* ومما يستدرك عليه :
الإِسادَةُ لُغَة في الوِسَادَة ، كما قالوا في الوِشَاحِ إِشَاحٌ.
وفي الحديث : «إِذا وُسِّدَ الأَمْرُ إِلى غَيْرِ أَهْلِه فانْتَظِر السَّاعَةَ» ، أَي أُسْنِد وجُعِلَ في غَيْرِ أَهْلِه ، يَعنِي إِذَا سُوِّدَ وشُرِّف غيرُ المُسْتَحِقِّ للسِّيادَةِ والشَّرَفِ. وقيل : إِذا وُضِعَتْ وِسَادَةُ المُلْكِ والأَمرِ والنَّهْيِ لغيرِ مُستحِقِّهِما ، ويكون «إِلى» بمعنى «اللام».
والتَّوْسِيد : أَنْ تمدَّ الثلام (١) طُولاً حَيْثُ تَبْلُغُه البَقرُ.
ويقال للأَبْله هو يَتَوَسَّدُ الهَمَّ (٢).
[وصد] : الوَصِيدُ والأَصِيدُ لغَتَانِ مِثْل الوِكَاف والإِكاف ، نقله الفَرّاءُ عن يونس والأَخفش ، وهما : الفِنَاءُ ، والجَمْعُ وُصُدٌ ووَصَائِدُ ، وقيل : الوَصِيد : العَتَبةُ لِلْبَاب والوصيد بَيْتٌ كالحَظيرةِ مِن الحِجَارةِ يُتَّخَذُ في الجِبَالِ ، للمالِ أَي للغَنَمِ وغيرِهَا ، كالوَصِيدَةِ ، يقال : غَنَمَهُم في الوصَائِد.
والوَصيدُ : كَهْفُ أَصحَابِ الكَهْفِ في بَعْضِ الأَقْوَالِ ، وبالوُجُوهِ الثلاثَةِ فُسِّر قولُه تَعَالَى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ) (٣) كذا في البصائر للمصنّف ، فلا وَجْهَ لإِنكار شيخِنا عليه.
والوَصِيدُ أَيضاً : الجَبَلُ (٤) ، أَورَدَه المُصنِّف في البصائر.
والوَصِيدُ : النَّبَاتُ المُتقارِبُ الأُصولِ.
ومِن المجاز الوَصِيدُ : الضَّيِّقُ ، كالمُوصَدِ عليه وقد أَوْصَدُوا على فُلانٍ : ضَيَّقُوا عليه وأَرْهقُوه ، كما في الأَساس.
والوَصِيد : المُطْبَقُ ، كالوِصَادِ. والوَصِيد : الذي يُخْتَنُ مَرَّتَيْنِ ، أَورَدَه المُصَنِّف في البصائر.
والوَصِيد : الحَظِيرةُ مِن الغِصَنَةِ ، بكسر الغين المعجمة وفتح الصاد المهملة ، جمع غَصْنٍ كما سَيَأْتِي ، هكذا في سائرِ النُّسَخ ، وهو غَلَطٌ ، فإِن الأَصِيدَة (٥) والوَصِيدَة لا تكون إِلَّا مِن الحِجَارَة ، والذي من الغِصَنَةِ تُسَمَّى الحَظِيرَة ، وقد بَيَّن هذا الفَرْقَ ابنُ مَنظورٍ وغيرُه. ولمَّا رأَى المُصَنِّف في عبارةِ الأَزْهريّ «والحَظِيرَة مِن الغِصَنَةِ» بعد قوله : إِلَّا أَنَّهَا من الحِجَارَة» ظَنَّ أَنه مَعْطُوفٌ على ما قَبْلَه ، وليس كذلك فتأَمَّلْ.
والوَصَدُ ، محرّكةً ، وضَبطَه الصاغَانيُّ بالفتح (٦) ، وهو الصَّوَابُ : النَّسْجُ. والوَصَّادُ : النَّسَّاجُ قال رؤبة :
مَا كَانَ تَحْبِيرُ اليَمَانِي البَرَّادْ |
|
يَرْجُو وَإِنْ دَاخَلَ كُلُّ وَصَّادْ |
نَسْجِي ونَسْجِي مُجْرَهِدُّ الجُدَّادْ
يقال : وَصَدَ النَسَّاجُ بَعْضَ الخَيْطِ في بَعْضٍ وَصْداً ، وَوَصَّدَه : أَدخَلَ اللُّحْمَةَ في السَّدَى.
والمُوَصَّد ، كمُعَظَّم : الخِدْرُ أَنشد ثَعلبٌ.
وَعُلِّقْتُ لَيْلَى وَهْيَ ذَاتُ مُوَصَّدٍ |
|
وَلَمْ يَبْدُ لِلأَتْرَابِ مِنْ ثَدْيِهَا حَجْمُ |
وأَوْصَدَ الرَّجُل : اتَّخَذَ حَظِيرَةً في الجَبَلِ لحِفْظِ المالِ ، كاسْتَوْصَدَ.
وأَوْصَدَ الكَلْبَ وغَيْرَه بالصَّيْدِ : أَغرَاه كوَصَّدَه تَوْصِيداً.
وأَوصَدَ البَابَ : أَطْبَقَه وأَغْلَقه ، كَآصَدَه فهو مُوصَدٌ ، مثل أَوْجَع فهو مُوجَعٌ ، وفي حديثِ أَصحابِ الغَارِ : «فَوَقَعَ الجَبَلُ عَلَى بابِ الكَهْفِ فأَوْصَدَه» أَي سَدَّهُ ، من أَوْصَدْتُ البَابَ إِذا أَغْلَقْتَه. وأَوْصَدَ القِدْرَ : أَطْبَقَهَا ، والاسم منهما جَمِيعاً الوِصَادُ ، حكاه اللِّحيانيُّ. وقوله عزوجل : (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) (٧) وقرىء مُوصَدَة ، بغير هَمْزٍ ، قال أَبو عُبَيْدة : آصَدْتُ وأَوْصَدْت ، إِذا أَطْبَقْت ، ومعنى (مُؤْصَدَةٌ) : مُطْبَقَةٌ
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله الثلام ، كذا بالنسخ كاللسان وحرره».
(٢) كذا بالأصل ، والعبارة في الأساس : هو عريض الوساد : للأبله وهو يتوسد الهمّ». وقد مرّ في تفسير قوله ص لعدي : إن وسادك لعريض ، قيل كناية عن عرض قفاه وعظم رأسه فهو دليل الغباوة. وما ورد في الأساس معناه أقرب مما ورد هنا ، فالجملتان فيها مستقلتان بمعنيهما الأولى عن الثانية.
(٣) سورة الكهف الآية ١٨.
(٤) في التكملة : «الحبل» وعلى هامش القاموس : «قوله والجبل كذا ، في النسخ بالجيم وفي عاصم ونسخة الشارح الحبل بالحاء المهملة والموحدة الساكنة. ا ه».
(٥) عن اللسان ، وبالأصل «الأصدة».
(٦) في التكملة بفتح الواو وسكون الصاد.
(٧) سورة الهمزة الآية ٨.