بضمّهما ، قال سيبويه : رَجلٌ جَدٌّ مجدودٌ ، وجمْعه جَدّونَ ولا يُكسَّر ، والجَديدِ والمجدودِ. وقد جَدَّ ، وهو أَجَدُّ منك ، أَي أَحَظُّ. قال أَبو زيد : رَجلٌ جَديدٌ ، إِذا كَانَ ذا حظٍّ من الرِّزْق. وجَديدٌ حظِيظٌ ، ومَجدُودٌ مَحظوظٌ.
والجَدُّ ، بالفتْح : وَكْفُ البَيْت ، وهذه عن المطرِّز ، هكذا في نُسختنا ، وفي غيرها ما نَصّه : وَكْفُ البيت ، وهذه عَن المَطر. وفي نسخة أُخرى. وَكْف البَيْت من المطَر.
والّذي في التكملة : جَدَّ البيتُ يَجِدّ ، إِذا وَكَفَ ، عن ابن الأَعرابِيّ. وعلى ما في نُسختنا : «وهذِه عن المطرّز» غريبٌ من المصنّف ، فإِنَّ المطرّز رَواه عن ابن الأَعرابيّ ، وليس من عادته أَن يَعزُوَ إِلى أَحدٍ إِلّا إِذا تَفرَّدَ فيما عُزِيَ إِليه.
وهذا ليس من ذلك ، فتأَمَّلْ. ويُكْسَر.
والجَدّ : القَطْعُ ، جدَدْتُ الشيْءَ أَجُدُّه ، بالضّمّ ، جَدًّا ، قطَعْته. وحَبْلٌ جَدِيدٌ : مَقطوعٌ. قال :
أَبَى حُبِّي سُلَيْمَى أَن يَبِيدَا |
|
وأَمسَى حَبْلُهَا خَلَقاً جَديدَا (١) |
قال شيخنا : وظاهرُ هذا البَيتِ كالمتناقِض ، وهو في الصّحاحِ والِّلسان. وأَورده أَهل المعانِي ، انتهى.
ومنه مِلْحَفَةٌ جَديدٌ ، بلا هَاءٍ ، لأَنّهَا بمعنَى مفعُولَة.
وعن ابن سيده : يقال : مِلْحَفَةٌ جَديدٌ وجَديدةٌ ، وثَوْبٌ جَديدٌ كما جَدَّهُ الحائكُ ، وهو في معنى مَجدود ، يُرَاد به حين جَدّه الحائكُ ، أَي قَطَعه. ويقال : ثَوبٌ جَدِيدٌ : قُطِعَ حَديثاً ، ج جُدُدٌ كَسُرُرٍ ، بضمّتين ، كقَضيب وقُضُبٍ ، قاله ابن قُتَيْبَة ونقله ثَعلب. وحَكَى فتْحَ الدالِ أَيضاً أَبو زيد وأَبو عُبيد عن بعض العرب ، وحكَى المبرّد الوجهين ، والأَكثرون على الضّمّ.
والجَدُّ ، بالفتح : صِرَامُ النَّخْلِ وقد جَدّه يَجُدّه جَدّاً ، كالجِدَاد ، بالكسر ، والجَدَاد ، بالفتح ، عن اللِّحْيَانيّ. وقيل الحِدَاد (٢) بمهملتين قطْع النّخل خاصّة ، وبمعجمتين قطع جميع الثِّمار على جهة العموم ، وقيل هما سَواءٌ.
وأَجَدَّ النّخْلُ : حَانَ له أَن يُجَدَّ. وفي الِّلسان : والجِدَاد أَوَانُ الضِّرَامِ. وقال الكسائيّ : هو الجِدَاد والجَدَادُ ، والحِصَاد والحَصَاد ، والقِطَاف والقَطَاف والصِّرام والصَّرام (٣).
والجُدُّ ، بالضّمّ : ساحِلُ البَحْرِ المتّصل بمكّةَ زيدت شَرفاً ونَواحيها كالجُدَّةِ بالهَاءِ.
وجُدّةُ بلا لام : اسمٌ لموضعٍ بعَيِنِه منه ، أَي من ساحل البحر.
وفي حديث ابن سيرين «كان يختار الصَّلاةَ على الجُدِّ إِنْ قَدَرَ عَلَيْه». قال ابن الأثير : الجُدّ بالضّمّ : شاطئ النّهر ، والجُدّة أَيضاً ، وبه سُمِّيَت المدينةُ التّي عند مَكَّةَ جُدَّة. قلت : وهي الآن مدينةٌ مشهورةٌ مَرْسَى السُّفنِ الواردة من مِصْرَ والهِنْدِ واليمن والبَصْرة وغيرها. قال شيخنا : واختُلِف في سبب تَسميتها بجُدَّة ، فقيل لكونها خُصَّت من جُدَّة البحر ، أَي شاطئه. وقيل سُمّيَت بجُدّة بن جَرْم بن رَيَّان (٤) لأَنّه نَزَلها ، كما في الرَّوْض للسُهَيْليّ ، وقيل غير ذلك. وقال البَكْريّ في المعجم (٥) : الصواب أَنّه هو الذي سُمِّيَ بها ، لولادته فيها.
والجُدُّ بالضّمّ : جانبُ كلِّ شيْءٍ والجُدّ أَيضاً ، السِّمَنُ ، والبُدْنُ ، نقله الصغانيّ وثَمَرٌ كثَمَرِ الطَّلْح ، وهو الجُّدَادة ، وسيأْتي قريباً. والجُدّ البِئر الّتي تكون في مَوضعٍ كثيرِ الكَلإِ ، قال الأَعشَى يُفضِّل عامراً على عَلْقمة :
ما جُعِل الجُدُّ الظَّنُونُ الّذي |
|
جُنِّبَ صَوْبَ اللَّجِبِ المَاطِر |
مِثْل الفُرَاتيّ إِذا ماطَمَى |
|
يَقْذِف بالبُوصِيّ والمَاهرِ |
والجُدّ : البِئر المُغْزِرَة ، وقيل هي القَلِيلةُ الماءِ ، ضِدٌّ.
والجُدّ : الماءُ القَلِيل ، وقيل هو الماءُ في طَرَفِ فَلَاةٍ.
__________________
(١) ويروى وأضحى حبلها.
(٢) كذا بالأصل ، وأراد بالمهملتين الدالين ، والصواب الجِداد ، وبمعجمتين أَي «الجذاذ» بذالين.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله الجداد والجداد الخ أَي بالكسر والفتح في جميع هذه الكلمات ، قال في الصحاح واللسان عقب هذه العبارة : فكأن الفَعَال والفِعَال مطردان في كل ما كان فيه معنى وقت الفعل مشبهان في معاقبتهما بالأوان والإِوان».
(٤) عن معجم البلدان ، وبالأصل «زبان» وفي جمهرة ابن حزم : ربّان بالموحدة.
(٥) كذا ، ولم ترد العبارة في معجم ما استعجم إِنما هي عبارة ياقوت في معجم البلدان.