يُلاقِي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى |
|
كما يَلْقَى السَّلِيمُ من العِدَادِ |
وقيل : عِدَادُ السَّلِيم أَن تَعُدَّ له سَبْعَةَ أَيَّامٍ ، فإِن مَضَتْ رَجَوْا له البُرْءَ ، وما لم تَمْضِ قيل : هو في عِدَادِه. ومعنى الحديث : تُعادُّنِي : تُؤْذِيني وتُراجِعُنِي [ويعاودُني أَلم سُمِّها] (١) ، في أَوقاتٍ معلومةٍ كما قال النابِغةُ في حَيَّةٍ لدَغت رَجُلاً :
تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُرَاجِعُ (٢)
ويقال : به عِدَادٌ من أَلمٍ ، أَي يُعَاوِدُه في أَوقاتٍ مَعْلُومةٍ.
وعِدَادُ الحُمَّي : وَقْتُها المعروفُ الَّذي لا يَكاد يُخْطِئُه. وعَمَّ بعضُهم بالعِدَادِ فقال : هو الشْيءُ يأْتِيك لِوَقْتِهِ مثْل الحُمَّى الغِبِّ والرِّبْعٍ وكذلك السّمُّ الَّذي يَقْتُلُ لِوَقْتِهِ ، وأَصْله من العَدَدِ ، كما تقدَّم.
وقال ابنُ شُمَيل : يقال : أَتيتُ فُلاناً في يَوم عِدادٍ ، أَي يَوْم جُمْعَةٍ أَو فِطْرٍ أَو أَضْحَى (٣).
ويقال : عِدَادُه في بَنِي فُلانٍ ، أَي يُعَدُّ منهم ومعَهم في الدِّيوانِ ، وفلانٌ في عِدَادِ أَهْلِ الخَيْرِ ، أَي يُعَدُّ منهم.
والعرب تقول : لَقِيتُهُ عِدَادَ الثُّرَيَّا القَمَرَ ، أَي مرّةً في الشَّهْرِ وما يأْتِينا فلانٌ إِلَّا عِدَادَ الثُّريَّا القَمَرَ وإِلَّا قِرَانَ القَمَرِ الثُّرَيَّا. أَي ما يأْتِينا في السَّنَةِ إِلَّا مَرَّةً واحدةً ، أَنشدَ أَبو الهَيْثَم ، لأُسَيْد بن الحُلَاحِلِ :
إِذَا ما قَارَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا |
|
لِثَالِثَةٍ فقد ذَهَب الشِّتَاءُ |
قال أَبو الهَيْثَم : وإِنَّمَا يُقَارِنُ القَمرُ الثُّريَّا لَيْلَةً ثالثةً من الهِلال ، وذلك أَوَّلَ الرَّبِيعِ وآخِرَ الشِّتَاءِ. ويقال : ما أَلْقَاه إِلّا عِدَّةَ الثُّرَيّا القَمَرَ ، وإِلّا عِدَادَ الثُّريَّا القَمَرَ وإِلَّا عِدادَ الثُّريَّا من القَمَرِ ، أَي إِلَّا مَرَّةً في السَّنة. وقيل : في عِدَّةِ نُزُولِ القَمَرِ الثُّرَيَّا. وقيل : هي ليلةٌ في كلِّ شَهرٍ يلتقِي فيه الثريّا والقمرُ.
وفي الصّحاح : وذلك أَن القَمَرَ يَنزِل الثُّريَّا في كلِّ شَهْرٍ مرَّةً. قال ابن بَرِّيٍّ : صوابُه أَن يقول : لأَنَّ القَمَر يُقَارِنُ الثُّريَّا في كلِّ سَنَةٍ مَرَّةً. وذلك في خَمْسَةِ أَيّامٍ من آذار ، وعلى ذلك قوْل أُسَيْدِ بن الحُلاحِل (٤) :
إِذا ما قَارَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا
البَيْت. وقال كُثَيِّر :
فدَعْ عنك سُعْدَى إِنّما تُسْعِفُ النَّوَى |
|
قِرَانَ الثُّرَيَّا مَرّةً ثم تَأْفُلُ |
قال ابن منظور : رأَيتُ بخطّ القاضي شمُسِ الدين أَحمد بن خلكّان : هذا الذي استدركه الشيخُ على الجوهريِّ لا يَرِدُ عليه ، لأَنه قال : إِن القَمَرَ يَنْزِل الثُّريَّا في كلِّ شَهْرٍ مرَّةً.
وهذا كلامٌ صحيحٌ ، لأَن القَمَرَ يَقطَع الفَلَكَ في كل شهرٍ مرَّةً ، ويكون كلَّ لَيلَةٍ في مَنْزِلةٍ ، والثُّريَّا من جُمْلَة المَنَازِل ، فيكون القَمَرُ فيها في الشَّهْر مرَّةً : ويقالُ : فُلانٌ إِنّما يأْتِي أَهْلَهُ العِدَّةَ ، أَي في الشَّهْر والشَّهْرَينِ وما تعرَّض الجوهريُّ للمقارَنةِ حتَّى يقولَ الشيخُ : صَوابُه كذا وكذا.
والعَدْعَدَةُ : العَجَلَةُ والسُّرْعَةُ ، عن ابن الأَعرابيِّ.
وعَدْعَدَ في المَشْيِ وغَيْرِه عَدْعَدَةً : أَسرَعَ.
والعَدْعَدةُ : صَوْتُ القَطَا ، عن أَبي عُبَيْدٍ (٥). قال : وكأَنَّهَا حِكايةٌ.
وعَدْعَدْ : زَجْرٌ للبَغْلِ ، قاله أَبو زيدٍ ، قال وعَدَسْ مثلُه.
وعَدِيدٌ كأَمِيرٍ : ماءٌ لِعَمِيرَةَ ، كسَفِينةٍ ، بطْن من كَلْب.
والعُدُّ والعُدَّةُ بضمِّهما بَثْرٌ يكون في الوَجْه ، عن ابن جِنِّي ، وقيل : هما بَثْرٌ يَخْرُج في ، وفي بعض النُّسخ (٦) : علي وُجُوهِ المِلَاحِ ، يقال : قد اسْتَمْكَتَ (٧) العُدُّ فاقْبَحْهُ ، أَي ابيضَّ رأْسُه فاكْسِره (٨) هكذا فَسَّروه.
__________________
(١) زيادة عن النهاية.
(٢) ديوانه وصدره :
تناذرها الرَّاقُون من سوء سُمِّها
(٣) في التهذيب : أو عيد.
(٤) عن اللسان ، وقد مرّ قريباً ، وبالأصل «حلاحل».
(٥) في التهذيب : أبي عبيدة.
(٦) هي عبارة اللسان والتكملة.
(٧) عن التكملة وبالأصل «استكت».
(٨) بهامش المطبوعة المصرية «قوله فاكسره عبارة اللسان فافضحه» وعبارة التكملة : ابيضّ رأسه من القيح فافضخه حتى تمسح عنه قيحه. قال : والقبح : الكسر.