الجُلْذِيُّ : الحجَرُ : صَرَّحَ به ابنْ سِيده ، وذكره الصاحبُ بن عبَّاد في كتاب الأَحجار.
وإِنه لَيُجْلَذُ بكُلِّ خَيْرٍ ، أَي يُظَنُّ به ، وقد مرّ في الدال.
ونَبْتٌ مُجْلَوِّذ ، إِذا لم يَتمكَّن منه السِّنُّ لِقِصَرِه فَلَسَّتْه الإِبلُ.
* ومما يستدرك عليه :
[جنذ] : الجُنْذُوَة ، بالضَّمِّ : رأْسُ الجَبل المُشْرِف ، لغة في الخُنْذُوَة بالخَاءِ ، هكذا وُجِدَ في بعض نُسخِ كتاب سِيبويه.
[جنبذ] : الجُنْبُذُ ، بالضمِّ ، كالْجُلَّنَارِ من الرُّمَّانِ. قال شيخنا : في العبارة قَلَقٌ أَوجَبَه التشبيهُ ، إِذ الأَكثر أَن الجُنْبُذ هو الجُلَّنَار ، وكلامه يَقتضِي أَنه غيرُه ، وفي كتاب «ما لا يسع» وغَيْرِه : الجُنْبُذُ : وَرْدُ شَجَرَةٍ قبل أَن يَتفتَّحَ ، وقد سُمِّيَ شَجَرُ الرُّمَّانِ جُنْبُذاً. ومن مَحَاسن الصاحب بن عَبَّادٍ التي أَبدعَ فيها قولُه يُشَبِّه الرَّقِيبَ والمَحْبُوبَ بالّذِي وصِلَتِه :
ومُهَفْهَفٍ ذِي وَجْنَةٍ كالجُنْبُذِ |
|
وَسِهَامِ لَحْظٍ كالسِّهَامِ النُّفَّذِ |
قَدْ قُلْتُ مُنْذُ مُرَادِ نَفْسِي فِي الهَوَى |
|
ومَلَكْتُه لَوْ لَمْ يَكُنْ صِلَةَ الذِي |
قلت : إِنما مُرَاد المُصَنِّف الإِطلاق ، ومعنى عبارته هكذا : الجُنْبُذ ، بالضمّ : المُرْتفِعُ من كُلِّ شَيْءٍ كالجُلّنار من الرُّمَّان وغيره ، كما فسَّرَه غيرُ واحدٍ من أَئمة اللغةِ ، وأَمَّا تَسمِيَة الجُلّنار جُنْبُذاً إِنما هو من بابِ التَّخْصِيص ، لارتفاعه واستدارته ، وإِلّا فكُلُّ مُرْتَفِع مُستديرٍ يُسمَّى جُنْبُذاً ، سواءٌ كان من الجُلّنار أَو غيره ، ويدُّلُّك على ذلك أَنه مُعرَّب عن كُنْبُد بالفارسية ، اسمٌ لكُلِّ مُستديرٍ من الأَبْنِيَة والآزَاجِ ، كالقُبَّة ، وقد أَسْلَفْنَا في جَبَذ ما يُؤَيّد ما ذَهَبْنَا إِليه ، فراجِعْه.
وجُنْبُذُ بنُ سَبُعٍ ، هكذا مُكَبَّراً في نُسختنا ، وفي بعضها مُصغَّراً ، أَو سِبَاعٍ واختُلِف في اسمه أَيضاً كاسم أَبيه ، فقيل : جُنْبُذ ، كما هو هنا ، وقيل : جُنْدُب ، وقيل : جُنَيد ، مُصغَّراً لِجُنْد ، وقيل : حَبِيب مُكَبَّراً ، وهو أَرجح الأَقوالِ ، وهكذا ذكره الذهبيُّ في التجريد ، قَاتَلَ النبيُّ صلىاللهعليهوآلهوسلم البُكْرَةَ كافِراً ، وقاتَلَ مَعَهُ العَشِيَّةَ مُسْلِماً.
أَخرجَه الطَّبرانيّ عنه بسَنده ، وكان ذلك في الحُدَيْبِيَة ، وكُنَيتُه أَبو جُمْعَة ، وبها اشتهَرَ ، واختُلِف في نَسبِه ، فقيل : كِنَانِيٌّ ، وقيل : أَنصاريٌّ ، فراجِعْه في الإِصابة.
وذُكِرَ باقِي مَعَانِيه في ج ب ذ ، وهذا موضعه أَي بِناءً على أَن النون فيه أَصليّة ، قال شيخنا : وإِذا كان هذا موضِعَه فما معنى تَعَرُّضِه لمعانيه هناك وعَدَمِ التنبيه عليه ، والأَكثرون على زيادة النون ، والله أَعلم.
* ومما يستدرك عليه :
أَبو الفضل محمّد بن عُمر بن محمّد الجُنْبُذِيُّ الأَديب ، وشيخ الإِقراءِ بِسمرْقَنْدَ شهاب الدّين أَبو أَحمد مُحمّد بن محمد بن عُمر بن الخَالِديّ الجُنْبُذِيّ ، وابنه شمْس الدينِ أَبو محمود ، مُحدِّثون.
[جوذ] : الجُوذيُّ ، بالضمِّ ، أَهمله الجوهريّ ، وهو الكِساءُ ، وبه فُسر بيتُ أَبي زُبيْدٍ :
حتَّى إِذا ما رأَى الأَبْصارَ قدْ غَفَلتْ |
|
واجْتَابَ مِنْ ظُلْمَةٍ جُوذِيَّ سَمُّورِ |
أَراد جُبَّةَ سَمُّورٍ ، لسواد السَّمُّور ، وهي نبطِيَّة.
والجُوذِيَاءُ ، بالمَد : مِدْرَعَةٌ مِن صُوفٍ للمَلَّاحِينَ ، وبه فُسِّر البيت المذكور أَيضاً ، وأَن الجُوذِيّ مُعَرَّب عن جُوذِيَاءَ.
* ومما يستدرك عليه :
أَبو الجُوذِيّ كُنْيَةُ رَجُلٍ قال :
لَوْ قَدْ حَدَاهُنَّ أَبُو الجُوذِيِّ |
|
بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِيِّ |
مُسْتَوِيَاتٍ كَنَوَى البَرْنِيِّ
وقيل : إِنه بالدال المهملة ، وقد تقدَّمَ.
قلت : وهو راجز مشهور.
[جهبذ] : الجِهْبِذُ ، بالكَسر ، ولو مَثَّله بِزِبْرِجٍ كان أَحسن ، لأَن الثالث قد لا يَتْبَعُ الأَوَّل في الحركات ، دائماً ، كدِرْهَمٍ مثلاً وضِفْدَع : النَّقَّادُ الخَبِيرُ بِغوامِض الأُمور ، البارعُ العارِفُ بطُرِق النَّقْدِ ، وهو مُعَرَّب ، صرَّح به الشّهابُ وابن التِّلِمْسَانِيّ ، وكان ينبغِي التنبيهُ عَليه.
* ومما يستدرك عليه :