أَهلُ الحِجاز يقولون : ما أَخَذَ إِخْذَهم ، وتميمٌ : أَخْذَهم أَي مَنْ سَارَ ـ سَيْرَهم ، ومن قال : ومن أَخَذَ إِخْذُهم أَي ومَنْ أَخَذَه إِخْذُهم ـ وسِيرَتَهُم وتَخَلَّقَ بِخَلائِقهِم والعرب تقول : لو كُنْتَ منَّا لأَخذْتَ بإِخْذِنا ، بكسر الأَلف ، أَي بخلائِقنا وزِيِّنا وشَكْلِنَا وهَدْيِنَا ، وقولُه ، أَنشده ابنُ الأَعرابيّ :
فَلَوْ كُنْتُمُ مِنَّا أَخَذْنَا بِأَخْذِكُمْ |
|
وَلكِنَّهَا الأَجْسَادُ أَسْفَلَ سَافِلِ |
فسَّرَه فقال : أَخَذْنا بأَخْذِكم ، أي أَدْرَكْنَا إِبِلَكم فردَدْنَاهَا عليكُمْ ، لم يَقل ذلك غيرُه ، ويقال بَادِرْ بِزَنْدِكَ أُخْذَةَ النارِ ، بالضَّمّ ، وهي بُعَيْدَ (١) صَلَاةِ المَغْرِب ، يَزْعُمُون أَنها شَرُّ ساعةٍ يُقْتَدَحُ فِيهَا ، نقله الصاغانيّ ، وحكى المُبّرد : أَن بعض العرب يقول اسْتَخَذَ فلانٌ أَرْضاً ، يريد : اتَّخَذَها ، فيُبْدِل من إِحْدَى التاءَيْنِ سِيناً ، كما أَبدلوا التاءَ مكانَ السِّين في قولِهم سِتٌّ ، ويجوز أَن يكون أَراد استَفْعَلَ مِن تَخِذ يَتْخَذ فحذفَ إِحدى التاءَيْنِ تخفيفاً ، كما قالوا ظَلْتُ مِن ظَلِلْتُ.
* ومما يستدرك عليه :
الأَخِيذَةُ : ما اغْتُصِبَ مِن شَيْءٍ فأُخِذَ.
وأُخِذَ فُلانٌ بِذَنْبِه ، إِذا حُبِسَ.
وأَخَذْتُ على يَدِ فُلانٍ ، إِذَا مَنَعْتَه عمَّا يُرِيد أَنْ يَفْعَله ، كأَنَّك أَمْسَكْتَ على يَدِه. وفي الحديث : قد أَخَذُوا أَخَذَاتِهِم ، أَي مَنَازِلَهم (٢) ، فقال ابنُ الأَثير : هو بفتح الهمزةِ والخاءِ.
والاتِّخَاذُ افتعَالٌ من الأَخْذِ ، إِلّا أَنه أُدْغِم بعد تَلْيِينِ الهمزَةِ وإِبْدَالِ التاءِ ، ثم لمَّا كَثُر الاستعمالُ على لفظِ الافتعالِ تَوَهَّمُوا أَنَّ التاءَ أَصْليَّةٌ فبَنَوْا مِنْهُ فَعِلَ يَفْعَلُ ، قالوا تَخِذَ يَتْخَذُ. وقال ابنُ شُمَيْلٍ : اسْتَخَذْتُ عليهم يَداً ، وعِنْدَهُم ، سَوَاءٌ ، أَي اتَّخَذْتُ.
وأَخذ يَفْعَلُ كذا ، أَي جَعَلَ ، وهي عند سِيبويهِ من الأَفعالِ التي لا يُوضَعُ اسمُ الفاعِلِ في مَوْضِع الفِعْل الذي هو خَبَرُهَا.
وأَخَذَ في كذَا : بَدَأَ.
وقال الليثَ : تَخِذْتُ مالاً : كَسَبْتُه.
وقَولهُمْ : خُذْ عَنْكَ ، أَي خُذْ ما أَقُولُ ودَعْ عَنْكَ الشَّكَّ والمِرَاءَ. وفي الأَساس : وما أَنْتَ إِلَّا أَخَّاذٌ نَبَّاذٌ : لمن يَأْخُذُ الشيْءَ حَرِيصاً عليه ثم يَنْبِذُه سَرِيعاً.
والأُخْذَةُ ، كالجُرْعَةِ : الزُّبْيَةُ.
والإِخْذَ ، والإِخْذَةُ : ما حَفَرْتَه كهَيْئَةِ الحَوْضِ ، والجَمْعُ أُخْذٌ وإِخَاذٌ.
فائدة : قال المصنّف في البصائر : اتَّخَذ مِن تَخِذَ يَتْخَذُ ، اجتمع فيه التاءُ الَّاصليُّ وتاءُ الافتعال فأُدْغِمَا ، وهذا قولٌ حَسَنٌ ، لكنِ الأَكْثَرُون على أَنّ أَصله من الأَخْذِ ، وأَن الكلمةَ مهموزَةٌ. ولا يَخْلُو هذا من خَلَلٍ ، لأَنه لو كان كذلك لقالوا في ماضيه ائْتَخَذَ بهمزتين ، على قياسِ ائْتَمَر وائْتَمَنَ.
ومَعْنَى الأَخْذِ والتَّخْذِ واحدٌ ، وهو حَوْزُ الشيْءِ وتَحْصِيلُه ، ثم قال : والاتِّخاذُ يُعَدَّى إِلى مفعولينِ ويُجْرَى مُجْرَى الجَعْلِ ، وهو في القرآنِ على ثلاثةَ عشرَ وَجْهاً. فراجِعْهُ.
تَكميلٌ : قال الفَرَّاءُ : قَرَأَ مُجَاهِدٌ : لَوْ شِئْتَ لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً (٣) قال أَبو منصور : وصَحَّت هذه القراءَةُ عن ابنِ عبَّاسٍ ، وبها قَرأَ أَبو عمرِو بنُ العلاءِ ، وقرأَ أَبو زَيْدٍ : لَتَخَذْتَ عَلَيْه أَجْراً ، قال : وكذلك هو مَكْتُوبٌ في الإِمام (٤) ، وبه يَقْرَأُ القُرَّاءُ ، ومن قَرَأَ (لَاتَّخَذْتَ) ، بالأَلف وفتح الخاءِ فإِنه يُخَالِف الكِتَابَ. وقال الليثُ : مَن قَرَأَ (لَاتَّخَذْتَ) فقد أَدْغَمَ التاءَ في اليَاءِ ، فاجتمَعَ هَمْزَتَانِ فصُيِّرَتْ إِحداهُمَا ياءً وأُدْغِمَت كراهَةَ التقائِهما.
[أذذ] : الأَذُّ : القَطْعُ ، وزعم ابنُ دُريدٍ أَن همزة أَذَّ بدلٌ من هاءِ هَذَّ ، قال :
يَؤُذُّ بِالشَّفْرَةِ أَيَّ أَذِّ |
|
مِنْ قَمَعٍ ومَأْنَةٍ وفِلْذِ |
والأَذُوذُ ، كصَبُور : القَطَّاعُ ، يقال : سِكِّين أَذُوذٌ وشَفْرَةٌ أَذُوذٌ ، بلا هاءٍ كَهَذُوذٍ : قاطِعَةٌ.
إِذْ ، بالكسر ، كلمة تَدُلُّ عَلَى الماضي من الزَّمانِ ، وهو اسمٌ مَبْنِيٌّ عَلى السُّكُونِ ، وحَقُّه إِضَافَتُه إِلى جُمْلَةٍ ، تقول : جِئْتُك إِذْ قام زيدٌ ، وإِذ زيدٌ قائمٌ ، وإِذ زيدٌ يَقُومُ ، فإِذا لم تُضَفْ نُوِّنَتْ ، قال أَبو ذُؤَيب :
__________________
(١) في التكملة : بعد.
(٢) في النهاية : أي نزلوا منازلهم.
(٣) سورة الكهف الآية ٧٧.
(٤) الإمام هو مصحف عثمان رضياللهعنه.