غَدَا يَرْتَادُ في حَجَرَات غَيْثٍ |
|
فصَادَفَ نَوْأَه حَتْفٌ مُجِيدُ |
والجُوَادُ ، كغُرابٍ : العَطَشُ أَو شِدَّتُه ، قال الباهليّ :
ونَصْرُك خَاذِلٌ عنِّي بَطِيءٌ |
|
كأَنَّ بكُمْ إِلى خَذْلِي جُوَادَا |
والجَوْدَة : العَطْشَةُ. قال ذو الرُّمَّة :
تُعاطِيهِ أَحْيَاناً وقَدْ جِيد جَوْدَةً |
|
رُضَاباً كطَعْمِ الزنْجبيلِ المُعَسَّلِ |
وفي التهذيب (١) : جِيدَ الرّجلُ يُجَادُ جُوَاداً وجَوْدَةً فهو مَجُودٌ إِذا عَطِش ، أَوْ جِيد فلانٌ إِذا أَشْرَفَ على الهَلَاكِ ، كأَنّ الهلاكَ جادَه ، قال خِدَاش بن زُهَير :
تَرَكْتُ الوَاهِبيَّ لَدَى مَكَرٍّ (٢) |
|
إِذا مَا جَادَه النَّزْفُ استدارَا |
والجُوَاد : النُّعَاس. وجادَه الهَوَى : شاقَهُ ، والنُّعَاسُ : غَلَبَه ، فهو مَجودٌ ، كأَنَّ النَّومَ جادَه أَي مَطَرَه. والمَجُودُ : الذي يُجهَد من النُّعَاس وغيرِه ، عن اللِّحْيَانيّ ، وبه فُسِّر قول لَبِيد :
ومَجُودٍ من صُبَابَاتِ الكَرَى |
|
عَاطِفِ النُّمْرُقِ صَدْقِ المُبْتَذَلْ (٣) |
وقيل : معنَى مَجُود أَي شَيِّق. وقال الأَصمعيّ : معناه صُبّ عليه من جَوْدِ المَطَر ، وهو الكَثِير منه.
وجَاوَدَ فلانٌ فُلاناً فَجَادَه ، إِذا غَلَبَهُ بالجُودِ ، كما يقال : ماجَده ، من المجد.
ومن المَجاز : إِنِّي لأُجَادُ إِليْكَ أَي إِلى لِقائك ، أَي أَشْتَاقُ وأُسَاقُ ، كأَنّ هَواه جادَه الشّوْقُ ، أَي مَطَره. وإِنه ليُجاد إِلى كلّ شيْءٍ يَهُوله (٤).
والجُودُ ، بالضّمّ : الجُوعُ ، كالجُوسِ ، لغة هُذليّة ، يقال جُوداً له وجُوساً له. قال (٥) أَبو خِراش الهُذليّ يرثي زُهَير بن العَجْوَة :
تَكَادُ يَدَاه تُسْلِمَانِ إِزارَه |
|
من الجُودِ لمَّا استقبلَتْه الشَّمائلُ |
ويُروَى
«من القُرّ لمَّا اسْتَدْلقَتْه» ...
أَي استخرَجَته من حَيث كان. والشمائلُ جمع الشَّمأَل ، أَي إِذا هاجَت الشَّمال في الشِّتاءِ ، والشمائل أَيضاً ؛ الأَريحيَّة ، أَي هَزّته شمائلُه.
وقال : كاد يُعطِي إِزاره ، وكَرِه أَن يقول : أَعطَى إِزارَه فيكون قد وصفَه بالأَفْن والجُنون. ويفسَّر الجُود أَيضاً في البيت بالسَّخاءِ ، عن الأَصمعيّ.
والجُود : اسمُ قَلْعَة في جَبَلِ شَطِبٍ ، نقله الصاغانيّ.
وجُودَةُ ، بالضمّ : وادٍ باليَمَنِ والصواب : أَنه قَلْتٌ في وادٍ باليمن ، كذا صرّحَ به أَبو عُبَيْد.
والجُودِيُّ ، بالضّمّ وتشديد الياءِ : موضِع ، وقال الزَّجّاج :
هو جَبَلٌ بآمِدَ وقيل جَبَلٌ بالجَزِيرةِ قُرْبَ المَوْصِلِ ، وقِيل بالشأْم ، وقيل بالهِنْد ، اسْتوَتْ عليه سَفِينةُ نُوحٍ عليه وعلى نبيِّنا أَفضلُ الصّلاة والسَّلام ، وكان ذلك يومَ عاشوراءَ من المحرّم. وقرأَ الأَعمش واسْتَوَتْ على الجُودِي (٦) بإِرسال الياءِ ، وذلك جائز للتخفيف. والجُودِيُّ : جَبَلٌ بأَجَأَ ، وقال أُميَّة بن [أَبي] الصلت :
سُبْحَانَه ثُمّ سُبحاناً يعود له |
|
وقَبْلَنا سبَّحَ الجُوديّ والجُمُدُ |
وأَبُو الجُودِيُّ : تابِعيٌّ لا يُعرف اسمه ولا يُعرف إِلّا بكُنْيتِه ، قاله الصاغانيّ. وأَبو الجُودِيّ : كُنْية الحارث بن عُميرٍ الأَسديِّ الشاميّ ، سَكَنَ وَاسِطَ ، روَى عن سَعيدِ بن المُهاجِر الحِمْصيّ ، قاله المِزّيّ ، قال الصاغانيّ : هو متأَخّر ، شَيخُ شُعْبَةَ بنِ الحَجّاج العَتَكيّ.
والجَادِيُّ : الزَّعْفَرانُ. قال كُثيِّر عزّةَ :
يُباشِرْن فأَرَ المِسْك في كلِّ مَهْجَعٍ |
|
ويُشْرِقُ جادِيٌّ بهن مَفِيدُ (٧) |
__________________
(١) عبارة التهذيب : وقد جيد فلان من العطش ، يُجادُ جواداً وجَوْدةً.
(٢) صدره في التهذيب :
وقرنٍ قد تركت لدى مكرٍ
ورواه الأزهري بدون نسبة ، ومثله في اللسان ، وقافيته فيه «استدانا» بدل «استدارا».
(٣) ديوانه ٢ / ١٣ ، وبالأصل «المتبذل» وما أثبت «المبتذل» عن الديوان والتهذيب.
(٤) اللسان والتهذيب : يهواه.
(٥) في التهذيب : «أبو فراس» وفيه رداءه بدل إِزاره.
(٦) سورة هود الآية ٤٤.
(٧) ويروى : في كل مشهد.