وقالت : ماءُ كُلِّ رَكِيَّة عِدٌّ ، قَلَّ أَو كَثُرَ.
والعِدُّ : الكَثْرَةُ في الشَّيْءِ ، يقال : إِنَّهم لَذُو عِدٍّ وقِبْص.
وفي الحديث «يَخْرُجُ جَيْشٌ من المَشْرِق آدَى شيْءٍ وأَعَدُّه» أَي أَكثَرُه عِدَّةً وَأَتَمُّه وأَشدُّه استعداداً.
والعِدُّ : القَدِيمُ ، وفي بعض الأُمَّهات (١) : القَديمة من الرَّكايا وقد تقدَّم قولُ الكلابِيَّةِ.
وفي المحكم : هو من قولِهم : حَسَبٌ عِدٌّ : قَديمٌ. قال ابن دُرَيْد : هو مُشْتَقٌّ من العِدِّ الذي هو الماءُ القَدِيمُ الذي لا يَنْتَزِحُ ، هذا الذي جَرَت العادةُ به في العِبَارةِ عنه.
وقال بعض المُتَحَذِّقِينَ : حَسَبٌ عِدٌّ : كَثِيرٌ ، تَشْبِيهاً بالماءِ الكَثِيرِ. وهذا غيرُ قَوِيٍّ وأَن يكونَ العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ ، وأَنشد أَبو عبيدةِ :
فَوَرَدَتْ عدًّا من الأَعدادِ |
|
أَقْدَمَ مِن عادٍ وقَوْمٍ عادِ |
وقال الحُطَيْئةُ :
أَتَتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأْيٍ وإِنَّما |
|
أَتَتْهُمْ بها الأَحْلَامُ والحَسَبُ العِدُّ |
والعَدَدُ : المَعْدُودُ ، وبه فُسِّرت الآيةُ (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (٢) وقد تقدَّم ، والعَدَدُ مِنْكَ : سِنُو عُمُرِكَ الّتي تَعُدُّهَا : تُحْصِيها.
وعن ابن الأَعْرَابِيِّ قال : قالت امرأَةٌ ، ورأَتْ رَجُلاً كانَتْ عَهدَتْهُ شابًّا جَلْداً : أَين شَبَابُكَ وَجَلَدُك؟ فقال : مَن طالَ أَمَدُه ، وكَثُرَ وَلدُه ، ورَقَّ عَدَدُه ، ذَهَبَ جَلَدُه.
قوله : رَقَّ عَدَدُه ، أَي سِنُوه التي يَعُدُّها (٣) ذَهَبَ أَكثَرُ سِنِّه ، وقَلَّ ما بَقِيَ فكانَ عِنْدَه رَقِيقاً.
والعَدِيدُ : النِّدُّ والقِرْنُ ، كالعِدِّ ، والعِدَادِ ، بكسرهما يقال : هذه الدَّراهِمُ عَدِيدُ هذِه الدراهِمِ ، أَي مِثْلُهَا في العِدَّةِ ، جاءُوا به على هذا المِثَال من باب الكَمِيعِ والنَّزِيعِ.
وعن ابن الأَعرابيِّ : يُقَال : هذا عِدَادُه وعِدُّه ، ونِدُّه ونَدِيدُه ، وبِدُّه وبَدِيدُهُ ، وسِيُّه ، وزِنُه وزَنُه ، وَحَيْدُه وحِيدُه ، وعَفْرُه ، وَغفْرُه ، ودَنُّه (٤) ، أَي مِثْلُه وقِرْنُه. والجمع الأَعْدَاد ، والأَبدَادُ ، قال أَبو دُوادٍ :
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوَةِ الأَعْ |
|
زَابِ ليس لها عَدائِدْ (٥) |
وجَمْعُ العَدِيدِ : العَدَائِدُ ، وهم النُّظَرَاءُ ، ويقال : ما أَكْثَرَ عَدِيدَ بني فلانٍ. وبَنُو فلانٍ عَدِيدُ الحَصَى والثَّرَى ، إِذا كانُوا لا يُحْصَوْنَ كثرةً ، كما لا يُحْصَى الحَصَى والثَّرَى ، أَي هم بِعَدَدِ هذينِ الكَثِيريْنِ.
والعَدِيدُ من القَوْمِ : مَنْ يُعَدُّ فِيهِمْ وليس معهم ، كالعِدَادِ.
والعَدِيدةُ : الحِصَّةُ ، قاله ابنُ الأَعْرَابِيّ. والعِدَادُ : الحِصَصُ ، وجَمْعُ العَدِيدة : عَدائِدُ ، قال لَبِيد :
تَطِيرُ عَدَائِدُ الأَشْرَاكِ شَفْعاً |
|
وَوِتْراً والزَّعَامةُ للغُلامِ |
وقد فَسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ ، فقال : العَدَائِدُ : المالُ والمِيرَاثُ ، والأَشْرَاكُ : الشَّرِكَةُ ، يَعْنِي ابنُ الأَعرابِيّ بالشَّرِكَة جمْع شَرِيك ، أَي يَقتسمونها بينهم ، شَفْعاً وَوِتراً ، سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ ، وَسهْماً سَهْماً ، فيقول : تَذْهَبُ هذه الأَنْصِباءُ على الدَّهْرِ ، وتَبْقَى الرِّياسَة لِلوَلَدِ.
والأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ ، وهي ثلاثةٌ بعدَ يَومِ النَّحْرِ.
وأَمَّا الأَيامُ المَعْلُوماتُ فعَشْرُ ذِي الحِجَّةِ ، عُرِّفَتْ تلك بالتَّقْلِيلِ ، لأَنَّها ثلاثةٌ. وعُرِّفَت هذه بالشُّهْرَةِ ، لأَنَّهَا عَشَرةٌ.
وإِنما قُلِّل بِمَعْدُودةٍ لأَنَّهَا نَقِيضُ قولِكَ لا تُحْصَى كَثْرةً. ومنه (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) (٦) أي قليلةٍ. قال الزِّجّاجُ : كُلُّ عَدَدٍ ، قَلَّ أَو كَثُرَ ، فهو مَعْدُودٌ. ولكنَّ
__________________
(١) وهي عبارة التهذيب واللسان ، و «القديم» عبارة التكملة.
(٢) سورة الجن الآية ٢٨.
(٣) اللسان : بعَدِّها.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله وزنه أي بكسر أوله وفتحه ، وقوله : وعفرة وغفرة ودنة كذا باللسان وليحرر» وفي التهذيب : وزنُّه وزَنُّه بتشديد النون. وفيه أيضاً : وغَفْره وغَفَره. ودِنّه بكسر الدال.
(٥) فسّره ثعلب فقال : شبهها بعصا المسافر لأنها ملساء ، فكأن العدائد هنا العُقد ، وقال الأزهري : معناه ليس لها نظائر (عن اللسان).
(٦) سورة يوسف الآية ٢٠.