الشِّمالِ.
وفي حديث عائشةَ رضياللهعنها واعتراضها بين يديه في الصلاة قالت : «أَكْرَهُ أَن أَسْنَحَه» ، أَي أَكْرَه أَن أَستقبِلَه ببَدنِي (١) في الصّلاة.
وفي حديث أَبي بكرٍ قال لأُسامةَ : «أَغِرْ عليهم غارَةً سَنْحاءَ».
من سَنَح له الرَّأْيُ : إِذا اعتَرَضَه. قال ابن الأَثير : هكذا جاءَ في رواية ، والمعروف : سَحَّاءَ ، وقد ذُكِرَ في موضعه.
[سنطح] : السِّنْطَاحُ ، بالكسر : الناقةُ الرَّحِيبَةُ الفَرْجِ ، كذا في التّهْذيب ، وأَنشد :
يَتْبَعْنَ سَمْحَاءَ مِنَ السَّرَادِحِ |
|
عَيْهَلةً حَرْفاً من السَّنَاطِحِ |
[سوح] : السَّاحَة : النّاحِيةُ ، وهي أَيضاً فَضَاءٌ يكون بين دُورِ الحَيِّ. وساحَةُ الدّارِ : باحَتُها. ج سَاحٌ وسُوحٌ وسَاحَاتٌ ، الأَولى عن كُراع. قال الجوهَرِيّ. مثل بَدَنَةٍ وبُدْنٍ ، وخَشَبَة وخُشْبٍ. والتَّصغير سُوَيْحَةٌ.
[سيح] : ساحَ الماءُ يَسيحُ سَيْحاً وسَيَحَاناً ، محرَّكةً : إِذا جَرَى على وَجْهِ الأَرْضِ. وساح الظِّلُّ ، أَي فاءَ.
والسَّيْحُ : الماءُ الجاري. وفي التهذيب : الماءُ الظاهِر الجارِي على وَجْهِ الأَرض ، وجمعه سُيُوحٌ. وماءٌ سَيحٌ وغَيْلٌ ، إِذا جَرَى على وَجْهِ الأَرْض ، وجمْعه أَسْيَاحٌ.
والسَّيْح : الكِسَاءُ المُخطَّطُ يُسْتَتَر به ويُفْتَرَش وقيل : هو ضَرْبٌ من البُرودِ ، وجمْعه سُيوحٌ. وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
وإِنّي وإِنْ تُنْكَرْ سُيوحُ عَباءَتي |
|
شِفَاءُ الدَّقَى يا بِكْرَ أُمِّ تَميمِ |
وسَيْحٌ : ماءٌ لبني حَسّان بنِ عَوْفٍ ، وقال ذُو الرُّمّة :
يا حَبَّذَا سَيْحٌ إِذا الصَّيْفُ الْتَهَبْ
وسَيْحٌ : اسم ثَلَاثة أَوْدِيَة (٢) باليمَامةِ ، بأَقْصَى العِرْض منها ، لآل إِبراهِيمَ بن عَرَبيّ.
والسِّيَاحَةُ ، بالكسر ، والسُّيُوحُ بالضّمّ ، والسَّيَحَانُ ، محرَّكَةً ، والسَّيْحُ ، بفتح فسكون : الذَّهابُ في الأَرضِ للعِبَادة والتَّرَهُّب ؛ هكذا في اللّسان وغيره. وقولُ شيخنا : إِن قَيْدَ العِبَادَةِ خَلَتْ عنه أَكثرُ زُبُرِ الأَوّلين ، والظّاهر أَنّه اصطلاحٌ ، مَحَلُّ تَأَمُّل. نعمْ الّذي ذَكروه في معنى السِّيَاحَةِ فقطْ ، يعني مُقَيَّداً ، وأَما السُّيُوح والسَّيَحَانُ والسَّيْحُ فقالوا : إِنه مُطلقُ الذَّهابِ في الأَرْضِ ، سواءٌ كان للعِبادةِ أَو غيرِهَا.
وفي الحديث : «لا سِياحَةَ في الإِسلامِ». أَوردَه الجوهريّ (٣) ، وأَراد مُفَارَقَةَ الأَمْصَارِ ، والذَّهَابَ في الأَرضِ ، وأَصْلُه من سَيْحِ الماءِ الجارِي ، فهو مجازٌ. وقال ابن الأَثير : أَراد مُفارَقَةَ الأَمصارِ ، وسُكْنَى البَرارِي ، وتَرْكَ شُهودِ الجُمُعَةِ والجَمَاعَاتِ. قال : وقِيل : أَراد الّذِين يَسْعَون (٤) في الأَرض بالشَّرِّ والنَّمِيمةِ والإِفسادِ بين الناس ، وقد ساحَ.
ومنه المَسيح عيسى بنُ مَريمَ عليهماالسلام. في بعض الأَقاويل ، كان يَذهبُ في الأَرض ، فأَيْنَما أَدرَكَه اللَّيْلُ صَفَّ قَدَميْه وصَلَّى حتّى الصّباحِ. فإِذا كان كذلك فهو مَفْعُولٌ بمعنى فاعل. وقد (٥) ذَكرتُ في اشْتِقاقِه خمْسِين قوْلاً ـ قال شيخُنَا : كُلُّهَا منقُولةٌ مبحوثٌ فيها أَنْكرَها الجماهِيرُ وقالوا : إِنّمَا هي من طُرُق النَّظرِ في الأَلْفاظ ، وإِلّا فهو ليس من أَلفاظ العرب ، ولا وَضَعتْه العرب لعيسى ، حتى يَتَخَرَّجَ على اشتقاقاتها ولُغَاتها ـ في شَرْحي لصَحيحِ البَخَارِيّ المُسمَّى بمنْح البارِي وغيره من المصنّفات. قال شيخُنا : وشَرْحُه هذا غريبٌ جدًّا. وقد ذكره الحافظُ ابنُ حَجَرٍ وقال : إِنه خَرجَ فيه عن شَرْح الأَحاديث المَطْلُوبِ من الشَّرْح إِلى مَقالاتِ الشَّيْخ مُحْيِى الدّين بن عرَبِيّ رَحمَه الله ، الخارِجةِ عن البحث ، وتَوسَّعَ فيها بما كان سَبباً لطرْحِ الكِتَابِ وعدمِ الالتِفاتِ إِليه ، مع كثرةِ ما فِيه من الفوائد. بل بالغَ الحافِظ في شَيْنِ الكِتَابِ وشَناعَته بما ذكر.
ومن المجاز : السَّائِح : الصَّائمُ المُلازِمُ للمَساجِدِ وهو سِيَاحَة هذه الأُمّةِ. وقوله تعالى : (الْحامِدُونَ السّائِحُونَ) (٦) قال الزّجّاج : السّائِحُونَ ـ في قول أَهل التفسير واللُّغة جميعاً ـ : الصّائمون. قال : ومذْهب الحَسنِ أَنّهم الّذين يصومون الفرْض. وقيل : هم الّذين يُدِيمون الصِّيامَ ، وهو
__________________
(١) عن النهاية وبالأصل «بيدي».
(٢) وهي كما في معجم البلدان والتكملة : سيح الغَمر وسيح البَرَدان وسيح النعامة.
(٣) وهو في التهذيب والنهاية واللسان.
(٤) الأصل واللسان ، وفي النهاية : «يسيحون»
(٥) في إِحدى نسخ القاموس : «وقد ذكرتُ» أدخلت «قد» في متن القاموس.
(٦) سورة التوبة الآية ١١٢.