وشتان بين هذه الرواية وإنكارهم على إبن حبان قوله : البنوة العلم والعمل. فحكموا عليه بالزندقة وهجر وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله وذلك أن النبوة موهبة من الله تعالى لمن اصطفاه من عباد والله يعلم حيث يجعل رسالته ولاحيلة للبشر فى اكتسابها أبداً وإن بلغ من العلم والعمل أى مرتبة رابية وليت رواة السوء كانوا قد أجمعوا آرائهم على حديث الأرز ولم يعدوه ولم يهبوا النبوة لمثل معاوية وكان فيه غنى وكفاية فى عرفان النبوة وفضلها وهو : لو كان الأزر حيواناً لكان آدمياً ولو كان آدمياً لكان رجلاً صالحاً ولو كان صالحاً لكان نبياً ولوكان نبياً لكان مرسلاً ولو كان مرسلاً لكان أنا ومن العجب أن تفنيد الحفاظ لهذه الروايات لم يعد ناحية السند مع أن متونها أدل على وضعها لكنهم لايهمهم أن يكون مثل معاوية معرفاً بتلك الحدود مع ما يصادمها من نواميس مطردة أو عزنا إلى يسير منها نعم : هى شنشنة أعرفها من أخزم. (١)
[٩٧] ١٠. عن عبدالله بن عمر قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « الان يطلع عليكم رجل من أهل الجنّة فطلع معاوية : فقال أنت يا معاوية منىّ وأنا منك لتزاحمى على باب الجّنة كهاتين وأشار بإصبعيه ». (٢)
رووا هذه الاكذوبة بطريقين :
أما الطريق الاول : فرواه ابن عساكر فى تاريخه والذهبى فى ميزانه عن ابن عمر (٣) وفيه اسماعيل بن عياش وعبدالرحمن بن عبدالله بن دينار وأبيه و
________________
١. الشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣٠٨ ـ ٣١٠.
٢. إبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٥٩ ص ٩٨ والشيخ الأمينى الغدير فى الكتاب والسنة والأدب ج ٥ ص ٣١٤ سلسلة الموضوعات على النبى الأمين ح ٣٩.
٣. إبن عساكر تاريخ مدينة دمشق ج ٥٩ ص ٩٨ ـ ١٠٠ الذهبى ميزان الإعتدال فى نقد الرجال ج ١ ص ٤٩٥ وابن حجر العسقلانى لسان الميزان ج ٢ ص ٢٥٤.