وقوع المواجهة بين قريش وبين النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم أوبعد الهجرةإلى الحبشة فهو أول من أسلم بعد هذه المواجهة أو الهجرة على الظاهر.
وأن ملكاً كان يكلم رسول الله حين المعراج بصوت أبى بكر وقد صرح الحفاظ بكذب طائفة من تلك الروايات (١).
قال العلامة الامينى : لماذا تلك الوحشة؟ ولماذا ذلك الأنس؟ وهو صلىاللهعليهوآلهوسلم فى ساحة القدس الربوبى وكان لا يأنس إلا بالله وكانت نفسه القدسية فى كل آناته منعطفة إليها فهل هو يستوحش إذا حصل فيها؟ وهى أزلفت مباءة إلى المولى سبحانه لاتقل غيره حتى أن جبرئيل الأمين النكفئ عنها فقال : إن تجاوزت احترقت بالنار. لما جذبه الله تعالى إليها وحفته قداسة إلهية تركته مستعدا لتلقي الفيض الأقدس وهل هناك وحشة لمثله صلىاللهعليهوآلهوسلم يسكنها صوت أبى بكر؟ وهل كانت له صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو فى مقام الفناء لفته إلى غيره جلت عظمته حتى يأنس بصوته؟ لا ها الله وما كان قلب النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم يقل غيره سبحانه فهو مستأنس به ومطمأن بآلائه فلا مدخل فيه لأى أحد يطمأن به وما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه ولقد رآه بالأفق المبين فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى؟ ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى ما زاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى ولم تبرح نفسه الكريمة مطمأنة ببارئها حتى خوطب بقوله سبحانه : (يأيها النفس المطمئنة إرجعى إلى ربك راضيةً مرضيةً) (٢) هذا مبلغ الرواية من نفس الأمر لكن الغلو فى الفضائل آثر أن يعدوها من فضائل الخليفة وإن كانت مقطوعة عن الإسناد (٣).
________________
١. السيد جعفر مرتضى الصحيح من سيرة النبى الأعظم (ص) ج ٣ ص ١٥.
٢. سورة الفجر : ٢٧ و ٢٨.
٣. الشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب : ج ٧ ص ٢٩٤.