محمد بن يحيى ، حدّثوا كلّهم. وأَحمد وإِسماعيل ابنا عبد الرحمن بن إِسماعيلَ الزَّبِيديّ ، سمعَا إِسماعِيلَ بنَ الحَسن بن المبارك الزَّبِيديّ. ذَكَرَه أَبو العلا الفَرَضيّ. وأَبو بكر بن المضرب الزَّبِيديّ ، انتشر عنه مذهب الشافعيّ باليمن على رأْس الأَربعمائة. والحسن بن محمد بن أَبي عَقَامة الزَّبِيديّ قاضي اليمن زمن الصُّليحيّ ، وابن أَخيه أَبو الفتوح بن عبد الله بن أَبي عَقَامة أَوْحَدُ عَصرِهِ ، نقلَ عنه صاحبُ البيان. وآل بيته وهم أَجلُّ بيتٍ بِزَبيد. وعبد الله بن عيسى بن أَيمنَ الهرميّ من جِلَّة فقهاءِ زَبِيدَ ، كان يحفظ «المهذب» وعلي بن القاسم بن العليف الحكميّ الزَّبِيديّ صاحب «مشكلات المهذب» ، يقال خَرجَ من تلامذته ستّون مدرساً ، توفي سنة ٦٤٠ ، وتلميذه محمد بن أَبي بكر الزَّوقريّ الحطّاب الزَّبيديّ ، وأَبو الخير بن منصور بن أَبي الخير الشَّماخ الزَّبِيديّ السَّعْدِيّ ، سمعَ من ابن الجُمّيزيّ ، وكان حَسن الضَّبْط توفي سنة ٦٨٠. وابنه أَحمد سمع عليه الملك المؤيد داوود ، سننَ أَبي داوود وتُوفِّيَ سنة ٧٢٩ كذا في «التبصير» للحافظ.
وزَيْبُدانُ كفَيْعُلَان ، بضمّ العين ع ، قال القرافيّ : في قوله بضمّ العين غِنًى عن قوله كفَيْعُلان ، لأَن الباءَ عَيْن الكلمة.
وزَبَادٌ كسَحاب : طِيبٌ م مفرد يَتوَلّد من السِّنَّورِ الآتي ذِكْرُه وغَلِطَ الفقهاءُ واللُّغوِيُّون في قولهم : الزَّبَاد دَابَّة يُحْلَب (١) منها الطِّيب ، قال القَرافيّ : ولك أَن تقول إِنما سَمَّوا الدَّابّة باسم ما يَحْصل منها ومثْلُ ذلك لا يُعَدّ غَلَطاً ، وإِنّمَا هو مَجَاز ، علاقَتُه المجاورةُ ، كما في قوله تعالى : (فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً) (٢) انتهى.
قلت : وقد وقع التعبير بهذا في كلام الثِّقَات ، كالزمخشريّ وأَضرابِه من أَئمّة اللِّسَان ، وقال ابنُ أَبي الحَدِيد في «شرح نهج البلاغَة» : قال الزَّمَخْشَرِيّ الزَّبَادُ : حِرَّةٌ. ويقال للزَّيْلَع ، وهم الّذين يَحْلبون الزَّبَاد : يا زَيْلَع : يا زَيْلَع ، الزَّبَادَةُ ماتتْ. فيغْضَب وإِنّمَا الدَّابَّةُ : السِّنَّوْرُ أَي البَرِّيّ ، وهو كالأَهليّ ، لكنه أَطولُ منه وأكبرُ جُثَّةً ، وَوَبَرُه أَمْيَلُ إِلى السَّواد ، ويُجْلَبُ من بلاد الهِند والحَبشة. وفي كتاب «طبائع الحيوان» : ومن السَّنانير ما يقال له الزَّبَادَةُ.
والزَّبَادُ : الطِّيبُ وهو رَشْحٌ شَبِيهٌ بالوَسَخ الأَسودِ اللَّزِجِ يَجتَمعُ تَحْتَ ذَنَبِها على المَخْرَجِ (٣) ، وفي باطِنِ أَفخاذِهَا أَيضاً. كما في «عين الحياة» للدّمامينيّ فَتُمْسَكُ الدَّابّةُ وتُمْنَعُ الاضْطِرَابَ ويُسْلَتُ ذلك الوَسَخُ المُجْتَمِعُ هُنَاكَ بِلِيطَةٍ أَو مِلْعَقَة ، وهو الأَكثر أَو خِرْقَة (٤) أَو دِرْهَم رقيق ، وقد نَظَر القَرَافيُّ في قوله «على المخرج» بقوله : إِذ لو كان كذلك لكان مُتنجِّساً. وفي كتاب طبائع الحيوان : وإِذا تُفُقِّدَتْ أَرفاغُه ومغابِنُه وخَواصِرُه وُجِدَ فيها رُطُوبةٌ تُحَكُّ منها فتكون لها رائحةُ المِسْكِ الزكيُّ ، وهو عَزِيزُ الوُجُودِ.
وفي اللسان : الزَّبَاد : مِثْلُ السِّنَّور الصغيرِ ، يُجلَب من نواحِي الهندِ ، وقد يأْنس فيُقْتَنى ويُحتَلب شيئاً شبيهاً بالزُّبْد يَظْهَر على حَلَمَته بالعصْر ، مثْل ما يَظهر على أُنوفِ الغِلْمَان المراهِقين ، فيَجْتَمع وله رائحةٌ طَيِّبة ، وهو يَقَعُ في الطِّيب.
كلّ ذلك عن أَبي حنيفَةَ.
وزَبَادُ : د ، بالمَغْرِب ، منه مالك ابن خَيْر الإِسكندرانيّ ، قاله أَبو حاتم بن حِبَّان.
وزَبَادُ بنُ كَعْبٍ جاهليٌّ. وقال عبد الغنيّ بن سعيدٍ :
زَبَادٌ : بطْن مِن وَلدِ كَعْبِ بن حجر بن الأَسود بن الكَلَاعِ ، منهم خالدُ بن عبد الله الزَّبَادِيّ.
وزَبَاد بنْتُ بسْطَام بْنِ قَيْس ، وهي امرأَةُ الوَليدِ بن عبدِ الملك التي قال فيها الشاعر :
لَعَمْرُ بَنِي شَيْبَانَ إِذ يُنْكِحُونَه |
|
زَبَادَ لقد ما قَصَّروا بِزَبَادِ |
ذكره المبرّد في «الكامل».
ومُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ زَبَادٍ المَذَارِيّ ، عن عَمْرِو بن عاصم أَو زَبْدَاءَ. والثاني أَشْهَرُ ، وهكذا ذَكره الحافظ في «التبصير» (٥) ، نقلاً عن أَبي بكرِ بنِ خُزيمةَ. وأَحمد بن يحيَى
__________________
(١) في القاموس : «يجلب» وفي نسخة ثانية «يحلب» كالأصل وفي اللسان : الزباد مثل السنّور الصغير يجلب من نواحي الهند.
(٢) سورة عبس الآيتان ٢٧ ـ ٢٨.
(٣) تذكرة داود : يسيل الزباد من حلم صغار بين فخذيه.
(٤) التكملة : «بليطة» أو بخزفةٍ.» وفي تذكرة داود : فتمد له ملاعق الفضة أو الذهب ويؤخذ.
(٥) في التكملة : ابن زبدا ، ويقال ابن زباد ، وهو بابن زبدا أشهر.