ابن محمد ، هكذا في سائر نُسخ القاموس ، وهو شاعرٌ ، والّذي يَغلِب على ظَنّي أَنَّه التَّزِيديّ ، بالزّاي بدل الرّاءِ ، إِلى بلْدة باليمن يُنسَج بها البُرود. والشاعر المنسوبُ إِليها هو عَمْرُو بن مالكٍ (١) ، القائلُ :
ولَيلتُهَا بآمِدَ لم نَنَمْهَا |
|
كلَيْلتِنا بِميَّافَارِقينَا |
وماتُرِيدُ ، بالضّمّ ، قال شيخُنَا : الصّوابُ في مِثل هذا أَن تُعدَّ حُروفُه كلُّهَا أُصولاً ، فتُذكَر في فصل الميمِ ، لأَنّ البلْدة أَعجميّة. وإِن كان عَربيًّا فالصواب أَن يُذكَر في فصل الرّاءِ ، لأَنّهَا مضارع أَرادَ يُرِيد مُسنَداً للمُخاطَب. أَمّا ذِكرُها هُنا فخارجٌ عن الطَّريقَين. قاله شيخُنَا (٢) ـ ة بِبُخارَا ، مثْله في شرْح المقاصدِ ، وشُروح الأَمالي وغيرها. وقيل : قَرية أَو مَحَلَّةٌ بسَمَرْقَنْدَ. والّذي ذَكَره ابن السِّمعَانيّ ، وهو أَعْرَفُ بها ، أَنّها مَحلّة بسَمَرْقَنْدَ. منها الإِمام أَبو منصور محمّد بن محمّد بن محمود الماتُرِيديّ ، ويقال الماتُرِيتيّ ، إِمام الهُدَى الحَنَفيّ المفسِّر المِتكلّم ، رَأْس الطائفةِ الماتُرِيديّة ، نَظير الأَشعريّة ، مات سنة ٣٣٣ بعد موت أَبي الحسن الأَشعَريّ بقليل.
[تقد] : التِّقْدَةُ ، بالكسْر وتفتح مع كسر القاف ، الأَخيرة عن الهَرويّ : الكُزْبَرَةُ والكَرَوْيَاءُ ، حكَاه ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ ، ذكرَه بعد ذِكْرِه التِّقْدة ، بمعنى الكُزْبَرَة ، وصَوّبها الأَزهَرِيّ. وذَكَره الأَزهريّ (٣) في النُّون أَيضاً فقال : والنِّقْدَة : الكَرَوْيَاءُ.
* ومما يستدرك عليه :
التُّقَيِّدَةُ مَوضعٌ في باديَةِ اليَمامة (٤).
[تقرد] : التِّقْرِدُ ، كزِبْرِحٍ ، أَهملَه الجوهريّ ، وقال اللَّيث وابن دُريد وأَبو حنيفةَ عن بعضِ الرُّواة : هو الكَرَوْيَاءُ ، كذا في التهذيب في الرُّباعيّ أَو التِّقْرِد الأَبْزَارُ كلُّها ، كذا عن ابن دُريد (٥) ، وهو عند أَهلِ اليمن ، وروَى ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ : التِّقْدَةُ : الكُزْبَرَة ، والتِّقْدَة الكَرْوياءُ. قال الأَزهريّ : وهذا هو الصّحِيح ، وأَمّا التِّقْرِد فلا أَعرفه في كلام العرب.
[تلد] : التّالِدُ ، كصاحِبٍ ، والتَّلْد ، بالفتْح ، والضّمّ ، والتحريك ، والتِّلَادُ ، بالكسر ، والتَّلِيد ، كأَمِير ، والإِتلَادُ (٦) ، كالإِسنام ، والمُتْلَد ، كمُكْرَم ، الأَخيرة عن ابن جِنِّى ، فهذه ثَمان لُغاتٍ ذَكرَها ابن سيده في المحكم : ما وُلِدَ عندَك من مالِكَ أَو نُتِجَ ، ولذلك حكَمَ يعقوبُ أَنَّ تاءَه بَدلٌ من الواو ، وهذا لا يَقْوَى ، لأَنّه لو كان ذلك لرُدَّ في بعْضِ تَصاريفه إِلى الأَصْل. وقال بعض النَّحوِّيين : هذا كلُّه من الواو. فإِذا كان ذلك فهو معتلٌّ وقيل : التِّلاد : كلُّ مالٍ قديمٍ من حيوان وغيره يُورَث عن الآباءِ ، وهو نَقيض الطارفِ.
تَلَدَ المالُ يَتْلُدُ ويَتْلِد تُلُوداً كعُقُودِ ، وأَتْلَدَه هُوَ. وأَتْلَدَ الرَّجُلُ ، إِذَا اتّخذَ مالاً.
ومالٌ مُتْلَدٌ : قديمٌ. وخُلُقٌ ، بضمّتين (٧) مُتَلَّدٌ ، كمُعظَّم ، هكذا في النُّسخ ، وقد سقطَ من بعضِ النُّسخ : قَدِيمٌ ، والصواب أَنّه كمُكْرَم (٨) ، لما أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
ماذَا رُزِئْنا منكِ أُمَّ مَعْبد |
|
مِن سَعَةِ الخُلْقِ وخُلْقٍ مُتْلَدِ |
والتَّلِيدُ والتَّلَدُ ، محرّكَةً : مَنْ وُلِد بالعَجَمِ فحُمِلَ صَغِيراً فنَبَتَ ، هكذا في النُّسخ بالنُّون ، وفي بعضها بالمثلّثة ثمّ بالموحّدة (٩) ، ببِلادِ الإِسلام. ورُوِيَ عن الأَصمعيّ أَنّه قال : التَّليد : ما وُلِد عند غيرك ثم اشترَيْتَه صغيراً فثَبتَ عندَك ، والتِّلاد : ما وَلَدْتَ أَنت. قال أَبو منصور : سَمعْت رَجلاً من أَهل مكّةَ يقول : تِلَادِي بمكّة ، أَي مِيلادي ، وقال اللِّحْيَانيّ : رَجلٌ تَلِيدٌ في قوم تُلَداءَ ، وامرأَةٌ تَليدٌ في نِسْوَة تَلَائدَ وتُلُدِ.
__________________
(١) في معجم البلدان : عمرو بن مالك الزهري.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله قال شيخنا هو مكرر مع عزوه له في صدر العبارة.».
(٣) تهذيب اللغة ٩ / ٤١٣.
(٤) في معجم البلدان : تُقَيِّد ... وقد يزاد في آخرها هاء : ماء لبني ذهل بن ثعلبة ، وقيل : ماء بأعلى الحزن.
(٥) الجمهرة ٢ / ٢٥٤ وانظر تهذيب اللغة ٩ / ٤١٣.
(٦) بالأصل : والأتلاد بفتح الهمزة ، وما أثبت ضبط القاموس ومثله في اللسان والصحاح.
(٧) في القاموس ـ ضبط قلم ـ وخَلْقٌ.
(٨) وهي عبارة اللسان والصحاح.
(٩) وهي رواية اللسان ، وبالنون عبارة الصحاح.