قَفِدَ قَفَداً وهو أَقْفَدُ ، وهو عَيْبٌ في الخَيْل ، وزاد في الأَفْعَال : كالقُوَامِ (١) في الأَيْدِي. وقال ابنُ شُمَيْلٍ : القَفَدُ : يُبْسٌ يكون في رُسْغِه كأَنَّه يَطَأُ على مُقَدَّم سُنْبُكِه. والقَفَدُ أَيضاً : أَن يَلُفَّ عِمَامَتَهُ ولا يُسدِلُ عَذَبَتَه. وقال ثعلب : هو أَن يَعْتَمَّ عَلَى قَفْدِ رَأْسِهِ ، ولم يُفَسِّر القَفْدَ. وكذا القَفْدَاءُ ، وفي الأَفعال : وقَفِدَ الرَّجُلُ : تَعَمَّمَ القَفْدَاءَ ، إِذا لم يَسْدُل ذُؤَابَةً (٢). وفي التهذيب : العِمَّة القَفْدَاءُ مَعروفةٌ ، وهي غيرُ المَيْلاءِ. قال (٣) : وكان مُصْعَب بنُ الزُّبير يَعْتَمُّ القَفْدَاءَ ، وكان محمّد بن سَعْد بن أَبي وَقَّاصٍ الذي قَتَله الحَجّاجُ يَعْتَمُّ المَيْلَاءَ.
والقَفَدَانَةُ ، مُحَرَّكَةً : غِلافُ المُكْحُلَةِ يُتَّخَذُ مِن مَشَاوِبَ (٤) أَي يُتّخَذ مُخَطَّطاً بحُمْرَةٍ وخُضْرة وصُفْرة ، وربّما اتُّخِذ من أَدِيمٍ.
والقَفَدانَةُ والقَفَدانُ : خَرِيطَةٌ مِنْ أَدَمٍ تُتَّخَذ للعِطْرِ وغَيْرِه فارسيّ مُعَرَّب ، وقال ابنُ دُرَيد : هي خَريطة العَطَّارِ. قال يَصِفُ شِقْشِقَةَ البَعِير :
فِي جَوْنَةِ كَقَفَدانِ العَطَّارْ
عَنَى بالجَوْنَة هاهنا الحَمراءَ.
[قفعد] : القَفَعْدَدُ ، كسَفَرْجَلٍ ، أَهمله الجَوْهَريُّ ، وفي الأَبْنِيَّةِ : هو القَصِيرُ ، مثَّلَ به سيبويهِ وفسَّره السيرافيُّ ، كذا في اللسان والتكملة.
[قفند] : القَفَنَّدُ ، كعَمَلَّسٍ ، أَهمله الجوهريُّ. وقال الليثُ : هو الشَّدِيدُ الرأْسِ ، كذا في التهذيب في الرباعيّ أَو العَظِيمُه ، أَي الرأْسِ.
والقَفَنْدَدُ ، بقلب إِحدى النونين دالاً : العَظِيمُ الأَلْوَاحِ مِنَّا ، أَي من الرِّجال ، ج قَفَانِدُ ، جمع تكسير ، وقَفَنْدَدُونَ ، جمع سلامة.
[قلد] : قَلَدَ الماءَ في الحَوْضِ ، واللَّبَنَ في السِّقَاءِ ، والسَّمْنَ في النِّحْيِ ، والشَّرَابَ في البَطْنِ ، يَقْلِدُه ، بالكسر ، قَلْداً : جَمَعَه فيه ، قال ابن الأَعْرابيّ : قَلَدْت اللَّبَنَ في السّقاءِ وقَرَيْتُه : جَمَعْتُه فيه ، وعن أَبي زيد : قَلَدْتُ الماءَ في الحَوْض ، وقَلَدْتُ اللَّبَنَ في السِّقَاءِ ، أَقْلِده قَلْداً ، إِذا قَدَحْتَ بِقَدَحِك مِن الماءِ ثم صَبَبْتَه في الحَوْضِ أَو في السِّقَاءِ.
وقَلَدَ مِن الشَّرابِ في جَوْفِه ، إِذا شَرِب منه ، كذا في الأَفعال. وقلَدَ الشَّيْءَ على الشَّيْءِ : لَواهُ كإِدَارَة القُلْبِ علَى القُلْبِ مِن الحُلِيِّ. وكُلُّ مالُوِيَ على شيْءٍ فقد قُلِدَ. وقَلَدَ الحَبْلَ : فَتَلَه وعن ابن الأَعرابيّ : يقال للشيخ إِذا أَفْنَدَ قد قُلِّدَ (٥) حَبْلُه ، أَي فُتِلَ فلا يُلْتَفتُ إِلى رَأْيِه. وكُلُّ قُوَّةٍ انْطَوَتْ مِن الحَبْلِ عَلَى قُوَّةٍ فهو قَلْدٌ. والجمع أَقْلادٌ وقُلُودٍ ، قال ابنُ سِيده : حكاه أَبو حَنِيفَة فهو أَي الحبل قَلِيدٌ ومَقْلُودٌ.
ويقال : قَلَدَت الحُمَّى فُلاناً : أَخذَتْه كُلَّ يَوْمٍ ، تَقْلِدُه قَلْداً. وقَلَدَ الزَّرْعَ : سَقَاهُ ، يَقْلِدُه قَلْداً ، قال الأَزهريُّ : القَلْدُ المَصْدَرُ ، والقِلْدُ الاسم ، وسيأْتي. وقَلَدَ الحَدِيدَةَ : رَقَّقَهَا ولَوَاهَا على مِثْلِهَا أَو عَلَى شَيْءٍ ، ومن ذلك سِوَارٌ مَقْلُودٌ ، وهو ذو قُلْبَيْنِ مَلْوِيَّيْنِ.
وسِوارٌ قَلْدٌ ، بالفَتْحِ ، أَي مَلْوِيٌّ.
والإِقْلِيدُ ـ بالكسر ، واعتمد الشُّهْرة فلم يَضْبِطه كما هو سَنَنُه المأْلوف ، إِذ لا أَفعيل بالفتح ، على الأَصح ، قاله شيخُنَا ، ثم رأَيت المَناوِيَّ قال في أَحكام الأَساس : وفَتح البابَ بالأَقْلِيد ، بفتح الهمزة : المِفْتَاح ، فليُنظَر ـ : بُرَةُ النَّاقَةِ (٦) يُلْوَى طَرفاها. والإِقْليد : المِفْتَاحُ ، قاله أَبو الهَيْثَم ، وقيل : الإِقْلِيد مُعَرَّب وأَصْلهُ كِلِيد. وفي حديث قَتْل ابنِ أَبي الحُقَيق : «فَقُمْتُ إِلى الأَقَالِيدِ فأَخَذْتُها» هِي جمْع إِقْلِيدٍ ، وهي المَفَاتِيحُ ، وقيل : الإِقليد يَمانِيَة ، وقال اللِّحْيَانيُّ : هو المِفْتاحُ. ولم يَعْزُها إِلى اليمَن. وقال تُبَّع حينَ حَجَّ البيتَ :
وأَقَمْنَا بِهِ مِنَ الدَّهْرِ سَبْتاً |
|
وجَعَلْنَا لِبَابِهِ إِقْلِيدَا |
__________________
(١) قوله كالقوام بالضم ، داء يأخذ في قوائم الشاة ، كما في القاموس.
(٢) في الصحاح : القَفَدُ : جنس من العِمَّة. يقال : اعتمّ القَفْداء ، إذا لم يسدل طرفها.
(٣) في اللسان : قال أبو عمرو : وكان مصعب ..
(٤) في اللسان : «مشارب» وفي التكملة : «مشادب» وكلاهما تحريف ، والمشاوب غلاف القارورة.
(٥) هكذا ضبطت في التهذيب بتشديد اللام ضبط قلم.
(٦) البُرَةُ التي يشد فيها زمام الناقة لها إقليد ، وهو طرفها يثنى على الطرف الآخر ويلوى ليًّا حتى يستمسك. (عن التهذيب) وسيرد بهذا المعنى قريباً.