وأَصْلُها من الواو فحُذِفَت من أَوَّلها وعُوِّضَتْ منها الهاءُ في آخِرِها ، كعِدَة وزِنَةٍ ، من الوَعْد والوَزْنِ.
وحِدَةُ الشيْءِ : تَوَحُّدُه ، قالَه ابنُ سيدَه ، وحكَى أَبو زيد : قُلْنَا هذا الأَمْرَ وحْدِينا ، وقَالَتَاه وَحْدَيْهِمَا.
والوَحْدُ (١) مِن الوَحْشِ : المُتَوَحِّدُ.
والوَحَدُ : رَجُلٌ لا يُعْرَفُ نَسَبُه وأَصْلُه.
وقال الليثُ : الوَحَدُ : المُتَفَرِّدُ ، رَجُلٌ وَحَدٌ ، وثَوْرٌ وَحَدٌ ، وتَفْسِيرُ الرجُلِ الوَحَدِ أَن لا يُعْرَف لهُ أَصْلٌ ، قال النابِغَةُ :
بِذِي الجَلِيلِ عَلَى مُسْتَأْنِسٍ وَحَدِ
(٢) والتَّوْحِيدُ : الإِيمانُ بالله وَحْدَه لا شَرِيكَ له. والله الوَاحِدُ الأَوْحَدُ الأَحَدُ والمُتَوَحِّدُ : ذُو الوَحْدَانِيَّةِ والتَّوَحُّدِ ، قال أَبو منصورٍ : الواحِدُ مُنْفَرِدٌ بالذّات في عَدَمِ المِثْلِ والنَّظِيرِ ، والأَحَدُ مُنْفَرِدٌ بالمعنَى ، وقيل : الوَاحِدُ : هو الذي لا يَتَجَزَّأُ ولا يُثنَّى ولا يَقْبَلُ الانْقِسَام ، ولا نظِيرَ له ولا مِثْلَ ولا يجْمَعُ هذَيْنِ الوَصْفَيْنِ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. وقال ابنُ الأَثيرُ : وفي أَسْمَاءِ اللهِ تعالى (الْواحِدُ) ، قال : هو الفَرْدُ الذي لم يَزَلْ وَحْدَه ، ولم يَكُنْ مَعَه آخَرُ ، وقال الأَزهريُّ : و (الْواحِدُ) (٣) مِن صفاتِ الله تَعَالى مَعْنَاه أَنَّه لا ثَانِيَ له ، ويَجوز أَن يُنْعَتَ الشيْءُ بأَنَّه واحِدٌ ، فأَمَّا أَحَدٌ فلا يُنْعَتُ به غَيْرُ اللهِ تَعالى ، لِخُلُوصِ هذا الاسمِ الشرِيفِ له ، جَلَّ ثَنَاؤه. وتقول : أَحَّدْتُ الله ووَحَّدْتُه ، وهو الوَاحِدُ الأَحَدُ ، وفي الحديث : «أَن الله تَعَالَى لَمْ يَرْضَ بِالوَحْدَانِيَّةِ لِأَحَدٍ غَيْرِهُ ، شَرُّ أُمَّتِي الوَحْدَانِيُّ المُعْجِبُ بِدِينِه ، المُرائِي بِعَمَلِه» يريد بالوَحْدَانِيِّ المُفَارِقَ الجَمَاعَةِ (٤) المُتَفَرِّدَ بِنَفْسِهِ ، وهو منسوب إِلى الوَحْدَةِ : الانْفِرَادِ ، بزيادة الأَلَفِ والنُّون للمبالغَةِ.
وإِذَا رَأَيْتَ أَكَمَاتٍ مُنْفَرِدَاتِ ، كُلُّ واحِدةٍ بائِنَةٌ ، كذا في النسخ ، وفي بعضها : نائِيَةٌ. بالنون والياءِ التَّحْتِيَّة ، عن الأُخْرَى فتِلْكَ مِيحَادٌ ، بالكسر ، والجمعُ مَوَاحِيدُ ، وقد زَلَّتْ قَدَمُ الجَوهرِيّ فقال : المِيحَادُ مِن الوَاحِدِ كالمِعْشَارِ مِن العَشَرَةِ ، هذا خِلَافُ نَصِّ عِبارته ، فإِنه قال : والمِيحَادُ من الواحِدِ كالمِعْشَارِ ، وهو جُزْءٌ واحِدٌ ، كما أَنَّ المِعْشَارَ عُشْرٌ (٥). ثُمَّ بيَّنَ المُصَنِّف وَجْهَ الغَلَطِ فقال : لأَنَّه إِن أَرادَ الاشتقاقَ وبَيَانَ المَأْخَذِ ، كما هو المتبادِرُ إِلى الذِّهْنِ فَمَا أَقَلَّ جَدْوَاهُ ، وقد يقال : إِن الإِشارَةَ لِبَيَانِ مِثْلِه ليس ممَّا يُؤاخَذُ عليه ، خُصُوصاً وقد صَرَّح به الأَقْدَمُونَ في كُتبهم ، وإِن أَرادَ أَنَّ المِعْشَارَ عَشَرَةٌ عَشَرَةٌ ، كما أَنَّ المِيحَادَ فَرْدٌ فَرْدٌ ، فَغَلَطٌ ، وفي التكملة : فقد زَلَّ ، لأَنَّ المِعْشَارَ والعُشْرَ واحِدٌ مِن العَشَرةِ ، ولا يُقال في المِيحَادِ وَاحِدٌ مِن الواحِدِ ، هكذا أَوْرَدَه الصاغانيُّ في تَكْمِلَته ، وقَلَّدَه المُصنِّف في عادَتِه ، وأَنت خَبِيرٌ بأَنَّ ما ذَكره المُصنِّف ليس مَفْهُومَ عِبَارَتِه التي سُقْنَاهَا عنه ، ولا يَقُولُ به قائلٌ فَضْلاً عن مثْل هذا الإِمامِ المُقْتَدَى به عند الأَعلام.
والوَحِيدُ : ع بِعَيْنِه ، عن كُرَاع ، وذكره ذُو الرُّمَّة فقال :
أَلَا يَا دَارَ مَيَّةَ بِالوَحِيدِ |
|
كأَنَّ رُسُومَها قِطَعُ البُرُودِ |
وقال السُّكَّرِيّ : نَقاً بالدَّهْنَاءِ لبنِي ضَبَّةَ ، قاله في شَرْحِ قولِ جَريرٍ :
أَسَاءَلْتَ (٦) الوَحِيدَ وجَانِبَيْهِ |
|
فَمَا لَكَ لَا يُكَلِّمُكَ الوَحِيدُ |
وذَكَر الحَفْصِيُّ مَسافَةَ بَيْنَ اليَمَامَةِ والدَّهْنَاءِ ثم قال : وأَوَّلُ جَبَلٍ بالدَّهْنَاءِ يُقَال له الوَحِيدُ : ماءٌ من مِيَاه عُقَيْلٍ يُقَارِب بلادَ بَنِي الحارث بن كَعْبٍ.
والوَحِيدَانِ : مَاءَانِ بِبلادِ قيْسٍ مَعْرُوفَانِ ، قاله أَبو منصورٍ ، وأَنشد غيرُه لابنِ مُقْبِلٍ :
فَأَصْبَحْنَ مِنْ مَاءِ الوَحِيدَيْنِ نُقْرَةً (٧) |
|
بِمِيزَانِ رَغْمٍ إِذْ بَدَا صَدَوَانِ |
ويُرْوَى الوَجِيدَانِ ، بالجيم والحاءِ ، قاله الأَزْدِيُّ عن خالِدٍ.
__________________
(١) هكذا ضبطت في القاموس باسكان الحاء. وفي اللسان بالتحريك ، وهو ما ضبطناه في العبارة التالية ومثله في التهذيب.
(٢) شعراء النصرانية ، وصدره :
كأن رحلي وقد زال النهار بنا
(٣) التهذيب : «والواحد في صفة الله معناه» وفي اللسان فكالأصل.
(٤) في النهاية واللسان : للجماعة.
(٥) عبارة الصحاح كما نقلها عنه صاحب القاموس في المتن ، وليس كما نقلها الشارح.
(٦) عن الديوان ومعجم البلدان ، وبالأصل «أسادات».
(٧) عن معجم البلدان ، وبالأصل «قفرة».