[كهد] : كَهَدَ في المَشْيِ ، كمَنَع ، كَهْداً وكَهَدَاناً ، الأَخير محرّكة ، : أَسْرَعَ. وكَهَدْتُه ، هكذا في النّسخ ثُلاثِيًّا ، وفي الصّحاح : كَهَدَ الحِمَارُ كَهَدَاناً ، أَي عَدَا ، وأَكْهَدته أَنا ، وهو الصواب ومنه قولُ الفَرزدق يهجو جَرِيراً وبني كُلَيْبٍ :
ولكِنَّهم يُكْهِدُونَ الحَمِيرَ |
|
رُدَافَى عَلَى العَجْبِ والقَرْدَدِ |
وكَهَدَ ، إِذا أَلَحَّ في الطَّلَبِ ، وكَهَدَ إِذا تَعِبَ بنفسه وأَعْيَا.
وأَتانٌ كَهُودُ اليَدَيْنِ : سَرِيعَةٌ ، وبه فُسِّرَ قولُ الفرزدق :
مُوَقَّعَةٍ بِبَيَاضِ الرُّكُودِ |
|
كَهُودِ اليَدَيْنِ مَعَ المُكْهِدِ |
أَرادَ بِكَهُودِ اليَدَيْنِ الأَتانَ السَّرِيعَة.
والكَوْهَدُ ، كجَوْهَرٍ : المُرْتَعِشُ كِبَراً ، يقال : شَيخٌ كَوْهَدٌ.
والكَهْدَاءُ : الأَمَةُ ، لِسُرْعَتها في الخِدْمَةِ ، وقد كَهَدَ وأَكْهَدَ.
وأَكْهَدَ : تَعِبَ وأَتْعَبَ ، ولَقِيَني كاهِداً قد أَعْيَا ومُكْهِداً ، وأَكْهَدَ وكَهَدَ ، وكَدَه وأَكْدَهَ ، كلّ ذلك إِذا أَجْهَدَه الدُّؤُوبُ.
وقد تقدم الشاهد في قول الفرزدق ، وهو المُكْهِد أَي المُتْعِب وأَراد به العَيْرَ.
واكْوَهَدَّ الشيْخُ والفَرْخُ كاقْمَهَدَّ (١) واكْوِهْدَادُ الفَرْخِ : ارْتِعَادُه إِلى أُمِّه لِتَزُقَّه.
ويقال أَصابَهُ جَهْدٌ وكَهْدٌ بمعنًى واحدٍ.
[كيد] : الكَيْدُ : المَكْرُ والخُبْثُ ، كالمَكِيدَةِ ، قال الليث : الكَيْدُ مِن المَكِيدة ، وقد كَادَه يَكِيدُه كَيْداً ومَكِيدَةً. قال شيخُنا : وظاهِرُ كلامِهِم أَنْ الكَيْدَ والمَكْرَ مُترادفانِ ، وهو الظاهر ، وقد فَرَّق بينهما بعضُ فُقَهَاءِ اللُّغَة ، فقال : الكَيْدُ : المَضَرَّة ، والمَكْرُ : إِخفاءُ الكَيْدِ وإِيصالُ المَضَرَّة ، وقيل : الكَيْدُ : الأَخْذُ على خَفَاءٍ ، ولا يُعْتَبر فيه إِظهارُ خِلَافِ ما أَبْطَنَه ، ويُعْتَبر ذلك في المَكْرِ. والله أَعلم.
والكَيْدُ : الحِيلَةُ ، وبه فُسِّر قَولُه تعالى (فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتى) (٢) وقوله تعالى (فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً) (٣) أَي فَيحْتَالوا احتِيَالاً. وفلانٌ يَكِيدُ أَمْراً ما أَدْرِي ما هو ، إِذا كان يُرِيغُه ويَحتال له ، ويَسْعَى له ويَخْتِله ، وكلّ شيْءٍ تُعالِجه فأَنت تَكِيدُه.
والكَيْد : الاحتيالُ والاجتهاد ، وبه سُمِّيت الحَرْبُ كَيْداً ، لاحتيالِ الناسِ فيها ، وهو مَجاز ، وفي الأَساس : ومن المجاز : غَزَا فَلَمْ يَلْقَ كَيْداً ، أَي لم يُقَاتلْ ، انتهى. قلت : وهو في حديث ابن عمر (٤). وفي حديث صُلْحِ نَجَرانَ «إِنْ كانَ باليَمَنِ كَيْدٌ ذَاتُ غَدْرٍ» أَي حَرْبٌ ، ولذلك أَنَّثَها.
والكَيْدُ : إِخرَاجُ الزَّنْدِ النَّارَ ؛ والكَيْدُ : القَيْءُ ، ومنهحَديث قَتَادَة «إِذا بَلَغ الصائمُ الكَيْدَ أَفْطَر» حكاه الهَرَويّ في الغَريبينِ وابنُ سِيده.
وعن ابن الأَعرابيّ : الكَيْدُ : اجْتِهَادُ الغُرَابِ في صِياحِه ، وقد كَادَ الرجُلُ إِذا قَاءَ.
ومن المجازِ : كادَ بِنَفْسِه كَيْداً : جَادَ بها جَوْداً ، وسَاقَ سِياقاً. وفي الأَساس : رأَيتُه يَكِيد بِنَفْسِه : يُقَاسِي المَشَقَّةَ في سِيَاقه. وفي الحديثِ «أَن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم دَخَلَ على سَعْدِ بن مُعَاذٍ وهو يَكِيدُ بَنَفْسِه فقال : جَزَاكَ اللهُ مِنْ سَيِّدِ قَوْمٍ». يريد النَّزْعَ.
وكادَت المَرْأَةُ تَكِيد كَيْداً : حَاضَتْ ، ومنهحَديث ابنِ عبَّاس «أَنه نَظَر إِلى جَوَارٍ قَدْ كِدْنَ في الطَّريقِ ، فأَمرَ أَن يَتَنَحَّيْنَ» معناه : حِضْنَ. والكَيْدُ : الحَيْضُ.
وكَادَ يَفْعَلُ كذا : قَارَبَ وهَمَّ قال الفَرَّاءُ : العَرب تَقولُ مَا كِدْت أَبْلُغ إِليكَ وأَنت قد بَلَغْتَ. قال : وهذا هو وجه العَرَبِيَّة ، ومن العرب مَنْ يُدخِل كاد وَيكادُ في اليَقِينِ ، وهو بمنزلة الظَّنِّ ، أَصْلُه الشَّكُّ ، ثُمَّ يُجْعَل يَقيناً. كَكِيدَ ، في لُغة بعضِ العَرب ، كما تَقدَّم ، وهو على وَجْهِ الشُّذُوذِ ، وإِنما اسْتَطْرَده هنا مع ذِكْرِه أَوَّلاً في كود إِشارةً إِلى أَنه واويّ ويائيّ ، وهو صَنيع غالِبِ أَئمّة اللُّغَة ، ومنهم من اقتصر على أَحدهما.
__________________
(١) القاموس : واكوهَدَّ : اقمهدَّ.
(٢) سورة طه الآية ٦٠.
(٣) سورة يوسف الآية ٥.
(٤) ولفظه كما في اللسان : «أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، غزا غزوة كذا فرجع ولم يلق كيداً».