ابن حَمزة بن يحيَى بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحُسَيْن بن عليّ بن أَبي طالبٍ ، الشّرِيف ، الحُسَيْنيّ ، الزَّيْديّ ، نَسباً ومَذْهَباً. قال ابن الأَثير : كوفيُّ حدَّثَ عن الخَطِيب أبي بكرٍ الحافظِ وأَبي الحُسَيْن بن النّقور ، وعنه أَبو سَعْد السّمْعَانيّ وأَبوه ، وعُمَّرَ حتى أَلْحَق الأَحفادَ بالأَجدادِ.
وقد أَعقَب زيدٌ الشَّهيدُ من ثلاثةَ : عيسَى مُؤْتِم الأَشبالِ والحُسَيْنِ صاحب العَبْرَةِ. ويَحيى. ونِسْبَتِي بحمْد الله تعالَى متَّصلة إِلى عيسى مُؤْتِم الأَشبالِ وقد بَيَّنْتُ ذلك في شَجرة الأَنساب.
وزَيْدُ بنُ عبدِ الله بن خارِجَة الزَّيْدِيُّ روَى عنه عبد العزيز الإِدريسيُّ (١) مِن وَلَدِ فَرضِيِّ الأُمَّةِ كاتِبِ الوَحْيِ زَيْدِ بن ثابِت الصحابيّ ، رضياللهعنه ، من بني مالِك بن النَّجّار.
وحُروفُ الزيادةِ عَشَرةٌ ، ويجمَعُها قولك : اليومَ تَنْساهُ وقد سَقطت هذه العبارةُ من نُسخ كثيرة ، ولذا استدركه شيخُنا.
وفي اللسان : وأَخرَج أَبو العَبَّاسِ الهَاءَ من حُروفِ الزيادةِ ، وقال : إِنّما تأْتي «منفصلَةً لبيانِ الحَرَكَةِ والتأْنيثِ ، وإِن أَخْرَجْتَ من هذه الحروف السِّينَ واللّام ، وضمَمْتَ إِليها الطّاءَ والثاءَ والجيم ، صارت أَحَدَ عَشَرَ حرفاً تُسَمَّى : حُرُوفَ البَدَلِ.
قال شيخُنا : وقد أَورَدَ هذه الحروفَ العُلماءُ في كُتبهم ، وجمعوها في تراكِيبَ مختلفة ، أَوْصَلُوهَا إِلى نحوِ مائةٍ ونَيّف وثلاثين تَركيباً.
ومن أَحسن ضَوَابطِها : قولُ أَبي محمد عبدِ المَجيد بن عَبدُونَ الفِهْرِيّ :
سَأَلْتُ الحُروفَ الزَّائداتِ عنِ اسْمِها |
|
فقالَتْ ولم تَكْذِب : أَمانٌ وتَسْهِيلُ |
قال : ومن ضوابطها : أَهْوَى تِلِمْسَانَ ونظَمَه الإِمام أَبو العباس أَحمد المقري في قوله :
قَالَتْ حُرُوفُ زِيَادَاتٍ لسائِلِهَا |
|
هَوِيت من بَلْدةٍ : أَهْوَى تِلِمْسَانَا |
قال : وجَمعها الشيخُ ابنُ مالِك أَربَع مرّاتٍ في أَربعةِ أَمثلة بلا حَشْو ، في بيتٍ واحِد ، مع كمالِ العُذُوبة ، فقال :
هَنَاءٌ وتَسْلِيمٌ ، تَلَا يَوْمَ أُنْسِهِ |
|
نِهَايَةُ مَشْؤولٍ ، أَمانٌ وتَسْهِيل |
وحُكِيَ أَنَّ أَبا عُثمانَ المازنيّ سُئل عنها فأَنْشَدَ :
هَوِيتُ السِّمانَ فَشَيَّبْنَنِي |
|
وَقَدْ كُنْتُ قِدْماً هَوِيتُ السِّمَانا |
فقيل له : أَجِبْنَا فقال : أجبتكم مَرَّتين. ويروى أَنه قال : سَأَلْتُمونِيها ، فأَعطيتكم ثلاثةَ أَجويَة.
قال شيخُنَا : ومن ضوابِطِها : اليَومَ تَنْساه. الموتُ يَنساه.
أسلمَنِي وتَاهَ. هم يتَسَاءَلُون. التَّنَاهِي سُمُوّ ، تَنمِي وَسائِله.
تَهَاوُني أَسلَمُ. ما سأَلتَ يَهُون. نَوَيْتُ سُؤالهم. نَوَيت مَسائِلَه سأَلْتُم هَوَانِي. تأَمَّلَهَا يُونُس. أَنَمَى تَسهِيل. سأَلتَ ما يَهُون. وسُليمانُ أَتاه. هو استَمَالَنِي. وَهَيّنٌ ما سأَلت.
وهي كثيرة ، جمع منها ابنُ خَروف نحو اثنين وعشرين ضابطاً ، ونَظمَها جماعةٌ. وهذه زُبْدة ذلك. انتهى.
قلْتُ : وقد خَطَرَ ببالي في أَثناءِ هذا المَقَامِ بعضُ كلمات مُركّبة من حُروف الزيادةِ ، لا بأْسَ بإِيرادِها هُنا ، وهي أَحدٌ وعشرون تركيباً.
منها (٢) : تَيَّمَني وسَلَاه. ومَن سَلَاتَيّاهٌ. تَيمَّن لي وَسهَا.
هُو لي استأْمَن. واستئمِن له. يوم نلْت ساه. ناوِي أَتسَلَّاه.
وهي لامَسَتْني أَو هي لَمَستْنِي. أُنْسِى له يوم. آه لو مَسَّتني.
السَّنَام وَهَى. سَمِّ ولا تَنْهَ. السَّنا يَؤُمُّهُ. تسمَّى نوائِلُه.
تَسالمِي أَهْون. ونهي ما تسأَل. وإِني سأَلْتهم. أَو تسهى نميل. وهي أَسلمتني. هم السوي وأَنت.
وعند إِعمالِ الفِكر تَظهر أَلفاظ كثيرة ، ليس هذا محلَّها وفي هذا القدر كفايةٌ.
والزِّيَادِيَّةُ ، بالكسر والتخفيف مَحَلَّه بالقَيْرَوَانِ من إِفريقية.
وزَيْدٌ مصروفاً : ع من مَرْج حَسّانَ بالجزيرة ، كانت به الوَقْعةُ.
__________________
(١) اللباب : الأويسي.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : منها ، الظاهر أن يقول : وهي».