والمِفْأَد ، والمِفْآد ، والمِفْأَدةُ ، كمِنْبَرٍ ، ومِصْباحٍ ، ومِكْنَسَةٍ الثانيةُ عن الصاغانيِّ : السَّفُّودُ ، وهو من فأَدْتُ اللَّحْمَ وافتأَدْته ، إِذا شَوَيْته ، قال الشاعر :
يَظَلُّ الغُرابُ الأَعْوَرُ العَيْنِ رافِعاً (١) |
|
مع الذِّئْبِ يَعْتَسَّانِ نارِي ومِفْأَدِي |
وهو ما يُخْتَبَزُ ويُشْوَى به.
والمِفْآد : خَشَبَةٌ يُحَرَّكُ بها التَّنُّورُ ، ج : مَفَائِيدُ ، وفي اللِّسَان : مَفَائِدُ.
والفَئِيدُ : النَّارُ نَفْسُها ، قال لبيد :
وَجَدْتُ أَبِي رَبِيعاً للْيَتَامَى |
|
وللضِّيفانِ إِذْ حُبَّ الفَئيدُ |
والفَئِيدُ : اللَّحْمُ المَشْوِيُّ ، وكذا الخُبْزُ ، ويقال : إِذا شُوِيَ اللَّحْم فوقَ الجَمْرِ فهو مُفْأَدٌ وفَئِيدٌ.
والفَئِيد الجَبَانُ ، كالمَفْؤُودِ ، فيهما ، يقال في الأَول : خُبْزٌ مَفْؤُود ، ولَحْمٌ مَفْؤود ، وفي الثاني ، رجُلٌ مَفْؤودٌ : جبانٌ ضَعِيفُ الفؤادِ ، مثلْ المَنْخُوبِ ، ورْجلٌ مَفْؤُودٌ وفَئِيدٌ : لا فؤادَ له.
ولا فِعْلَ له ، قال ابنُ جِنِّي : لم يُصَرَّفُوا منه فِعْلاً ، ومفعولٌ للصَّفة (٢) إِنَّمَا يَأْتِي على الفِعْل ، نحو مضْرُوبٍ من ضُرِب ومَقْتولٍ من قُتِل.
وافتَأَدُوا : أَوقَدُوا ناراً لِيَشْتَوُوا.
والتَّفَؤُّدُ : التَحَرُّقُ ، هكذا بالقَاف في نسختنا ، وكذا هو بخطِّ الصاغَانيِّ. وفي نُسْخَةِ شيخنَا : التَّحَرُّك ، بالكاف ، ويُؤَيِّد الأُولَى قولُه فيما بعْدُ والتَّوقُّدُ ، ومنه أَي من معْنى التَّوقُّدِ ، سُمِّيَ الفُؤَادُ ، بالضَّمّ مهموزاً ، لتَوَقُّدِه ، وقيل أَصْلُ الفأْدِ : الحَرَكَةُ والتَّحْريكُ ، ومنه اشتُقَّ الفُؤادُ ، لأَنَّه يَنْبِضُ ويَتَحَرَّك كثيراً ، قال شيخُنَا : وهذا أَظهَرُ لعَدمِ تَخلُّفه ومُرادفتِه للقَلْب كما صَدَّر به ، وهو الذي عليه الأَكثر.
وفي «البصائر» للمصنِّف : وقيل إِنما يقال للقَلْبِ : الفُؤَادُ ، إِذا اعتُبِرَ فيه معنَى التَّفؤُّدِ ، أَي التِّوَقُّد ، مُذَكَّرٌ لا غيرُ ، صرَّحَ بذلك اللِّحْيَانيُّ ، يكون ذلك لنَوْعِ الإِنسان وغيرِه من أَنواعِ الحَيَوانِ الّذِي له قَلْبٌ ، قال يَصفُ ناقةً :
كَمِثْلِ أَتانِ الوَحْشِ أَمَّا فُؤادُها |
|
فَصَعْبٌ وَأَمَّا ظَهْرُها فرَكُوبُ |
أَو هو ، أَي الفُؤادُ : ما يتَعَلَّق بالمَرِىءِ من كَبِدٍ ورِئَةٍ وقَلْبٍ.
وفي «الكفاية» ما يقتضِي أَن الفُؤادَ والقَلْبَ مُترَادِفانِ ، كما صدَّرَ به المصنّفُ ، وعليه اقتصرَ في المصباح. والأَكثرُ على التَّفْرقة.
فقال الأَزهَرِيُّ : القَلْبُ مُضْغَةٌ في الفُؤَادِ ، مُعَلَّقَةٌ بالنِّيَاطِ.
وبهذا جَزَمَ الواحِديُّ وغيرُه.
وقيل : الفُؤادُ : وِعاءُ القَلْبِ ، أَو داخِلُه ، أَو غِشاؤُه ، والقَلْبُ حَبَّتُه. كما قاله عِياضٌ وغيرُه. وأَشار إِليه ابنُ الأَثير.
وفي «البصائر» للمصنِّف : وقيل : القَلْب أَخَصُّ من الفُؤادِ ، ومنهحديث : «أَتاكُم أَهلُ اليَمَنِ هم أَرَقُّ قُلوباً ، وأَلْيَنُ أَفْئِدَةً» فوصَفَ القُلُوبَ بالرِّقَّةِ ، والأَفئدةَ باللِّين.
وقال جماعةٌ من المُفَسِّرين : يُطلَقُ الفُؤادُ على العَقْلِ ، وجَوَّزُوا أَن يكون منه (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) (٣) ج أَفْئِدَةٌ ، قال سيبويهِ : ولا نَعْلَمه كُسِّر على غيرِ ذلك.
والفَوَادُ ، بالفَتْح والواو ، غريبٌ ، وقد قُرِئَ به. وهو قِراءَة الجَرَّاح العُقَيْليّ. وقالوا : تَوجِيهُها أَنَّه أَبْدَل الهَمْزَة واواً ، لوُقوعِها بعْدَ ضمَّةٍ في المشهور ثم فتح الفاءَ تخفيفاً. قال الشِّهاب ، تَبعاً لغيره : وهي لُغَةٌ فيه ، ولا عِبْرَةَ بإِنكار أَبي حاتِمٍ لها.
وفُئِدَ ، كعُنَيَ وفَرِحَ ، وهذِه عن الصاغانيِّ فأَداً شَكَاهُ أَي شَكَا فؤادَه ، أَو وَجِعَ فُؤادُهُ فهو مَفْؤُودٌ. وفي الحديث أَنه «عاد سَعْداً وقال : إِنكَ رجُلٌ مَفؤود».
وهو الّذِي أُصِيبَ فُؤادُه بِوَجَع ، ومِثْلُه في «التوضيح» لابن مالِكِ. وفي الأَساس : ورَجل مَفْؤُودٌ : مُصَابُ الفُؤادِ ، وقد فُئِدَ ، وفأَدَهُ الفَزَعُ.
__________________
(١) في التهذيب : واقعا.
(٢) في اللسان : مفعول الصفة.
(٣) سورة النجم الآية ١١.