وقال مِسْعَرٌ الشاعِرُ : فيه مَوْضِعٌ تَكْسِيرُه ثَلَاثَةُ أَجْرِبَةٍ ـ جَمْعُ جَرِيبٍ ، يقال : ـ فيه مَوْقِفُ رَجُلٍ مَنْ دَعَا فيه اسْتُجِيبَ له كائناً ما كان ، وفيه تُعْقَد أَعْلَام المُحَمِّرة المَعْرُوفين بالخُرَّمِيَّة ، ومنه خَرَج بابَكٌ ، وفيه يتَوقَّعُونَ المهدِيَّ وتَحْتَه نَهْرٌ عَظِيمٌ إِن اغْتَسَلَ فيه صاحِبُ الحُمَّيَاتِ العَتِيقَةِ قَلَعَهَا وإِلى جانبه نَهرُ الرُّوس (١) ، وبها تِينٌ عَجِيبٌ وزَبِيبُهَا يُجَفَّفُ في التَّنَانير ، لأَنه لا شَمْسَ عِندَهم لكثرَةِ الضَّبَابِ ، ولم تَصْحُ السماءُ عندَهم قَطّ ، كذا في المُعْجم لِياقوت.
وفَذٌّ بَذٌّ : فَرْدٌ ، وقد تَقدَّم عن ابن الأَعرابيّ وكذا أَحَذُّ أَبَذُّ نقله الصاغانيّ.
وقد بَذِذْتَ بعْدِي يا رجلُ ، كعَلِمْتَ ، تَبَذُّ بَذَاذَةً وبَذَاذاً (٢) بالفتح فيهما ، وبِذَاذاً ، بالكسر ، وبُذُوذَةً ، بالضمّ : ساءَتْ حَالُك ورَثَّتْ هَيْئَتُك ، وفي الحديث «البَذَاذَةُ من الإِيمان» هي رَثَاثَةُ الهَيْئَةِ ، قال الكِسَائيُّ : هو أَن يكون الرَّجُلُ مُتَقَهِّلاً رَثَّ الهَيْئَةِ ، يقال منه : رَجُلٌ بَاذُّ الهَيْئَةِ وبَذُّها : رَثُّهَا بَيِّنُ البَذاذَةِ والبُذُوذَةِ ، قال ابنُ الأَثير : أَي رَثُّ اللِّبْسَةِ ، أَراد التواضُعَ في اللِّبَاسِ وتَرْكَ التبجُّحِ به ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : البَذُّ : الرجُلُ المُتَقَهِّلُ الفقيرُ ، قال : والبَذاذَةُ : أَن يكونَ يَوْماً مُتَزَيِّناً ويَوْماً شَعِثاً ، ويقال : هو تَرْكُ مُداوَمةِ الزِّينة. وحالَةٌ بَذَّةٌ : سَيِّئةٌ ، ورجُلٌ بَذُّ البَخْتِ : سَيِّئُه رَدِيئُه ، عن كُرَاعَ والبِذَّةُ ، بالكسر ، والبَذبَذَةُ (٣) : النَّصِيب. لُغَتَان في الدَّال المُهْمَلة ، قاله الصَّاغانيُّ. والبِذُّ بالكسر (٤) ، والبَذبذُ (٥) بالفتح : المِثْلُ لغتانِ في المُهْملة ، ويقال : النَّاسُ هَذَاذِيكَ وَبَذَاذِيكَ أَي ها هنا وها هُنَا ، وسيأْتي في هذ.
وبَاذَذْتُه الشيْءَ : بَادَرْتُه وسابَقْتُه وفاخَرْتُه.
وابْتَذَذْتُ حَقِّي منه ، أَي أَخَذْتُه منه ، وعن أَبي عَمْرٍو : البَذِيذَةُ على فَعِيلة ، هكذا في النّسخ ، وفي بعض الأُصول : البَذْبَذَة (٦) ، مضاعفاً ، وهو الصوابُ التَّقَشُّفُ ، نقله الصاغانيّ. واسْتَبَذَّ بالأَمْر : استَبَدَّ واستَقَلَّ ، لغة في المُهملة.
واستدرك شيخنا هنا :
بَذَّى ، كحَتَّى. قريةٌ بقُرْب الساحِلِ ، منها عُمر بن عثمان البَذِّيّ المَقدِسيّ الحَنْبَليّ المُؤَدّب أَحد شيوخ الذهبيّ والبرْزاليّ ، ذكرها ابنُ حَجَرٍ في الدُّرر الكامنة ، وفي مراصد الاطلاع بإِهمال الدال ، وإِخالها غَيْرَها أَو تحريفاً ، قاله شيخُنا.
قلت : الذي ذَكره صاحبُ المَراصِد فإِنما هو بَدَا بالفتح والقصر (٧) وإِهمال الدال ، وهو صَحيحٌ ، ذَكرَهَا غيرُ واحدٍ ، وهي قريةٌ بِوَادِي عُذْرَةَ قُرْبَ الشامِ ، وقيل : وادٍ قُرْبَ أَيْلَةَ من ساحِل البَحْرِ ، وقيل : بوادِي القُرَى ، وقد ذَكَرَهَا الشُّعَرَاءُ في أَقوالِهِم ، وما إِخالُ المُحَرِّفَ إِلَّا شَيْخنَا رحمهالله تَعالى.
[بسذ] : البُسَّذُ ، كسُكَّرٍ : أَهمله الجوهريّ ، وقال الصاغانيّ : هو : المَرْجَانُ قال الأَزهريُّ في التَّهذيب : أُهْمِلت السينُ مع التاءِ والذال والظاءِ إِلى آخر حُروفها على تَرْتِيبه ، فلم يُسْتَعْمَل من جميعِ وجُوهِها شيْءٌ في مُصَاصِ كلامِ العَربِ ، فأَمَّا قولُهُم هذا قَضَاءُ سَذُومَ ، بالذال فإِنه أَعجميٌّ ، وكذلك البُسَّذُ ، لهذا الجَوْهَرِ ، ليس بَعربيٍّ ، بل فارسيُّ مُعَرَّب ، وكذلك السَّبَذَةُ فارِسيُّ ، قاله الأَزهريّ.
[بغدذ] : بَغْدَاذُ ، أَهمله الجَمَاعةُ هنا (٨) وقد مرَّ ذِكْرُه في الدَّالِ المُهملة وفِيه سَبْعُ لُغَاتٍ مشهورة : بَغْدَادُ ، وبَغْدَاذُ ، وبَغْذَاذُ ، وبَغْذَادُ ، وبَغْدَانُ ، ومَغْدَانُ ، وبَغْدَامُ ، يُذَكَّر ويُؤَنَّث : اسم مَدينةِ السَّلامِ.
[بوذ] : بَاذَ يَبُوذُ بَوْذاً ، أَهمله الجوهريّ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : إِذا تَعَدَّى عَلَى الناسِ. وبَاذَ يَبوذُ ، إِذا افْتَقَرَ ، عن الفرّاءِ وبَاذَ يَبُوذُ ، إِذا تَوَاضَعَ ، عن أَبي عَمرو ، كُلُّ ذلك من التهذيب. وابْنُ بَوْذَوَيْهِ ، بالفتح ، رَجُلٌ رَوَى الحدِيثَ.
فصل التاءِ
المثناة الفوقية مع الذال المعجمة
[تخذ] : تَخِذَ يَتْخَذُ كعَلِم يَعْلَم ، يَعنِي أَنّ التاءَ أَصْلِيَّة ،
__________________
(١) معجم البلدان : الرِّسّ.
(٢) على هامش القاموس من نسخة أخرى. «وبذذاً».
(٣) في القاموس «البذيذة».
(٤) ضبطت في القاموس : بفتح الباء.
(٥) في القاموس : «والبَذِيذ».
(٦) في القاموس المطبوع : البذيذة.
(٧) وفي معجم البلدان : بَداً بالفتح والقصر.
(٨) كذا بالأصل ، وقد ورد في اللسان ، وفي الصحاح أيضاً.