عن بعضِهم أَنه قال : ما هَدَّنِي مَوْتُ أَحَدٍ ما هَدَّني مَوْتُ الأَقرانِ.
وهَدَّتْه المُصيبة : أَي أَوْهَنَتْ رُكْنَه ، وهذا مَجازٌ ، كما في الأَساس.
والهَدَّةُ : صَوْتٌ شَدِيدٌ تَسمَعُه مِن سُقُوطِ رُكْنٍ أَو حائطٍ أَو نَاحِيَةِ جَبَلٍ. وفي الحديث عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَنه كان يقول : «اللهمَّ إِنِّي أَعوذُ بِك مِنَ الهَدِّ والهَدَّةِ» قال أَحمد ابن غَيَاثٍ المَروزيّ : الهَدّ : الهَدْمُ ، والهَدَّةُ : الخُسُوف ، ويقال : الهَدَّةُ صَوْتُ مَا يَقَعُ من السماءِ.
والهَدِيدُ : دَوِيُّ الصَّوْتِ ، كالفَدِيد.
واسْتَهْدَدْتُ فُلَاناً ، أَي استضْعَفْتُه ، وقال عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ :
لَمْ أَطْلُبِ الخُطَّةَ النَّبِيلَةَ بِال |
|
قُوَّةِ أَنْ يُسْتَهَدَّ طَالِبُهَا |
وقال الأَصمعيُّ : يقالُ للوَعيد مِنْ وَرَاءُ وَرَاءُ : الفَدِيدُ والهَدِيدُ.
وهُدَدُ ، مُحَرَّكةً ، اسمٌ لِمَلِكٍ مِن مُلُوك حِمْيَر ، وهو هُدَدُ بن هَمَّال ، ويُرْوَى أَنّ سَيِّدنا سُلَيْمَانَ عليهالسلام زَوّجَه بَلْقَه بنت بَلْبَشْرَح.
وفَحْلٌ هُدَاهِدٌ : كَثِيرُ الهَدْهَدَةِ يَهْدِر في الإِبلِ ولا يَقْرَعُها.
وجَمْعُ الهَدْهَدَةِ هَدَاهِدُ ، قال العجَّاج :
يَتْبَعْنَ ذَا هَدَاهِدٍ عَجَنَّسَا (١) |
|
مُوَاصِلاً قُفًّا ورَمْلاً أَدْهَسَا |
هكذا ، أَنشَدَه الجوهريُّ ، قال الصاغانيُّ : إِنما هو لِعِلْقَةَ التَّيْمِيِّ ، قال : وأَنشدَه أَبو زِيَادٍ الكلابيُّ في نوادِرِه لسِرَاجِ بنِ قُرَّةَ الكِلابِيّ.
وهَدَادٌ ، كسَحَابٍ : حيٌّ من اليَمن ، ويقال إِنه ابن زَيْدِ مَناةَ.
والهِدَانُ ، بالكسر : الرجل الجافِي الأَحْمق ، وتُلَيْلٌ بِالسِّيِّ يُسْتدَلُّ به (٢) والهِدَانُ أَيضاً مَوْضِعٌ بِحِمَى ضَرِيَّةَ ، عن أَبي موسى.
[هدبد] : الهُدَبِدُ ، كعُلَبِطٍ : اللَّبَنُ الخاثِر جِدًّا ، قال شيخُنا : وهو من الأَلفاظ التي استعْمَلوها اسماً وصِفَةً ولا فِعْلَ له كالهُدَابِدِ ، كعُلابِطٍ ، ولَبَنٌ هُدَبِدٌ وفُدَفِدٌ ، وهو الحامِضُ الخائِرُ ، وقيل : الهُدَبِدُ : الخَفَشُ ، وقيل : هو ضَعْفُ العيْنِ ، وفي غيرِ القاموس «البَصَرِ» بدل «العين» ، والهُدَبِدُ : صَمْغٌ أَسْودُ يَسِيل من الشَّجَر ، والهُدَبِدُ : الضَّعيفُ البَصَرِ ، يُستَعمل اسْماً وصِفَةً ، كما تقدَّمَ ، وقال المفضَّل : الهُدَبِدُ : الشَّبْكَرَةُ (٣) ، وهو العَشَا يَكُون في العَيْنِ ، يقال : بِعَيْنِه هُدَبِدٌ ، لا العَمَشُ ، وغَلِطَ الجَوْهريُّ وأَنشد :
إِنَّهُ لا يُبْرِئُ دَاءَ الهُدَبِدْ |
|
مِثْلُ القَلَايَا مِنْ سَنَامٍ وَكَبِدْ (٤) |
وهذا الذي ذَهَب إِليه الجوهريُّ هو قَوْلٌ لبعضِ أَهلِ اللُّغة ، والخَطْبُ في ذلك سَهْلٌ ، ومثْلُ هذا لا يُعَدُّ الذاهِبُ إِليه غَالِطاً ، وقال شيخُنَا : وقيل إِنه كُلُّ ما يُصيب العَيْنَ.
فيصِحُّ على جِهَةِ العُمُومِ ، ويَدُلّ له أَنّ المُصَنِّف نَفْسَه فسَّرَه أَوّلاً بِضَعْفِ العيْنِ ، والله أَعلم ، فتأَمّلْ.
[هرد] : هَرَدَه ، أَي الثوبَ يَهْرِدُه ، من حدّ ضَرَب ، هَرْداً : مَزَّقَه ، كهَرَتَه. وهَرَدَ القَصَّارُ الثَّوْبَ وهَرَتَه : خَرَّقَه وضَرَبَه ، فهو هَرِيدٌ وهَرِيتٌ ، قاله أَبو زيد. وهَرَدَ اللَّحْمَ يَهْرِدُه هَرْداً : أَنْضَجه إِنضاجاً شديداً ، قاله الأَصمعيُّ. وقال ابنُ سيده : أَنْعَمَ إِنضاجَه ، أَو هَرَدَه : طَبَخَه حتى تَهَرَّأَ وتَهَرَّدَ ، كهَرَّدَه تَهْرِيداً فهو مُهَرَّد ، شُدِّد للمبالغة ، وقال أَبو زيد : فإِن أَدخلْت اللَّحْمَ النَّارَ وأَنْضَجْتَه فهو مُهَرَّدٌ ، وقد هَرَّدْته فهَرِدَ هو كَعلِمَ ، قال : والمُهَرَّأُ مثْلُه.
__________________
(١) عن اللسان والتكملة ، وبالأصل «عجلسا».
(٢) زيد في معجم البلدان : وبآخر مثله.
(٣) الأصل والتكملة.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قال الجوهري : قوله : إنه بضمة مختلسة كما قال آخر : فبيناه بشري رحلة قال قائل :
لمن جمل رخو الملاط نجيب
اه قال في التكملة : والرواية : «ذلول» والقطعة لامية ، وهي للعجير السلولي ، وأولها :
وجدت بها وجد الذي ضل نضوه |
|
بمكة يوماً والرفاق نزولُ» |
وفي التكملة : تزول.