هذا الحديث بعد مدة فى جزء على ما ذكره إسماعيل بن المثنى الأستر آبادى ، لاحتمال كون صاحب الجزء قد سمع الحديث من الأسترآبادى المذكور ومن هنا ذكر ابن حجر هذا الحديث شاهداً على اتهام إسماعيل الأسترآبادى. (١)
ولقد ضعف الحافظ السخاوى هذا الحديث وأمثاله من الموضوعات المختلفة المختلفة فى مدح الثلاثة أو الأربعة فقد قال : « وأورده صاحب الفردوس وتبعه ابنه المذكور بلا إسناد عن ابن مسعود رفعه : أنا مدينة العلم وأبوبكر أساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلى بابها وعن أنس مرفوعا : أنا مدينة العلم ومعاوية حلقتها وبالجملة فكلها ضعيفة وألفاظ أكثرها ركيكة ». ولا يخفى أن ذكر ابنه هذا الحديث بلا إسناد ـ مع أن موضوع كتابه (مسند الفردوس) ذكر أسانيد كتاب والده الفردوس ـ من أقوى الشواهد على كون الحديث موضوعاً فلو وجد الابن سنداً لهذا الحديث ولو ضعيفاً لأورده مثل كثير من الأسانيد الضعيفة الواردة فى مسند الفردوس ... وأنى للديلمى ذلك وأين!! (٢)
وابن حجر نفسه يضعف هذا الحديث فقد جاء فى كتاب (الفتاوى الحديثية) : « وسئل : أن النبى صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أنا مدينة العلم وأبوبكر وأساسها وعمر حيطانها وعثمان سقفها وعلى بابها هل الحديث صحيح أم لا؟ فأجاب : الحديث رواه صاحب مسند الفردوس وتبعه ابنه إسناد عن ابن مسعود مرفوعاً وهو حديث ضعيف كحديث أنا مدينة العلم وعلى بابها ومعاوية حلقتها فهو ضعيف أيضاً ». (٣)
________________
١. السيد علي الميلانى نفحات الأزهار فى خلاصة عبقات الانوار فى الرد على التحفة الاثنى عشرية : ج ١٢ ص ٧٢.
٢. المصدر ص ١٥٦.
٣. المصدر ص ١٥٧.