غَنَّى ، وهَوَّدَ ، إِذا اعْتَمَدَ على السَّيْرِ ، كالتَّهَوُّدِ والتَّهْوَادِ ، بالفتح.
والمُهَاوَدَةُ : المُوَادَعَةُ (١) هذا هو الصواب ، يقال هَاوَدَه ، إِذا وَادَعَه ، وبَينهم مُهَاوَدَةٌ ، كما في الأَساس ، ويوجد في النسخ كلها المواعدة ، وهو تحريف والمُهاوَدةُ : المُصَالَحة والمُهَاوَنة والمُمَايَلَةُ والمُعَاوَدَةُ ، وهذا نَصُّ الصاغَانيّ ، وهو مَقْلُوب المُوَادَعَة ، كل ذلك من الهَوَادَةِ ، وهو الصُّلْح والمَيْلُ.
وأَهْوَدُ ، كأَحْمَدَ ، اسم يَوْم الاثْنينِ في الجاهلِيَّة ، وكذلك أَوْهَدُ وأَهْوَنَ ، وأَهودُ اسمُ قَبِيلَة من العرب.
وتَهَوَّدَ الرجُلُ : صارَ يَهُودِيًّا كهَادَ. وتَهَوَّدَ في مَشْيِه : مَشَى مَشْيًا رَفِيقاً تَشَبُّهًا باليهودِ في حَرَكَتهم عند القِراءَة. قال المُصَنّف في البصائر بعد سِيَاق هذه العبارة : وهذا يُعَدُّ من الأَضْدَادِ. قلْت : وهو مَحَلُّ تأَمُّل.
وتَهَوَّدَ. إِذا تَوَصَّلَ بِرَحِمٍ أَو حُرْمَةٍ ، من الهَوَادَة ، وهي الحُرْمَةُ والسَّبَبُ. وزاد في البصائر : وتَقَرَّبَ بِإِحْدَاهُمَا ، وأَنشد قول زُهير :
سِوَى رُبَعٍ لَمْ يَأْتِ فيه (٢) مَخَافَةً |
|
ولَا رَهَقاً مِنْ عَانِدٍ مُتَهَوِّدِ |
قلت : قال ابن سيده : المُتَهَوِّد : المُتَقَرِّب ، وقال شَمِرٌ : المُتَهَوِّدُ : المُتَوَصِّلُ بِهَوادَةٍ إِليه ، قال : قاله ابنُ الأَعرابيّ.
وهَوَّدَ تَهْوِيداً : أَكَلَ الهَوَدَةَ ، وهي أَصلُ السَّنَام ومُجْتَمَعُه ، كما تقَدَّم.
ويَهُودَا : أَخو يُوسُفَ الصِّدِّيقِ من أَبيه ، عليهماالسلام ، قيل : هو بالذال المعجمة. وفي شفاءِ الغَليل : يَهُودَا ، مُعَرَّب يَهُوذا ، بذال معجمةٍ ، ابنُ يَعقوبَ عليهالسلام ، قلْت : وكذا قالوا في هُودٍ إِن أَصلَه بالذال المُعجمة ، ثم عُرِّب بالدال المهملة.
* ومما يستدرك عليه :
التَّهَوُّد : التَّوْبَة والعَمَلُ الصالِحُ ، وعن ابن الأَعرابيّ : هادَ ، إِذا رَجَع مِن خَيْرٍ إِلى شَرٍّ ، أَو مِن شَرٍّ إِلى خَيْرٍ. والتَّهْوِيد والتَّهْوَادُ والتَّهَوُّدُ : اللِّينُ والتَّرَفُقُّ.
والتَّهْوِيد : النَّوْمُ.
والتَّهْوِيد : هَدْهَدَةُ الرِّيح في الرَّمْل ولِينُ صَوْتِها فيه.
والهَوَادَة : الصُّلْحُ.
والمُهَاوَدَة : المُرَاجَعَة.
والهَوَادَةُ : الحُرْمَة والسَّبَبُ.
[هيد] : هَادَهُ الشَّيْءُ يَهِيدُه هَيْداً وهَاداً : أَفزَعَه وكَرَبَه ، هكذا بالموحّدة في سائر النسخ. وفي الأَساس واللسان بالثاءِ المثلّثة (٣) بضبط القلَم ، وقد تَقدَّم : كَرَثَه الغَمُّ ، إِذا اشتدَّ عليه ، والأُولَى هي الأَكثر ، يقال : هَادَنِي هَيْداً ، أَي كَرَبَني.
وهادَه يَهِيدُه هَيْداً : حَرَّكَه وأَصْلَحَه ، وأَصْلُ الهَيْدِ الحَرَكَةُ ، كَهَيَّدَه تَهْيِيداً ، في الكُلِّ ، وهَادَهُ هَيْداً : أَزالَه وصَرَفَه وأَزْعَجَه. وقولُهم : ما يَهِيدُه ذلك ، أَي ما يَكْتَرِثُ له ولا يُزْعِجُه ، تقول : ما يَهيدُني ذلك ، أَي ما يُزْعِجُني ولا أَكْتَرِثُ له ولا أُبالِيه وفي الحَديث : «كُلُوا وَاشْرَبُوا ولَا يَهِيدَنَّكُمُ الطَّالِعُ المُصْعِدُ» قال ابن الأَثير : أَي لا تَنْزَعِجُوا للفَجْرِ المُسْتَطِيل فتَمْتَنِعُوا به عن السَّحُورِ ، فإِنه الصُّبْحُ الكَذَّابُ (٤). وفي حديث الحَسَن : «ما مِنْ أَحَدٍ عَمِلَ لله عَمَلاً إِلَّا سارَ في قَلْبِه سَوْرَتَانِ ، فإِذا كانَتِ الأُولَى مِنْهما لله فلا تَهِيدَنَّه الآخِرَةُ» أَي لا تُحَرِّكَنَّه ولا تُزِيلَنَّه (٥). وفي الحديث : «أَنه قيل للنّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم في مَسجده : يا رَسُولَ الله هِدْهُ. فقال : بَلْ عَرْشٌ كَعَرْشِ مُوسَى». كان ابنُ عُيَيْنَةَ يقول : معناه أَصْلِحْه ، فكأَنَّ المَعْنَى أَنَّه يُهْدَمُ ويُسْتَأْنَفُ بِناؤُهُ ويُصْلَح. وفي حديث ابنِ عُمَر : «لو لَقِيتُ قاتِلَ أَبِي في الحَرَمِ مَا هِدْتُه» ، يُرِيد ما حَرَّكْتُه ولا أَزْعَجْتُه. وما هَادَه كذا وكذا ، أَي ما حَرَّكَه.
__________________
(١) في القاموس : «المواعدة».
(٢) في التهذيب واللسان «لم يأت فيها».
(٣) كذا ، وفي اللسان : أفزعه وكربه كالقاموس. وفي التهذيب : «هادني هيداً أي كرثني.
(٤) في النهاية : الكاذب.
(٥) بهامش المطبوعة المصرية : «قال في التكملة : يقول : إذا صحت نيته في أول ما يريد الأمر من البر فعرض له الشيطان فقال : إنك تريد بهذا الرياء فلا يمنعنه ذلك من الأمر الذي قد تقدمت فيه نيته ، وهذا تشبيه بالحديث الآخر : إذا أتاك الشيطان وأنت تصلي ، فقال : إنك ترائي فزدها طولاً».