال : ابْتُهِرَ فلانٌ بفُلانةَ بالضمِّ ، أَي مَبْنِياً للمجهول : شُهِرَ بها.
وتَبَهَّرَ الإِناءُ : امتلأَ ، قال أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
مُتَبَهِّراتٍ بالسِّجالِ مِلاؤُهَا |
|
يَخْرُجْنَ مِن لَجَفٍ لها مُتَلَقِّمِ |
ومن المَجاز : تَبَهَّرَتِ السَّحابةُ إِذا أَضاءَتْ ، قال رجلٌ مِنَ الأَعرابِ ، وقد كَبِرَ وكان في داخِلِ بيتِه ، فمَرَّتْ سحابةٌ : كيف تراها يا بُنَيّ؟ فقال : أَراها قد نَكَّبَتْ وتَبَهَّرَتْ.
نَكَّبَتْ : عَدَلَتْ.
وباهَرَ مُبَاهَرَةً وبِهَاراً : فاخَرَ.
وباهَرَ صاحِبَه فبَهَره : طاوَلَه (٦).
وانْبَهَرَ السَّيْفُ : انْكَسَرَ نِصْفَيْنِ ؛ مأْخوذٌ من البُهْرَةِ : الوَسَطِ.
وابْهَارَّ النَّهَارُ ، وذلك حين ترْتفع الشمسُ.
وابْهَارَّ اللَّيْلُ ابْهِيراراً ، إِذا انْتَصَفَ ، قاله الأَصمعيُّ ، مأْخوذٌ من بُهْرَةِ الشَّيْءِ ، وهو وَسَطُه.
أَو ابْهَارَّ الليلُ : تَرَاكَبَتْ (٧) ظُلْمَتُه.
أَو ابْهَارَّ : ذَهَبَتْ عامَّتُه وأَكثرُه أَو بَقِيَ نحوٌ منِ ثُلُثِه ، وهما قولٌ واحدٌ ؛ فإِنه إِذا ذهبتْ عامَّتهُ وأَكثرُه فلا يَبْقَى إِلَّا نحوُ ثُلُثِه ، ف «أَوْ» هُنَا ليس للتَّرْدِيد كما لا يَخْفَى. وقال أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ : ابْهِيرارُ الليلِ : طلوعُ نُجُومِه ، إِذا تَتامَّتْ واستنارَتْ ؛ لأَنَّ الليلَ إِذا أَقبلَ أَقبلتْ فَحْمَتُه ، وإِذا استنارتِ النُّجُومُ ذهبتْ تلك الفَحْمَةُ ، وبكلِّ ما ذُكِرَ فُسِّرَ الحديثُ : «أَنه صَلى الله عليه وسلّم سارَ (٨) حتى ابْهارَّ الليلُ». والباهِراتُ : السُّفُنُ ، سُمِّيَتْ بذلك لِشَقِّها الماءَ وغلبَتِها عليه.
__________________
(١) كذا بالأصل واللسان ، وفي التهذيب : «فلم يوجد الثبت» والثبت الحجْة ، وما في الأصل صحيح ، يقال : أنبت الغلام بلغ مبلغ الرجال.
(٢) عن التهذيب ، وبالأصل «الابتئار» بالهمزة. ووردت «ابتئار» أيضاً في الشاهد وصححت من التهذيب «ابتيار».
(٣) في المطبوعة الكويتية : «وتبحبحه» تحريف.
(٤) كذا بالأصل ، وضبطت في التهذيب : «لا يُثجى ... لا يُثجى» وفي اللسان : لا يَثجو ... لا يثجو».
(٥) ضبطت عن التهذيب. وضبطت في اللسان بالبناء للمعلوم.
(٦) عبارة الأساس : وطاول الرجل صاحبه فبهره أي طاله.
(٧) على هامش القاموس من نسخة أخرى : تراكمتْ.
(٨) في التهذيب واللسان : «سار ليلة» وفي النهاية فكالأصل بحذف «ليلة».