وبَلْدَةٍ مثْلِ ظَهْرِ التُّرْسِ مُوحِشةٍ |
|
للجِنِّ باللِّيلِ في حافَاتِها شُعَلُ |
وبَلُدَ الرَّجلُ : نُكِسَ في العَمَلِ وضَعُفَ حتَّى في الجَرْي. قال الشاعر :
جَرَى طَلَقاً حتّى إِذا قُلْتُ سابقٌ |
|
تَدَاركَه أَعْراقُ سَوْءٍ فَبَلَّدَا |
والحِرْبَاءُ ابنُ بَلْدَتِهِ ، للزُومِه الأَرْضَ.
وفي الأَساس : من المَجاز : تَبلَّدت البِلادُ (١) : تقاصَرَت في رَأْي العيْنِ من ظُلْمةِ اللَّيْل. وعبارة اللسان : ويُقال للجِبَال إِذا تَقَاصَرَت في رَأْيِ العَيْنِ لظُلْمَةِ اللَّيْل : قد بَلَّدَتْ. ومنه قَول الشاعر :
إِذا لمْ يُنَازِعْ جَاهِلُ القَومِ ذا النُّهَى |
|
وبَلَّدَت الأَعلامُ باللَّيْل كالأَكَمْ |
وبَلَدُودُ (٢) : قَريةٌ من قُرَى أَلبِيرةَ ، منها أَبو عِمْرَانَ موسى بن أَحمد الشاعر ، ذَكَره أَبو الخطّاب بن حَزْم.
البالِدِيَّة : قَرْيَةٌ لبني غُبَر ، بينها وبينَ حَجْرٍ لَيلتانِ.
وبَلَدُ بنُ سِنْجَار المُقْرئ الضّرير ، محرّكة ، حَدّثَ عن المبارَك بن عليّ الحاوِي.
وبَلْد : اسمُ مَوضع ، قال الرّاعي يَصِف صَقْراً :
إِذا ما انْجلَتْ عنه غَدَاةَ صُبَابةٍ |
|
رَأَى وهو في بَلْدٍ خَرَانِقَ مُنْشِدِ (٣) |
وفي الحديث ذكر «بُلَيْد» ، بصيغة التَّصغير : قَرْيَة لآلِ عليّ ، بوَادٍ قريب من يَنْبع. وفي معجم البكريّ : أَنّهَا لآل سَعِيدِ بنِ عَنْبَسَة بنِ سعيد بن العاص (٤).
وبُلَيْدَة قَريةٌ من نَواحِي الأَندلس (٥) وقَرْية بمصرَ ، وبَلْدَةٌ مَدينةٌ بساحِلِ بَحْرِ الشَّام قريبٌ من جَبَلة ، من فتوح عُبَادة بن الصّامت ، ثم خَرِبتْ فأَنشأَ مُعاويةُ جَبَلَةَ.
* ومما يستدرك عليه :
[بلبد] : بَلْبَد ، بباءَين مُوحّدتين بَينهما لامٌ ساكنة : مَدينةٌ بينَ بَرْقَةَ وطَرابُلس ، حيث قَتَلَ محمّدُ بن الأَشعثِ أَبا الخَطّاب الإِباضيّ.
[بلند] : البَلَنْدُ ، كسَمَنْدٍ أَهملَه الجوهريُّ وقال الصّاغانيّ : هو أَصْلُ الحِنّاءِ.
قلت : وبالضّمّ : الطَّوِيلُ العالي ، فارسيّ.
[بمرد] : * ومما يستدرك عليه :
بَامَرْدَى : قَريةٌ من أَعمال البَلِيخ (٦) من نَواحِي ديارِ مُضَرَ ، بين الرَّقّة وحَرّانَ ، بالجزيرة.
[بند] : البَنْدُ : العَلَمُ الكبِيرُ ، فارسيٌّ معرّب ، جمْعه بُنُودٌ. وفي المحكم : مِن أَعلامِ الرُّوم ، يكون للقائِدِ ، يكون تحتَ كُلِّ علَمٍ عَشرَةُ آلافِ رَجلٍ أَو أَقلّ أَو أَكثر. وقال الهُجَيْميّ : البَنْدُ : عَلَمُ الفُرْسَانِ. وأَنشد المفضّلُ :
جَاءُوا يَجرُّونَ البُنُودَ جَرَّا
وقال النضْر : سُمِّيَ العَلَمُ الضَّخْمُ واللِّواءُ الضَّخْمُ البَنْدَ.
وقال ياقوت : البُنُودُ بأَرْضِ الرُّوم كالأَجْنادِ بأَرض الشام ، والأَعراضِ بالحِجَاز ، والكُوَرِ بالعراق ، والمَخاليفِ لأَهل اليمن.
والبَنْد : حِيَلٌ مستَعمَلة ، جمْع حِيلة ، فارسيٌّ معرّب.
ويُطلَق على الأَلغاز والمُعمَّيات ، وهو هكذا في سائر النسخ.
وذَكرَ شيخنا هنا عن بعض النُّسخ «حُبُل مُستعمَلة» ، بضم المهملة والموحّدة جمْع حِبَالة. وفي بعضها «دَخِيل» بدال مهملة وخاءٍ معجمة ، كأَنَّه قُصِدَ به أَنّه ليس بعربيّ ، وذكر أَنّه صَوّبه بعضُ الشُّيوخ.
قلت : والصّواب ما ذكرناه ، فقد جاءَ عن الليث : يقال :
__________________
(١) الأساس : الجبال.
(٢) في معجم البلدان : باسكان اللام ، من نواحي المدينة ، ولعلها الأولى وقد مرّت قريباً.
(٣) ديوانه ص ٨٥ من قصيدة في امرأة قطع بطانها لما رحلت فسقط هودجها وعنتت فقال الراعي أبياتاً مطلعها :
ولم أر معقوراً به وسط معشر |
|
أقلّ انتصاراً باللسان وباليدِ |
وفي الديوان «ضبابة» بدل «صبابة».
(٤) في معجم البلدان يفيد أنها غير الأولى.
(٥) في معجم البلدان : بَليِرة بكسر اللام.
(٦) عن معجم البلدان ، وبالأصل «البلنج».