اسمٌ للجَمْع ، وقال الأَخفشُ هو جَمْعٌ ، وجج ، أَي جمع الجمْع : شُهُودٌ ، بالضمّ
وأَشْهَادٌ ، ويقال إِن فَعْلاً بالفَتْح لا يُجمَع على أَفعال
إِلّا في الأَلفاظ الثلاثة المعلومة لا رابعَ لها ، نقله شيخُنَا.
واستَشْهَدَهُ : سأَله الشَّهَادةَ ، ومنه لا
أَسْتَشْهِدُه كاذِباً. وفي
القرآن : (وَاسْتَشْهِدُوا
شَهِيدَيْنِ) واستشهدتُ فُلاناً على فلانٍ : سأَلْته إِقامَةَ شَهادةٍ احتَمَلها. وأَشهَدْت الرجُلَ على إِقرارِ الغَرِيمِ ، واستَشهَدْته ، بمعنًى واحدٍ. ومنه قوله تعالى : (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ) أَي
أَشْهِدُوا شاهِدَيْنِ.
والشَّهِيدُ وتُكْسَرُ شِينُه ـ قالَ اللّيْث : وهي لُغَة بني تميم ، وكذا كُلّ
فَعِيلٍ حَلْقِيِّ العَيْنِ ، سواءٌ كان وصفاً كهذا ، واسماً جامداً كرغِيف
وبعِير. قال الهَمْدانيُّ في «إِعراب القرآن» : أَهلُ الحجاز وبنو أَسَدٍ يقولون :
رَحِيم ورَغيف وبَعير ، بفتح أَوائِلِهِنَّ. وقَيس ، ورَبِيعَة ، وتَمِيم ، يقولون
: رِحِيم ورِغِيف وبِعِير ، بكسر أَوائلهنّ. وقال السُّهَيْليُّ في «الروض» : الكسر
لغةُ تَمِيمٍ في كلِّ فَعِيلٍ عَيْنُ فعْله همزةٌ أَو غيرُهَا من حُرُوف الحَلْق ،
فيكسرون أَوّله ، كرِحِيم وشِهِيد. وفي «شرح الدُّرَيْدِيَّة» لابن خالويه : كل اسمٍ على
فَعِيل ثانيه حرْفُ حَلْقٍ يجوز فيه إِتباعُ الفاءِ العَيْنَ ، كبِعِير وشِعِير
ورِغِيف ورِحِيم. وحكى الشيخُ النّووِيُّ في «تحريره» عن الليث : أَنَّ قوْماً من
العرب يقولون ذلك وإِن لم يكن عينُه حَرْفَ حلْق ، ككِبِير وكِرِيم وجِلِيل
ونحْوِه. قلت : وهم بَنُو تَمِيم. كما تقدَّم. ـ الشَّاهِدُ وهو العالِم الّذي يُبيِّنُ ما عَلِمَه. قاله ابن سيده.
والشَّهِيدُ ، في أَسماءِ الله تعالى : الأَمينُ في شَهادَةٍ ، ونصّ التكملة : في
شهادَتِه *. قاله أَبو
إِسحاق وقال أَيضاً : وقيل : الشَّهِيد ، في أَسمائِهِ تعالى : الذي
لا يَغِيبُ عن عِلْمِهِ شَيْءٌ والشَّهِيدُ : الحاضِرُ. وفَعِيلٌ من أَبْنِيَةِ المبالغةِ في فاعِل
، فإِذا اعتُبِر العِلمُ مُطْلَقاً فهو العَلِيمُ ، وإِذا أُضِيفَ إِلى الأُمُورِ
الباطِنَةِ فهو الخَبِيرُ ، وإِذا أُضِيفَ إِلى الأُمورِ الظاهِرَةِ فهو الشَّهِيدُ. وقد يُعْتَبَرُ مع هذا أَن يَشْهَدَ على الخَلْقِ يومَ القيامَة.
والشَّهِيد ، في الشَّرْع : القَتِيل
في سَبِيلِ الله واختُلِف في سبب تَسميته فقيل : لأَنَّ
ملائِكَةَ الرَّحْمَةِ
تَشْهَدُهُ ، أَي تَحْضُر
غُسْلَه أَو نَقْلَ رُوحِهِ إِلى الجَنَّة ، أَو
لأَنَّ الله*
وملائِكَتَه
شُهودٌ له
بالجَنَّةِ ، كما قاله
ابن الأَنبارِيّ. أَو لأَنّهُ
مِمَّن
يُسْتَشْهَدُ
يومَ القِيَامَةِ مع النّبيِّ ، صلىاللهعليهوآلهوسلم على الأُمَمِ الخالِيَةِ التي كَذَّبت أَنبياءَها في الدُّنيا. قال الله عزوجل : (لِتَكُونُوا شُهَداءَ
عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) وقال أَبو إِسحاق الزَّجَّاج : جاءَ في التفسير أَنَّ
أُمَمَ الأَنبياءِ تُكَذِّبُ في الآخرةِ مَن أُرسِلَ إِليهم فيَجْحَدُون أَنبياءَهُم ، هذا فيمن
جَحَدَ في الدُّنْيا منهم أَمْرَ الرُّسلِ ، فتَشْهَدُ أُمَّةُ محمّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم بصِدْق الأَنبياءِ ، وتَشْهَدُ عليهم بتَكْذِيبِهم ، ويَشهَدُ النَّبيُّ ، صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لهذه الأُمّةِ بصِدْقِهِم. قال أَبو منصور : والشَّهادةُ تكون للأَفضلِ فالأَفضلِ من الأُمّةِ ، فأَفْضَلُهم مَن
قُتِلَ في سبيلِ اللهُ ، مُيِّزُوا عن الخَلْق بالفَضْل ، وبيَّن الله أَنَّهُم (أَحْياءٌ [عِنْدَ رَبِّهِمْ]) (يُرْزَقُونَ.
فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) ثم يَتْلُوهُم في الفَضْلِ مَن عَدَّه النَّبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم شَهِيداً ، فإِنه قال : «المَبْطُونُ شَهِيدٌ ، والمَطْعُون
شَهِيد» قال : ومنهم أَن
تموتَ المَرْأَةُ بِجُمْع. وقال ابن الأُثير : الشَّهِيد في الأَصل : من قُتِلَ مُجَاهِداً في سَبِيلِ اللهِ ،
ثمّ اتُّسِعَ فيه فأُطْلِقَ على مَن سَمَّاه النَّبيُّ ، صلىاللهعليهوآلهوسلم ، مِن المَبْطُون والغَرِقِ والحَرِقِ وصاحِب الهَدْم وذاتِ الجَنْب وغيرهم.
أَو لِسُقُوطِهِ على
الشَّاهِدَةِ
، أَي الأَرضِ ، نقله
الصاغانيُّ أَو لأَنّه حَيُّ لم يَمُتْ ، كأَنّه
عِنْدَ رَبّهِ
شاهدٌ ، أَي حاضِرٌ ، كذا جاءَ عن النَّضْر بن شُمَيْل. ونقله عنه أَبو
داوود. قال أَبو منصور : أُراه تَأَوَّلَ قولَ اللهِ عَزَّ وجلُّ : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي
__________________