المقعى على أنقاض مستوى الخلافة فنسائل القوم عن الذى أوجب له هذا المقام
الشامخ أهو أصله الزاكة تلك الشجرة الملعونة فى القرآن ولسان نبيه؟ أم فرعه الغاشم
الظلوم؟ أم دؤبه على الكفر إلى ما قبل وفاة النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم بأشهر قلائل؟ أم محاربته خليفة وقته المفترضة طاعته
عليه؟ وقد بايعه أهل الحل وبوائقه أيام استحواذه على الملك؟ من قتل الأبرياء
الأخيار كحجر بن عدى وأصحابه؟ إنه قتل جماعة من الأبرياء والصالحين من الصحابة
وغيرهم منهم « حجربن عدى » الصحابى الجليل حين أنكر على عمال معاوية سب على بن أبى
طالب عليهالسلام كما ذكره ابن حجر فى « الإصابة » بأنه قتل « بمرج عذراء
» بأمر معاوية وقال الذهبى وكان مع حجر عشرون رجلاً فقتل عشرة منهم مع حجروقال
الطبرى فى تاريخ وابن الأثير فى « الكامل » فى ترجمة « عبدالرحمن بن خالد بن
الوليد » وكان سبب موته انه كان قد عظم شأنه عند أهل الشام ومالوا إليه لما عنده
من آثار أبيه ولغنائه فى بلاد الروم وشدة بأسه فخافه معاوية وخشي منه وأمر إبن
أثال النصرانى ان يحتال فى قتله وضمن له أن يضع عند خراجه ماعاش وان يوليه جباية
خراج حمص فلما قدم عبدالرحمن من الروم دس إليه إبن أثال شربة مسمومة مع بعض
مماليكه فشربها فمات بحمص فوفى له معاوية بما ضمن له.
وممن قتل بأمر
من معاوية : « محمد بن أبى بكر ». قال الذهبى سير معاوية من الشام معاوية بن حديج
على مصر وعلى حرب محمد فالتقى الجمعان فكسره أبو حديج وانهزم عسكر محمد واختفى هو
بمصر فى بيت امرأة فدلت عليه فقال احفظونى لأبى بكر فقال معاوية بن حديج قتلت
ثمانين رجلاً من قومى فى دم عثمان وأتركك وأنت صاحبه فقتله ثم جعله فى بطن حمار
وأحرقه.