سَبْتاً : دَهْرَاً ، ورُوِيَ : سِتّاً ، أَي سِتَّ سِنين. وفي شرْح شيخنا : وقيل لُغة رُومِيَّة مُعَرّب إِقْلِيدِس ، وجَمْعه أَقاليد كالمِقْلَادِ والمِقْلَدِ والمِقْلِيد. عن أَبي الهَيْثَم. والإِقْلاد.
وهذه في اللسان ، كلّ ذلك بالكسر. وفي اللسان والمِقْلَدُ : مِفْتَاحٌ كالمِنْجَل ؛ وفي كتاب البصائر : والإِقلِيد : المِفْتَاحُ ، وجَمْعه المَقَالِيدُ ، كما قالوا مَلَامِح ومَحَاسِن ومَشَابِه ومَذَاكِير.
والإِقليد : شَرِيطٌ يُشَدُّ به رَأْسُ الجُلَّةِ ، بضمّ الجيم : وِعاء من خُوصٍ كما سيأْتي.
والإِقليد : شَيْءٌ يُطَوَّلُ مِثْلَ الخَيْطِ من الصُّفْرِ يُقْلَدُ على البُرَةِ التي يُشَدُّ بها زِمَامُ الناقةِ ، وهو طَرَفُها [يُثْنَى على طرَفيها] ويُلْوَى لَيّاً حَتَّى يَسْتَمْسِكَ ، ويُقْلَد أَيضاً عَلَى خَوْقِ القُرْطِ أَي حَلْقَتِه وشِنْفِه ، وفي بعض النُّسخ : خَرْق القُرْطِ (١) ، كالقِلَادِ بالكسر ، وبعضهم يقول له ذلك ، يُقْلَد أَي يُقَوَّى (٢) ، كما في اللسان.
والإِقليد : العُنُقُ ، وجَمْعُه أَقْلَادٌ ، وهو نادرٌ ، وبه فُسِّر قولُ رُؤْبَة :
بِخَفْقِ أَيْدينا خُيُوطَ الأَقْلَادْ
أَي الأَعناق ، قال الصاغانيّ : وهي مُسْتَعَارَة من القِلَادَة.
ومن ذلك قولهم نَاقَةٌ قَلْدَاءُ : طَوِيلَتُهَا ، أَي العُنُقِ.
والقِلِّيدُ والمِقْلَادُ ، كسِكِّيتٍ ومِصْبَاحٍ : الخِزَانَةُ ، وجَمعه مَقالِيدُ ، وقولُه تَعالى : (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٣) يجوز أَن تكون المَفَاتِيحَ ، وهو قولُ مُجاهدٍ ، واحِدها إِقْلِيدٌ ، ويجوز أَن تكونَ الخَزَائنَ ، وهو قَوْل السّدِّيّ ، كذا في البصائر ؛ وقال الزجَّاجُ : معناه أَن كلَّ شيْءٍ من السَّموات والأَرض فاللهُ خالِقُه وفاتِحُ بابِه ؛ وقال الأَصمعيُّ : المَقَالِيدُ ولا واحدَ لها ؛ ونَقَل شيخُنا عن الشِّهاب في العِنَايةِ : أَو جمع مِقْلِيدٍ أَو مِقْلادٍ أَو مِقْلَدِ.
ومن المَجاز : أُلْقِيَتْ إِليه مَقَالِيدُ الأُمورِ ، وضَاقَتْ مَقَالِدُهُ ومَقَالِيدُه : ضاقَتْ عليه أُمورُه. وقال الشهاب : والمِقْلَدُ : الحَبْل المَفْتُولُ. ومنه : ضاقَتْ مَقَالِيدُه ، أَي أُمُورُه. قلت : وهذا نَظراً إِلى أَن المَقَالِيدَ بمعنى القَلائدِ ، ولم يَثْبُت استعمالُه ، فليُنْظَر.
والمِقْلَدُ ، كمِنْبَرٍ : الوِعَاءُ ، والمِخْلَاةُ ، والمِكْيَالُ ، والمِقْلَدُ : عَصاً في رأْسِهَا اعْوِجَاجٌ يُقْلَد بها الكَلأُ ، كما يُقْتَلَد (٤) القَتُّ إِذا جُعِل حِبالاً ، أَي يُفْتَل ، والجمْع المَقالِيدُ.
والمِقْلَدُ : مِفْتَاحٌ كالمِنْجَلِ أَو هو المِنْجَلُ بِنَفْسِه يُقْطَع به القَتُّ ، قال الأَعشى :
لَدَى ابنِ يَزِيدٍ أَو لَدَى ابْنِ مُعَرِّفٍ |
|
يُقَتُّ لَهَا طَوْراً وطَوْراً بِمِقْلَدِ |
ومن المجاز القِلْدُ ، بالكسر : قَوَافِلُ مَكَّةَ المُشْرَّفةِ إِلى جُدَّةَ ، سُمِّيَت قِلْداً بما بعدَه ، وهو أَي القِلْدُ يَوْمُ إِتْيَان الحُمَّى أَو حُمَّى الرِّبْعِ ، وهو الوَقْت المَعْرُوف الذي لا يَكاد يُخْطِيءُ ، والجمع أَقْلَادٌ. وقال الأَصمعيّ : القِلْدُ : المَحْمُومُ يومَ تأْتِيه الرِّبْعُ.
والقِلْدُ : الحَظُّ مِن المَاءِ. واستَوفَى قِلْدَهُ من الماءِ : شِرْبَهُ ، واستَوفَوا أَقلادَهم ، وأَقَمْت إِقْلِيدي (٥) إِذا سَقَى أَرْضَه بِقِلْدِه. كذا في الأَساس.
والقِلْدُ : الرُّفْقَةُ من القَومِ ، وهي الجَمَاعَةُ منهم.
والقِلْدُ : قَضِيبُ الدَّابَةِ ، والقِلْدُ : سَقْيُ الماءِ كُلَّ أُسبوع يقال : سَقَى إِبلَه قِلْداً. قاله الفَرَّاءُ. ويقال : كَيْفَ قِلْدُ نَخْلِ بني فُلانٍ؟ فيقال : تَشرَب في كُلِّ عَشْر مَرَّةً. وما بَيْن القِلْدَيْنِ ظِمْءٌ. وفي حديث عبد الله بن عَمْرٍو «أَنه قال لِقَيِّمه على الوَهْط (٦) : إِذا أَقَمْتَ قِلْدَك مِن الماءِ فاسْقِ الأَقْرَبَ فالأَقْرَبَ».
أَراد بقِلْدِه يومَ سَقْيِه مَالَه ، أَي إِذا سَقيْتَ أَرْضَكَ فأَعْطِ مَنْ يَلِيكَ.
والقِلْدُ : شِبْهُ القَعْبِ ، عن أَبي حنيفةَ.
ومن المَجاز : أَعْطَيْتُه قِلْدَ أَمْرِي : فَوَّضْتُه إِليه ، كذا في الأَساس. والقِلْدَةُ ، بهاءٍ : القِشْدَةُ ، وهي ثُفْل السَّمْنِ وهي الكُدَادَة. والقِلْدَةُ : التَّمْرُ والسَّوِيقُ يُخَلَّصُ به السَّمْنُ.
__________________
(١) وهي عبارة اللسان والتهذيب.
(٢) في التهذيب : «يعوي» والعي : الليّ والعطف. ونراه الصواب.
(٣) سورة الزمر الآية ٦٣ وسورة الشورى الآية ١٢.
(٤) التهذيب : كما يُقلَد.
(٥) في الأساس : إقْلِدِي.
(٦) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله الوهط ، هو بستان ومال كان لعمرو بن العاص بالطائف.