كالقَصِيدَة ، فِيهِمَا ، أَي في الناقَةِ والعَصَا ، أَما في الناقَةِ فقد جاءَ ذلك عنِ ابنِ شُمَيْلٍ ، يقال : ناقَةٌ قَصِيدٌ وقَصِيدَةٌ.
وأَما في العَصَا فلم يُسْمَع إِلَّا القَصِيد.
والقَصِيد : السَّمِينُ مِنَ الأَسْنِمَةِ ، قال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ :
وأَيْقَنْتُ إِنْ شاءَ الإِلهُ بِأَنَّه |
|
سَيُبْلِغُنِي أَجْلَادُهَا وقَصِيدُهَا(١) |
والقَصِيد مِنَ الشِّعْرِ : المُنَقَّحُ المُجَوَّدُ المُهَذَّب ، الذي قد أَعْمَلَ فيه الشاعرُ فِكْرتَه ولم يَقْتَضِبْه اقْتِضاباً ، كالقَصِيدة ، كما تقدَّمَ.
وفي الأَفعال لابن القطاع : أَقْصَدَ السَّهْمُ : أَصَابَ فَقَتَلَ مَكَانَه.
وأَقْصَدَ الرجلُ فُلاناً : طَعَنَه أَو رَماه بسَهْمٍ فلمْ يُخْطِئْهُ ، أَي لم يُخْطِىء مَقَاتِلَه ، فهو مُقْصَدٌ ، وفي شعر حُمَيدِ بن ثَورٍ :
أَصْبَح قَلْبِي مِنْ سُلَيْمَى مُقْصَدَا |
|
إِنْ خَطَأً مِنْهَا وإِنْ تَعَمُّدَا |
وأَقْصَدَته الحَيَّةُ : لَدَغَتْ فقَتَلَتْ ، قال الأَصمعيُّ : الإِقصادُ : أَنْ تَضْرِبَ الشَّيْءَ أَو تَرْمِيَه فيَمُوتَ مَكَانَه ، وقال الأَخْطَلُ :
فإِنْ كُنتِ قَدْ أَقْصَدْتِني إِذْ رَمَيْتِنِي |
|
بِسَهْمَيْكِ فَالرَّامِي يَصِيدُ ولا يَدْرِي |
أَي ولا يَخْتِلُ. وفي حديثِ عَلِيٍّ : «وأَقْصَدَتْ بأَسْهُمِها».
وقال الليث : الإِقصادُ هو القَتْلُ علَى المَكَانِ ، يقال : عَضَّتْه حَيَّةٌ فأَقْصَدَتْه.
والمُقَصَّدَةُ ، كمُعَظَّمَةٍ : سِمَةٌ للإِبِلِ في آذَانِهَا ، نقَلَه الصاغانيّ.
والمُقْصَد ، كمُكْرَمٍ (٢) : مَنْ يَمْرَضُ ويَمُوتُ سَرِيعاً ، وفي بعض الأُمهات : ثمَّ يَموت.
والمَقْصَدَةُ كالمَحْمَدَةِ (٣) : المَرْأَةُ العَظيمةُ التَّامَّةُ ، هكذا في سائر النسخ التي بأَيدينا ، والذي في اللسان وغيرِه : العَظِيمةُ الهامَةِ التي تُعْجِبُ كُلَّ أَحَدٍ يَرَاها.
والمَقْصَدَةُ ، وهذه ضَبَطَهَا بعضُهُم كمُعَظَّمَةٍ ، وهي المرأَة التي تَمِيل إِلى القِصَر.
والقَاصِدُ : القَرِيبُ ، يقال : سَفَرٌ قاصِدٌ ، أَي سهْل قَرِيبٌ. وفي التنزيلِ العزيزِ : (لَوْ كانَ عَرَضاً قَرِيباً وَسَفَراً قاصِداً لَاتَّبَعُوكَ) (٤) قال ابن عَرَفَة : سَفَرَاً قاصِداً ، أَي غَيْرَ شَاقٍّ ولا مُتَنَاهِي البُعْدِ ؛ كذا في البَصَائِر ، وفي الحديث «عَلَيْكُمْ هَدْياً قَاصِداً» أَي طَرِيقاً [مُعْتَدِلاً] (٥) وفي الأَفعال لابن القَطَّاع. وقَصَدَ الشيءُ : قَرُبَ معتدلاً.
ومن المجاز ، يقال : بَيْنَنَا وبَيْنَ الماءِ لَيْلَةٌ قاصِدَةٌ ، أَي هَيِّنَةُ السَّيْرِ لا تَعَبَ ولا بُطءَ ، وكذلك لَيَالٍ قَواصِدُ.
* ومما يستدرك عليه :
قَصُدَ قَصَادَةً : أَتَى.
وأَقْصَدَني إِليه الأَمْرُ.
وهو قَصْدُك وقَصْدَكَ أَي تُجَاهَكَ ، وكونُه اسماً أَكْثَرُ في كلامِهم ، وقَصَدْتُ قَصْدَه ، نَحْوَه (٦).
وقَصَدَ فُلَانٌ في مَشْيِه ، إِذا مَشَى مُسْتَوِياً.
واقْتَصَد في أَمْرِه : استَقَامَ. وقال ابنُ بُزُرْج : أَقْصَدَ الشاعِرُ ، وأَرْمَلَ ، وأَهْزَج وأَرْجَزَ من القَصِيدِ والرَّمْلِ والهَزَجِ والرَّجَزِ (٧).
وعن ابن شُمَيْلٍ : القَصُودُ من الإِبِل : الجامِسُ المُخِّ.
والقَصْدُ : اللَّحْمُ اليابِسُ ، كالقَصِيد.
والقَصَدَةُ ، مُحَرَّكَةً : العُنُق ، والجمْع أَقْصَادٌ ، عن كُراع ، وهذا نادِرٌ قال ابنُ سِيدَه : أَعْنِي أَن يَكون أَفْعَالٌ جَمْعَ فَعَلَةٍ إِلَّا عَلَى طَرْحِ الزائدِ ، والمَعروف القَصَرَةُ.
وعن أَبي حَنيفة : القَصْدُ يَنْبُتُ في الخَرِيف إِذا بَرَدَ الليْلُ من غَيْرِ مَطَرٍ.
__________________
(١) يريد : سنامها.
(٢) على هامش القاموس من نسخة أخرى «كَمُخْرَجٍ».
(٣) في اللسان : والقَصْدَةُ من النساء ، ونبه مصححه بهامشه إلى عبارة القاموس.
(٤) سورة التوبة الآية ٤٢.
(٥) زيادة عن النهاية.
(٦) في الصحاح واللسان : وقصدت قصده : نحوت نحوه.
(٧) مكرر ، وقد تقدم قوله.