والثالِث وسُكون الثاني ، وقيل : مُصَعْنَبَةٌ مُسَوَّاةٌ مُلَمْلَمَةٌ ، وهذه عن الصاغانيّ ، وكَأَنّ : مِبْرِدَانَة ، إِتْبَاعٌ.
[هجد] : الهُجُودُ ، بالضّمّ ، النَّوْمُ. هَجَدَ القَوْمُ هُجُوداً : نَامُوا ، والهاجِدُ : النائم ، كالتهجُّدِ ، وفي الصحاح : هَجَدَ ، وتَهَجَّد ، أَي نَامَ لَيْلاً ، وهَجَدَ وتَهَجَّدَ أَي سَهِرَ ، وهو من الأَضداد. والهاجِدُ ، والهَجُود. بالفَتْح : المُصَلِّي بالليْلِ وج هُجُودٌ ، بالضَّمِّ ، هو جَمْعُ هاجِدٍ كواقِفٍ ووُقُوفٍ ، وهُجَّدٌ كرُكَّعٍ ، قال مُرَّةُ بنُ شَيبانَ :
أَلَا هَلَكَ امْرُؤٌ قَامَتْ عَلَيْهِ |
|
بِجَنْبِ عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجُودُ |
وقال الحُطَيْئَةُ :
فَحَيَّاكِ وُدٌّ ما هَدَاكِ لِفِتْيَةٍ |
|
وخُوصٍ بِأَعْلَى ذِي طُوَالَةَ هُجَّدِ |
وتَهَجَّدَ : استَيْقَظَ للصلاةِ أَو غيرِهَا ، وفي التنزيل العزيز : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ) (١) أَي تَيَقَّظْ بالقُرْآنَ ، وهو حَثٌّ له في إِقامةِ صلاةِ الليلِ المَذْكور في قولِه تَعَالَى : (قُمِ اللَّيْلَ إِلّا قَلِيلاً) (٢) كذا في البصائر ، كَهَجَّدَ تَهْجيداً ، ضِدٌّ ، قال ابنُ الأَعرابيّ : هَجَّدَ الرجُلُ ، إِذا صَلَّى بالليلِ ، وهَجَّدَ ، إِذَا نَامَ بالليلِ ، وقال غيرُه : وهَجَّد ، إِذا نَامَ ، وذلك كُلُّه في آخِرِ الليْلِ. قال الأَزهريّ : والمعروف في كلامِ العَربِ أَن الهاجِدَ هو النائم [وقد هَجَدَ هُجُوداً : إِذا نَامَ] (٣) وأَما المُتَهجِّد فهو القائمُ إِلى الصلاةِ من النَّومِ [آخر الليل] (٤) ، وكأَنَّه قيلَ له : مُتَهَجِّدٌ لإِلقائه الهُجُودَ عن نَفْسِه ، كما يُقَال للعابِد مُتَحَنِّثٌ ، لإِلقائه الحِنْثَ عن نَفْسِه. وفي حديث يَحيى بن زَكَرِيّا عليهماالسلام : «فَنَظَرَ إِلى مُتَهَجِّدِي بَيْتِ المَقْدِس» أَي المُصلِّين باللَّيْل ، يقال : تَهجَّدْت ، إِذا سَهِرْتَ ، وإِذا نِمْت ، وهو من الأَضداد.
وأَهْجَدَ الرجل : نَامَ بنفْسِه ، مثل هَجَد ، عن الزَّجَّاج ، وأَهْجَدَ أَنَامَ غَيْرَه ، قال ابنُ بُزُرْج : أَهْجدْتُ الرجُلَ : أَنَمْتُه ، وهَجَّدْته : أَيْقَظْتُه ، وقال غيره : أَهْجَدَ الرَّجُلَ : وَجَدَه نائماً ، وهَجَّدَه : أَنامَه.
وأَهْجَدَ البَعِيرُ : أَلقَى جِرَانَه عَلَى الأَرْضِ ، كهَجَّدَ تَهجيداً وهكذا. أوردَه المُصَنِّف في البصائِرِ وابنُ القطَّاع في الأَفعال.
وهَجَّدَه تَهجِيداً : أَيْقَظَه ، ونَوَّمَه ، ضدٌّ ، قال لَبِيدٌ في التَّهْجِيد بمعنَى التنويمِ يَصِف رَفِيقاً له في السَّفَر غَلَبَه النُّعَاسُ :
ومَجُودٍ مِنْ صُبَابَاتِ الكَرَى |
|
عَاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ |
قُلْتُ : هَجِّدْنَا فَقَدْ طَالَ السُّرَى |
|
وَقَدَرْنَا إِن خَنَا الدَّهْرِ غَفَلْ |
كأَنَّه قال : نَوِّمْنَا فإِن السُّرَى طَالَ حَتَّى غَلَبَنَا النَّومُ.
والمَجُودُ : الذي أَصابَه الجَوْدُ مِن النُّعَاسِ.
وهِجِدْ : زَجْرٌ للفَرسِ ، مثْل إِجِدْ ، وهو بكسرتين وسكون الثالث ، وإِنما لم يَضْبِطه اعْتِمَاداً على الشُّهْرَةِ.
[هدد] : الهَدُّ : الهَدْمُ الشَّدِيدُ ، وهو نَقْضُ البِنَاءِ وإِسْقَاطُه ، والهَدُّ : الكَسْرُ كحائِطٍ يُهَدُّ بَمرَّةٍ (٥) فيَنْهَدِمُ ، كالهُدُودِ ، بالضمّ ، وقد هَدَّه هَدًّا وهُدُوداً ، قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
فَلَوْ كَانَ مَابِي بِالجِبَالِ لَهَدَّهَا |
|
وإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا شَدِيداً هُدُودُهَا |
وقال الأَصمعيُّ : هَدَّ البِنَاءَ يَهُدُّه هَدًّا ، إِذا كَسَره وضَعْضَعَه ، وقولهم : ما هَدَّهُ كذَا : ما كَسَرَه. قلت : هذا هو المعروف في هذا البابِ ، أَعنِي تَعَدِّيه ، ونقل شيخُنَا عن أَبي حيَّانَ في أَثناءِ تفسيرِ مَريم أَنه يُقَالُ : هَدَّ الحائطُ يَهُدُّ ، إِذا سَقَطَ ، لازِماً ، ونقلَه السمينُ وسَلَّمَه.
والهَدُّ ، الهَرَمُ ، مُحَرَّكةً ، وهو أَقْصَى الكِبَرِ ، وقال ابنُ الأَعرابيّ : الهَدُّ : الرَّجُلُ الكريمُ الجَوَادُ القَوِيُّ. والهَدُّ : هَدِيرُ البَعِيرِ ، عن اللِّحْيَانِيّ ، والهَدُّ : الصَّوْتُ الغَلِيظُ ، كالهَدَدِ ، مُحَرَّكَةً والهَدُّ : الرَّجُلُ الضَّعِيفُ البَدنِ ، قاله الأَصمعيّ ، ونقَلَ الفتْح عن ابنِ الأَعرابيّ ، ويُكْسَر في هذه
__________________
(١) سورة الإسراء الآية ٧٩.
(٢) سورة المزمل الآية ٢.
(٣) زيادة عن التهذيب.
(٤) زيادة عن التهذيب.
(٥) عن اللسان ، وبالأصل «مرة».