ونحوُه. وقد صَخّت تَصُخّ ، تقول : ضَرَبت الصَّخْرَةَ بحَجَرٍ فسمِعْتُ لَهَا صَخَّةً.
وفي حديث ابن الزُّبير وبناءِ الكعبة «فخافَ النّاسُ أَن يُصِيبَهم صَاخَّةٌ من السَّمَاءِ» ، الصَّاخَّة : صَيْحَةٌ تَصُخّ الأُذنَ ، أَي تُصِمّ لشِدّتها. قاله ابن سيده. ومنه سُمِّيَت القِيامةُ الصَّاخّة ، وبه فسّر أَبو عبيدة قوله تعالى : (فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ) (١) فإِمّا أن يكون اسمَ الفاعل من صَخّ يَصُخّ ، وإِمّا أَن يكون المصدرَ. وقال أَبو إِسحاق : الصّاخّة هي الصَّيحَة الّتي تكون فيها القِيامة تَصُخّ الأَسماعَ أَي تُصِمّها فلا تَسْمع إِلّا ما تُدْعَى به للإِحياءِ. وتقول : صَخَّ الصَّوْتُ الأُذنَ يَصُخُّها صَخًّا. وفي نُسخة من التهذيب أَصَخّ إِصْخاخاً.
وفي الأَساس : الصَّاخَّة : الدَّاهِيَة الشديدةُ ، ومنه سُمِّيَت القِيَامَة.
ويقال : كأَنّه في أُذنه صاخَّة ، أَي طَعنة.
وصَخّ الغُرَابُ يَصُخّ إِذا طَعَن بمنقاره في دبَرَةِ البَعِير ، وصَخَّ صَخِيخاً ، وهو صَوتُه إِذا فَزعَ (٢).
وصَخَّ لحَديثه : أَصاخَ له.
ومن المَجازِ : صَخَّنِي فلانٌ بعَظِيمة : رمَاني بها وبَهَتَنِي.
[صرخ] : الصَّرْخَة : الصَّيْحَة الشَّدِيدةُ عِند الفَزَعِ أَو المُصيبة.
والصُّرَاخُ ، كغُرَاب : الصَّوْتُ مُطلقاً أَو شَدِيدُه (٣) ما كانَ ، صَرَخَ يَصْرُخُ صُرَاخاً.
ومن أَمثالهم «كانَت كصَرْخَةِ الحُبْلَى» للأَمر يَفْجَؤُك.
والصَّارِخ : المُغِيثُ ، والمُستَغيث ، ضِدٌّ ، قال ابنُ القَطّاع ، وحكاه يَعقوبُ في كتاب الأَضداد عن الجَماهير.
وقيل الصَّارِخ : المستغيثُ والمُصْرِخ المُغِيث. قال الأَزهريّ : ولم أَسمع لغير الأَصمعيّ في الصارخ أن يكون بمعنى المُغِيث. قال : والنّاسُ كُلُّهم على أَنَّ الصارخَ المُستغِيثُ والمصْرِخَ المُغِيثُ ، كالصَّرْيخ فيهما ، أَي في المغيث والمستغيث ، فهو من الأَضداد أَيضاً. قال أَبو الهيثم : الصَّريخ : الصَّارِخ ، وهو المُغيث ، مثْل قَدير وقادِر.
والمُصْرِخ ، كمُحْسِن ، وضُبِط في بعْض النُّسخ بالتشديد : المُغِيث والمُعِين ، أَحدهما تصحيف عن الآخر ، قال الله تعالى في كتابه العزيز : (ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ) (٤) قال أَبو الهَيْثَم : معناه ما أَنا بمُغِيثِكُم (٥).
وفي التهذيب : الصَّريخ. قد يكون فَعِيلاً بمعنَى مُفْعِل مثل نَذير بِمعنى مُنذِر ، وسَمِيع بمعنى مُسمِع. وقال شيخنا نقلاً عن أَرباب المعانِي : الصُّراخ : الصِّياحُ ، ثم تُجُوِّز به عن الاستغاثة ، إِذ لا يَخلو منه غالباً ، ثم صار حقيقةً عُرفيّةً فيه. وفي الكشَّاف : لا صَرِيخ ، أَي لا مُغِيث ، أَو لا إِغاثة ، يقال : أَتاهم الصَّرِيخُ ، أَي الإِغاثةُ.
واصْطَرَخُوا واسْتصْرَخُوا وتَصَارَخُوا بمعنَى صَرَخُوا.
والصَّارِخَة : الإِغاثة ، مصدرٌ على فَاعِلة وأَنشد :
فكانُوا مُهلِكي الأَبناءِ لو لا |
|
تَدَارَكَهمْ بصارِخةٍ شَفِيقُ |
ويقال : الصَّارخةُ صَوْتُ الاستِغَاثَة. ومنه قولهم : سَمِعْتُ صارِخَةَ القَوْم. وقال اللَّيث : الصَّارِخَةُ بمعنَى الصَّرِيخ : المُغِيث.
ومن المجاز في الحديث ، أَنّ النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم «كَانَ يَقُومُ من النَّومِ (٦) إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الصَّارِخ» أَي الدِّيك ، لأَنّه كثير الصِّياحِ باللَّيلْ ؛ وقيل : هو حقيقةٌ فيه. وقد جَوَّزوا الوَجهين.
وعن ابن الأَعرابيّ : الصَّرَّاخ كَكَتَّان : الطّاوُوس.
والنَّبّاحُ : الهُدْهُدُ.
والصَّرْخَة : الأَذَانُ ، مَأْخُوذٌ من الصَّيْحَة الشّديدة.
وصُرْخٌ ، كقُفْلٍ : جَبَلٌ بالشَّأْم.
* ومما يستدرك عليه :
المُسْتَصْرِخ ، وهو المُسْتغِيث ، وَرَوَى شَمِرٌ عن أَبي
__________________
(١) سورة عبس الآية ٣٣.
(٢) في الأساس : إِذا قُرع.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية : «في نسخة المتن المطبوع : وتصرخ : تكلفه. وقد استدركه الشارح بعد».
(٤) سورة إِبراهيم الآية ٢٢.
(٥) زيد في التهذيب : وما أنتم بمغيثيّ.
(٦) النهاية واللسان : من الليل.