الأَسَاس : اسْتَوْفَد في قِعْدَتِه : ارْتَفَع وانْتَصَبَ ، ورأَيْتُه مُسْتَوْفِداً.
وبَنُو وَفْدَانَ ، بالفَتْح : حَيٌّ من العرب ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
إِنَّ بَنِي وَفْدَانَ قَوْمٌ سُكُّ |
|
مِثْلُ النَّعَامِ والنَّعَامُ صُكُّ |
[والأَوْفَاد : قومٌ] (١).
ويقال هُمْ على أَوْفَادٍ ، أَي على سَفَرٍ قد أَشْخَصَنَا ، أَي أَقْلَقَنَا ، كأَوْفَازٍ.
* ومما يستدرك عليه :
هو كثير الوِفَادِ على المُلُوك. وما أَوْفَدَكَ عَلَيْنَا ، واسْتَوْفَدَني ، وتَوَافَدْنَا عليه.
ومن المَجاز : الحَاجُّ وَفْدُ اللهِ. وَبَيْنَا أَنا في ضِيقٍ إِذْ أَوْفَد اللهُ عَلَيَّ بِرَجُلٍ (٢) فأَخْرَجَني منه. بمعنَى جاءَني به.
وَرَكَبٌ مُوفِد : مُرْتَفِع ، وكذا سَنَامٌ مُوفِدٌ.
وتَوَفَّدت الإِبلُ والطَّيْرُ : تَسابَقَت ، كذا في اللِّسانِ ، وعِبَارة الأَساس : تَوَفَّدَت الأَوْعَالُ فوقَ الجَبَلِ : أَشْرَفَت (٣).
وفي التكملة : تَشَوَّفَتْ. وكلّ ذلك مَجَازٌ.
والأَوْفَاد : قَوْمٌ مِن العَربِ ، أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
فَلَوْ كُنْتُمُ مِنَّا أَخَذْتُمْ بِأَخْذِنَا |
|
ولكِنَّمَا الأَوْفَادُ أَسْفَلَ سَافِلِ (٤) |
وَوَافِدُ بنُ سَلَامَةَ ، رَوَى حَدِيثَه ضَمْرَةُ بن رَبِيعَةَ. ووافِدُ بنُ مُوسَى الذَّارِع ، يقال فيه بالقاف أَيضاً.
وأَبُو وَافِدٍ ، روى عنه عبدُ الجبَّار بن نافِعٍ الضَّبِّيّ ، ومحمّد بن يوسف بن وافِد ، وأَبو بكر يحيى بن عبد الرحمن بن وافِدٍ اللَّخْمِيّ قَاضِي قُرْطَبَةَ ، وأَبو المُرَجَّا سالِمُ بن ثِمَالِ بن عَفَّانَ بن وافِدٍ ، كذا في التبصير للحافظ.
تكميل : قد تَكَرَّر لَفْظُ الوَفْدِ في الحديثِ ، وهم القَوْمُ يَجْتَمِعُون فَيَرِدُون البلادَ ، واحِدُهُم وافِدٌ ، وكذلك [الذين] (٥) يَقْصِدُونَ الأُمراءَ لِزيارَةٍ واسْتِرْفادٍ وانْتِجاعٍ وغيرِ ذلك ، وفي الحديث : «وَفْدُ اللهِ ثَلَاثَةٌ» وفي حديث الشهيد : «فهو وافِدٌ لِسَبْعِينَ يَشْهَدُ لهم». وقوله : «أَجِيزُوا الوَفْدَ بِنَحْوِ ما كُنْتُ أُجِيزُهم».
وقال النَّوَوِيُّ : الوَفْدُ : جَماعَةٌ مُخْتَارَةٌ للتقَدُّم في لِقَاءِ العُظماءِ. وقال الزّجَّاج في تَفْسِير قولِه تعالى : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) (٦) قيل الوَفْدُ : الرُّكْبَانُ المُكَرَّمُونَ. وفي تفسير ابنِ كَثِير ، ومنه أَخَذَ أَحَدُ الجَلالَيْنِ ، أَنَّ الوَفْدَ القَادِمُونَ رُكْبَاناً. وفي العِنَايَةِ للخَفَاجِيّ أَنّ أَصْلَ الوُفودِ القُدُومُ على العظماءِ للعَطَايَا والاسْتِرْفَادِ. وفي شرْحهِ للشفاءِ أَثْنَاءَ إِعجازِ القرآنِ : أَصْلُ مَعْنَى الوَفْدِ الإِشْرَافُ.
هذه أَقوالهم ، وظاهرُ كلامِ المصنف كغيرِه من الأَئمَّةِ أَن الوَفْد والوُفُودَ هم القَوْمُ القادِمُون مُطلَقاً ، مُشاةً أَو رُكْبَاناً ، مُخْتَارِين للقاءِ العُظَماءِ أَوْلَا ، كما هو ظاهِرٌ ، ويمكن أَن يقال إِن كلامَ النَّوَوِيّ وغيرِه استعمالٌ عُرْفِيٌّ ، وكلامَ المُصَنِّف وغيرهِ استعمالٌ لُغَوِيّ ، والله أَعلم.
[وقد] : الوَقَدُ ، محرّكةً : النَّارُ نَفْسُها ، قاله ابنُ فارِس ، ومنه قولهم : ما أَعْظَمَ هذا الوَقَدَ. والوَقَدُ أَيضاً : اتِّقادُهَا ، أَي فهو مَصدر أَيضاً ، كالوَقْدِ ، بفتح فسكون ، والوُقودِ ، بالضم ، والوَقُودِ ، بالفتح ، الأَخير عن سِيبويه ، وفي البصائر : وهذا شَاذٌّ ، والأَكثر أَن الضمَّ للمصدرِ والفَتْحَ للحَطَبِ. وقال الزّجَّاجُ : المَصْدَر مَضمومٌ ويجوز فيه الفَتْح ، وقد رَوَوا : وقَدَتِ النَّارُ وَقُوداً ، مثل قَبِلْتُ الشيْءَ قَبُولاً ، وقد جاءَ في المصدر فَعُولٌ والبابُ الضَّمُّ ، والقِدَةِ كالعِدَة
__________________
(١) زيادة عن القاموس ، ونبه بهامش المطبوعة المصرية وفيه : «في نسخة المتن المطبوع ، بعد قوله : هي والأوفاد قوم ، وقد استدركه الشارح بعد».
(٢) عبارة الأساس : «وبينما أنا في المضيق إذ وفد الله عليّ برجل ...».
(٣) في الأساس : تشرّفت.
(٤) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : فلو كنتم الخ كذا في اللسان هنا ، وتقدم في مادة وح د من الشارح واللسان إنشاده :
فلو كنتم منا أخذنا بأخذكم |
|
ولكنها الأوحاد .. .. |
قال الشارح : هناك أراد بني الوحد من بني تغلب جعل كل واحد منهم احداً وفسره في اللسان فقال : وقوله : أخذنا يأخذكم أي أدركنا إبلكم فرددناها عليكم».
(٥) زيادة عن النهاية.
(٦) سورة مريم الآية ٨٥.