السِّيرَافيّ. قال أُميّة بن أَبي الصَّلت :
سُبحانَه ثم سُبحاناً يَعُودُ له |
|
وقَبْلَنَا سَبَّحَ الجُودِيُّ والجُمُدُ |
ومنهم من ضبطَه محرّكةً أَيضاً. ونَسَب ابنُ الأَثير عَجُزَ هذا البَيت لوَرقَةَ بنِ نَوْفل.
ويقال إِنَّ جَمَداً كَجَبَلٍ : ة ببَغْدَادَ [وابن معديكرب] (٧) من قُرَى دُجَيْل وأَنشدوا البيتَ السابقَ.
ورَوَى مُسلمٌ في صحيحه «هذا جُمْدَانُ ، سَبَقَ المُفَرّدون» هو كعُثْمان جَبَلٌ بطريقِ مكّة شَرَّفها الله تعالى بَيْنَ يَنْبُعَ والعِيصِ وقيلَ بينَ قُدَيد وعُسْفانَ ، ويقال على لَيْلَةٍ من المدينة المشرَّفَة ، مَرَّ عليه سيِّدُنا رسُولُ الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال حسّان :
لقدْ أَتَى عن بَنِي الجرْباءِ (١) قَوْلُهمُ |
|
ودُونَهمْ دَفُّ جُمْدَانٍ فمَوضوعُ |
وجُمْدَانُ أَيضاً : وادٍ بين أَمَجٍ وثَنيّةِ غَزَالٍ.
ومن المَجاز : ما زِلْت أَضرِبُه حتّى جَمَدَ.
جَمَدَه : قَطعَه. ومنه سَيْفٌ جَمَّادٌ ، ككَتَّان : صارِمٌ قَطاعٌ ، عن أَبي عَمرٍو. وأَنشدَ :
والله لو كُنْتُمْ بأَعْلَى تَلْعةٍ |
|
من رَأْس قُنفُذ أَو رُؤُوسِ صمَادِ (٢) |
لسَمعْتمُ من وَقْعِ حَرِّ سُيوفِنا |
|
ضَرْباً بكلِّ مُهنَّدٍ جَمَّادِ |
وفي الأَساس : من المَجاز : سَيفٌ جمَّاد : يَجْمُدُ مَنْ يُضْرَبُ به.
ومن المجاز : لك جامِدُ هذا المال وذَائبُه ، أَي ما جَمَدَ منه وما ذابَ ، وقيل : أَي صامِتُه وناطِقُه ، وقيل : حَجَرُه وشَجَرُه.
ومن المجاز جَمَدَ لي عليه حَقِّي وذابَ ، أَي وَجَبَ.
وأَجْمدْتُه عليه : أَوْجَبْته.
والمُجْمِدُ ، كمُحْسِنٍ : البَخِيلُ الشّحيح ، قاله خالد.
وقال ابن سيده : المُجْمِدُ : البَخيلُ المُتشدِّدُ وقيل : هو الأَمينُ في القِمَارِ ، وبه فُسِّر بيتُ طرَفةَ بنِ العبد.
وأَصْفَرَ مَضْبوحٍ نَظرتُ حَوِيرَه |
|
على النّارِ واستودعْتُه كَفَّ مُجْمِدِ (٣) |
أَو المجْمِدُ : الأَمينُ بَيْنَ القَوم ، وهو الذي لا يَدْخُلُ في المَيْسر ، ولكنَّه يَدْخل بين أَهل الميسر فَيضرب بالقِداح وتُوضَع على يديه ويُؤتَمَن عليها ، فيُلْزِمُ الحَقَّ مَن وَجبَ عليه ولَزِمَه. وقيل : هو الذي لم يَفُزْ قِدْحُه في الميسر. وفي التهذيب : أَجْمَد يُجْمِد إِجماداً فهو مُجْمِد ، إِذا كان أَميناً بين القوم. وقال أبو عبيد (٤) : رجل مُجمِد أَمينٌ مع شُحٍّ لا يُخدَع. وقال أبو عمرٍو في تفسير بيت طرفة : استودْعت هذا القِدْحَ رَجُلاً يأْخُذُ بكلْتَا يديه فلا يَخْرُجُ من يديه شيءٌ.
وكان الأَصمعيُّ يقول : المُجْمِد في بيت طرفةَ هو الدّاخلُ في جُمادَى ، وكان جُمادَى في ذلك الوقْتِ شهْرَ بَرْدٍ وقيل : المُجْمِد القليلُ الخَيْرِ. وقد أَجمَد القَوْمُ إِجْمَاداً إِذا قلَّ خَيْرُهُم وبَخِلُوا ، وهو مَجاز.
ويقال : هو مُجامِدِي أَي جارِي بيتَ بَيْتَ ، وكذلك مُصاقبِي ومُوَارِفِي (٥) ومُتَاخِمي.
وسَعيدُ بنُ أَبي سعيدٍ ـ وفي التبصير : سعيدُ بن أَبي سعد ـ الجامديُّ ، زاهدٌ ، وله رِواية عن الكروخيّ ، توفِّيَ سنة ٦٠٣ ، ترجمه الذهبيّ في التاريخ. وأَبو يَعلَى محمد بن عليّ بن الحسين الجَامدِيّ الواسطيّ ، حَدثَ عن الحلابيّ بالإِجازة ، ومات سنة ٦١٨ قاله الحافظ.
* ومما يستدرك عليه :
مُخّةٌ جامدةٌ ، أَي صُلْبَة. وعن الفرّاءِ : الجِمَاد : الحِجَارَة ، واحدها جَمَدٌ (٦).
__________________
(٧) ما بين معكوفتين سقط من المطبوعتين المصرية والكويتية.
(١) بالأصل «الحرباء» وما أثبت عن اللسان.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله من رأس الخ كذا في اللسان وأنشد في التكملة :
من روس فيفا أو بروس صماد |
|
لسمعتم من ثم وقع سيوفنا |
...» وفي التهذيب :
لسمعتم من حرّ وقع سيوفنا
(٣) قال ابن بري : ويروى هذا البيت لعدي بن زيد ، وهو الصحيح. وأراد بالأصغر : سهماً ، والمضبوح الذي غيرته النار ، وحويره : رجوعه. وفي الجمهرة : لطرفة ويقال لعدي بن زيد العبادي.
(٤) الأصل واللسان ، وفي التهذيب : أبو عبيد.
(٥) في التهذيب : مُؤَارفي.
(٦) اعتمدنا ضبط اللسان ، وضبطت في التهذيب بضمتين ، وكلاهما ضبط قلم.