والمُحَمَّدِيَّةُ (١) : اسمُ مَدِينَةِ المَسِيلةِ ، بالمَغْرِب أَيضاً اختَطَّها أَبو القاسِمِ محمَّدُ بن المَهْدِيِّ الملقب بالقائم.
والمُحَمَّدِيَّةُ : ة باليَمَامَة.
ويقال : هو يَتَحَمَّدُ عليَّ ، أَي يَمْتَنُّ ، ويقال فُلانٌ يتحمَّدُ النّاسَ بجُودِه ، أَي يُرِيهِم أَنَّه محمودٌ.
ومن أَمثالهم : «مَنْ أَنفَق مالَهُ على نَفْسِه فلا يَتَحَمَّدْ به إِلى النّاسِ» والمعنى : أَنه لا يُحْمَدُ على إِحْسَانِه إِلى نفْسه ، إِنما يُحْمَد على إِحْسَانِه إِلى النّاس.
ورجلٌ حُمَدةٌ ، كهُمَزَةٍ : مُكْثِرُ الحَمْدِ للأَشياءِ ، ورجلٌ حَمَّادٌ ، مثله.
وفي النوادر : حَمِدَ عليَّ فُلانٌ حَمَداً كفَرِح إِذا غَضِبَ ، كضَمِدَ له ضَمَداً ، وأَرِمَ أَرَماً.
ومن المَجَاز : قولهم : العَوْدُ أَحْمَدُ ، أَي أَكْثَرُ حَمْداً ، قال الشاعر :
فلم تَجْرِ إِلّا جِئْتَ في الخَيْرِ سابقاً |
|
ولا عُدْتَ إِلّا أَنتَ في العَوْدِ أَحمَدُ |
كذا في الصحاح : وكُتُب الأَمثال لأَنَّكَ لا تَعود إِلى الشَّيْءِ غالباً إِلّا بَعْدَ خبْرَتِه ، أو معناه (٢) : أَنَّه إِذا ابتدَأَ المَعْرُوفَ (٣) جَلَبَ الحَمْدَ لنفْسِهِ ، فإِذا عادَ كان أَحْمَدَ ، أَي أَكْسَبَ للحَمْدِ له ، أَو هو أَفْعَلُ ، من المفعول ، أَي الابتداءُ محمودٌ ، والعَوْدُ أَحقُّ بأَن يَحْمَدُوه وفي كُتب الأَمثالِ : بأَنّ يُحْمدَ مَنه. وأَولُ من قاله ، أَي هذا المَثَلَ خِدَاشُ ابنُ حَابِسِ التَّمِيميُّ في فَتاة من بَنِي ذُهْلٍ ثم من بني سَدُوس ، يقال لها الرَّبَاب ، لَمَّا هَام بها زَماناً وخَطبها فَرَدَّهُ أَبواها ، فأَضْرَبَ ، أَي أَعرضَ عنها زَماناً ، ثم أَقبَلَ ذاتَ ليلة راكباً حتّى انْتَهَى إِلى حِلَّتِهِمْ (٤) أَي مَنْزِلِهِمْ مُتَغَنِّياً بأَبيات ، منها هذا البيتُ :
أَلَا لَيْتَ شِعْرِي يا رَبابُ مَتَى أَرَى |
|
لَنَا مِنْكِ نُجْحاً أَو شفَاءً فأَشْتَفِي |
وبعده :
فقد طَالَمَا غَيّبْتِنِي وَرَدَدْتِنِي |
|
وأَنت صَفِيِّي دُونَ من كُنْتُ أَصْطَفِي |
لَحَى اللهُ مَنْ تَسْمُوا إِلى المالِ نَفْسُهُ |
|
إِذا كانَ ذا فَضْلٍ به لَيْسَ يَكْتَفِي |
فَيُنْكِحُ ذا مالٍ ذَمِيماً (٥) مُلَوَّماً |
|
ويَتْرُكُ حُرّاً مِثْلَه ليس يَصْطَفِي |
فسمِعَت الرَّبابُ وعَرفته وحَفِظَت الشِّعْرَ وأَرْسلت إِلى الرَّكْب الّذين فيهم خِدَاشٌ (٦) وبعثَتْ إِليه : أَنْ قد عَرَفْتُ حاجَتَكَ فاغْدُ على أَبي خاطِباً ، ورَجَعَتْ إِلى أُمها ثم قالت لأُمِّها : يا أُمَّهْ : هل أُنْكَحُ إِلَّا مَنْ أَهْوَى ، وأَلْتَحِفُ إِلّا مَنْ أَرضَى؟ قالَت : بَلَى (٧) ، فما ذلك؟ قالت : فأَنْكِحيني خِداشاً. قالت : وما يدعوك إِلى ذلك مع قِلّةِ مالِه؟ قالت :
إِذا جمعَ المالَ السيِّىءُ الفِعالِ ، فقُبْحاً للمال ، فأخْبرَت الأُمُّ أباهَا بذلك ، فقال ؛ أَلمْ نكن صَرَفناه عنّا؟ فما بدَا له؟ فأَصْبَحَ خِداشٌ ، وفي «مجمع الأَمثال» : فلما أَصبحوا غَدا عليهم خِداشٌ وسلَّم عليهم ، وقال : العَوْدُ أَحْمَدُ ، والمَرْأَة تُرْشَد ، (٨) والوِرْدُ يُحْمَد ، فأَرسلها مَثَلاً. قاله الميدانيُّ ، والزّمخْشَرِيُّ ، وغيرهما.
ومحمودٌ اسمُ الفِيلِ المذكورِ في القرآنِ العزِيزِ في قصّة أبْرَهةَ الحَبَشِيّ ، لَمّا أَتَى لهَدْم الكعبةِ ، ذَكرَه أَربابُ السِّيَرِ مُسْتَوفىً في مَحَلّه.
وأَبو بكرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمد بنِ يعقُوب ابن حُمَّدُويَهْ بضم الحاءِ وشَدِّ الميم وفتحها ، وضم الدال وفَتْح الياءِ : محَدِّثٌ ، آخِرُ من حَدَّث عن ابن شمعونَ.
هكذا ضبطَه أَبو عليّ البردانيُّ الحافظ.
أَو هو حُمَّدُوهْ ، بلا ياءِ ، كذا ضَبطَه بعضُ المُحَدِّثين ، البغداديّ المُقْرِئُ الرَّزَّازُ ، من أَهل النَّصرِيّة. وُلِدَ في صفر سنة ٣٨١ رَوى عنه ابنُ السَّمرْقَنْديّ والأَنماطِيُّ وتُوفِّيَ في ذي الحجّة سنة ٤٦٩.
__________________
(١) وفي معجم البلدان : والمحمدية ببغداد من قرى بين النهرين. ولم يرد فيه ذكر للمحمدية التي بتونس أو للمحمدية من قرى اليمامة.
(٢) كما في مجمع الأمثال للميداني حرف العين رقم ٢٥٤٣ ج ٢ / ٣٤.
(٣) الميداني : العُرْفَ.
(٤) الميداني : فانتهى إِلى محلتهم.
(٥) الميداني : دميماً بالدال المهملة.
(٦) زيد في الميداني : أن انزلوا بنا الليلة ، فنزلوا.
(٧) القاموس : قالت : لا ، ومثله عند الميداني.
(٨) الميداني : والمرء يرشد.